قمة العشرين تتوصل إلى اتفاق حول المناخ قبل افتتاح قمة "كوب-26"

  • 10/31/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نجح قادة دول مجموعة العشرين في الاتفاق الأحد في روما على تعهدات حول المناخ أكثر طموحا من تلك التي قطعت خلال مؤتمر باريس فيما تفتح قمة المناخ "كوب-26" في اسكتلندا. وبينما تمثل مجموعة العشرين حوالى ثمانين في المئة من الانبعاثات العالمية لغازات الدفئية المسببة للاحترار المناخي، كان يتعين على رؤساء دولها وحكوماتها تحديد موقفهم قبل التوجه إلى غلاسكو لحضور قمة المناخ، عبر وضع أهدافهم على الأمد الطويل نسبيا في مواجهة ظاهرة الاحترار. ووفقا لمسودة البيان الختامي الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، تعيد مجموعة العشرين تأكيد هدف اتفاق باريس وهو "الحفاظ على متوسط الاحترار دون درجتين مئويتين بكثير ومواصلة الجهود لحصره ب1,5 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية"، حتى أنها ذهبت إلى أبعد من ذلك قائلة "إن الحفاظ على (هدف) 1,5 درجة تحت السيطرة يتطلب إجراءات والتزامات كبيرة وفعالة من كل البلدان". وأوضح مصدران مشاركان في الاجتماع لوكالة فرانس برس أن القادة وافقوا على تجاوز الهدف المناخي الذي اتفق عليه في قمة باريس العام 2015 والقاضي بحصر الاحترار بأقل من درجتين مئويتين، وحددوه ب1,5 درجة. كذلك اتفقت دول مجموعة العشرين على التوقف عن دعم مشاريع المحطات الجديدة للطاقة التي تعمل بالفحم هذا العام. وأضاف النص "سننهي منح التمويل العام الدولي لمحطات طاقة جديدة تعمل بالفحم بحلول نهاية العام 2021" الذي لا يحدد مع ذلك هدفًا للتخلي عن الفحم على المستوى الوطني. واستمرت المفاوضات بشأن المناخ طوال الليل، بحسب مصدر أوروبي. ومن المقرر عقد المؤتمر الصحافي الختامي لرئيس الحكومة الإيطالي ماريو دراغي الذي ستسلم بلاده رئاسة مجموعة العشرين لإندونيسيا في الساعة 16,15(15,15 ت غ). وبعد ذلك سيتوجه معظم القادة الموجودين في روما إلى غلاسكو. أعلن رئيس مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب26) ألوك شارما خلال افتتاحه الأحد في غلاسكو أن هذه القمة هي "الأمل الأخير والأفضل" لحصر الاحترار ب1,5 درجة مئوية وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس. وأضاف شارما في اليوم الأول من المؤتمر الذي يستمر أسبوعين يعتبران حاسمين لمستقبل البشرية أنه خلال وباء كوفيد-19 "تواصلت ظاهرة تغير المناخ". وقال شارما إن تأثيرات تغير المناخ بدأت الظهور في كل أنحاء العالم على شكل "فيضانات وأعاصير وحرائق غابات ودرجات حرارة قياسية". وتابع خلال افتتاح المؤتمر "نعلم أن كوكبنا يتغير نحو الأسوأ" غرد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو صباح الأحد "لا يمكن تأجيل التحرك المناخي. مع شركائنا يجب أن نواجه هذه الأزمة العالمية بشكل عاجل وبطموح. هذا هو هدف @g20org اليوم". وحذر الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا مساء السبت "يجب ألا نترك للذين يأتون من بعدنا كوكبا يشهد نزاعات وأُهدرت موارده، وتعرض نظامه البيئي للخطر بسبب أنانية الذين أخفقوا في التوفيق بين التطلع المشروع للنمو الاقتصادي والاجتماعي والحاجة إلى حماية ما لا نملكه". وأضاف ماتاريلا الذي كان يتحدث في مأدبة عشاء أقامها لقادة مجموعة العشرين في قصر كويرينالي الرئاسي أن "عيون مليارات الأشخاص، شعوب بأكملها، شاخصة إلينا وإلى النتائج التي يمكننا تحقيقها". وتتمحور المفاوضات على التاريخ الذي يجب تحديده خصوصا لتحقيق الحياد الكربوني، في 2050 أو 2060. وفي ما يتعلق بتحييد أثر الكربون، يمكن أن يتوافق المجتمعون على "منتصف القرن" كموعد. لكن ذلك أقل دقة من العام 2050 المنشود خصوصا من قبل الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين "لكنه مهم للغاية نظرا إلى تنوع الدول المشاركة في مجموعة العشرين" ، بحسب الرئاسة الفرنسية. قال ماريو دراغي لنظرائه صباح الأحد "يسألنا البعض لماذا نغير أهدافنا من درجتين إلى 1,5 درجة. لماذا؟ لأن هذا ما يمليه العلم". وأضاف "يجب أن ننتبه إلى تحذيرات المجتمع العلمي: الاستجابة لأزمة المناخ في هذا العقد". فالالتزامات الأخيرة لخفض الانبعاثات من دول العالم ستؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة "كارثي" بمقدار 2,7 درجة مئوية، حسب الأمم المتحدة. واعلن ألوك شارما بقلق صباح الأحد على بي بي سي "الاحترار العالمي بلغ 1,1 درجة فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية. عند 1,5 درجة ستغرق بلدان ولهذا السبب نحتاج إلى اتفاق هنا" في غلاسكو. دعا البابا المهتم جدًا بالقضايا البيئية، من جانبه الأحد للصلاة من أجل نجاح كوب 26 من شرفة الفاتيكان. وقال بعد صلاة التبشير الملائكي "لنصلي حتى تلقى صرخة الأرض وصرخة الفقراء آذانا صاغية" و"لتصدر عن هذه القمة حلول فعالة".

مشاركة :