أوضح المحلل السياسي مبارك آل عاتي لـ"سبق" أنه يراد لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) المنعقد خلال هذه الفترة أن يكون نقطة تحول فاعلة تدعم جهود خفض انبعاثات الغازات الدفيئة وتوحّد جهود العالم لمواجهة تغيرات المناخ. وأضاف أن المجتمع الدولي يعوّل على الدول المتقدمة بأن تتبنى جهود مواجهة التغير المناخي، وأن تقوم الاقتصاديات الناشئة بالإسهام بشكل فعال في تقليل الانبعاثات وأن يتبنى مؤتمر مجموعة الـ20 في إيطاليا إنجاح مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) مع ضرورة مواجهة استخدام الفحم تدريجياً، إلى أن نصل إلى التاريخ المحدد للدول المتقدمة للتوقف عن استخدام محطات توليد الطاقة للفحم. وزاد أن تلك المحطات تجعل درجة حرارة العالم تزداد أكثر من درجتين، كما أن الحاجة تتزايد لإنشاء تحالفات بين الدول التي لا تزال تعتمد على الفحم وبين الدول التي تملك الإمكانيات المادية والتقنية لدعم عملية التحول. وأشار "آل عاتي" إلى أنه بكل تأكيد أن قطاع الطاقة يمثل تحدياً كبيراً قائماً على إيجاد بدائل لطاقة النفط مع عدم تعطل اقتصاديات العالم في تناقض وازدواجية المعايير الغربية الأمريكية تحديداً، وهو تحدٍّ حقيقي قطعت فيه المملكة العربية السعودية شوطاً كبيراً بصفتها دولة نفطية، لكنها تؤمن بأن حماية البيئة والمحافظة على استقرار أسواق الطاقة يقع في صلب اهتماماتها وتنميتها المستدامة. وبيّن أن "الرياض" عمدت إلى ضخّ استثمارات ضخمة في القطاعات الأخرى، وأعادت تنويع مصادر دخلها غير النفطية للتخفيف من الآثار المترتبة على تغير المناخ، مع تحقيق تنمية مستدامة توائم بين الشقين الاقتصادي والبيئي، كما سارعت المملكة العربية السعودية إلى سنّ الخطط لمواجهة التغير المناخي مع استمرار زيادة الانبعاثات مراعية تحقيق التوازن بين حماية البيئة والنمو الاقتصادي وهو ما أكدت عليه رؤية 2030. واستطرد أن السعودية أعلنت إطلاق مبادرتي "السعودية الخضراء"، و"الشرق الأوسط الأخضر"، اللتين حظيتا بتأييد عالمي، وأطلق سمو ولي العهد تصريحه الشهير: "بصفتنا منتجاً عالمياً رائداً للنفط، ندرك تماماً نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة". وأبان أن المملكة أعلنت إنشاء المحميات الوطنية الطبيعية؛ لتكون عامل تأمين مناخي ولزيادة مساحة الغطاء النباتي ومواجهة التصحر، كما أطلقت المملكة البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة في العام 2012، لدعم مبدأ الاقتصادي الدائري للكربون، كما أن العملاق السعودي "سابك" سارع لإنشاء أضخم منشأة في العالم لتنقية ثاني أكسيد الكربون. واختتم "آل عاتي" أن أرامكو تخطط لاستخراج النفط المحسّن لتصبح واحدة من أنظف الصناعات النفطية عالميًا، مستثمرةً مليار دولار سنوياً من مجموع 7 مليارات دولار لإيجاد الحلول المخفضة لنسبة الكربون في النفط والغاز والصناعات والنقل التجاري، وفي مجال الهيدروجين الأخضر تم تطوير أكبر منشأة عالمية في منطقة نيوم لتتبوء المملكة الصدارة عالميًا في إنتاج الهيدروجين النظيف.
مشاركة :