قمة المناخ كوب 26: التخلص التدريجي من السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي

  • 11/1/2021
  • 23:26
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شارك سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير خالد بن بندر، ومستشار وزير الطاقة كبير مفاوضي التغير المناخي المهندس خالد أبو الليف أمس، في مؤتمر الأطراف الـ26 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كوب 26، المنعقد في مدينة غلاسكو الأسكتلندية.ويهدف المؤتمر الذي تستمر أعماله حتى 12 نوفمبر 2021، على المبادرات العملية للحد من الانبعاثات وبناء القدرة على التكيف مع المناخ. وابتدأت جلسات القمة بمشاركة العديد من رؤساء الوفود الرسمية والمنظمات المهتمة بهذا الشأن لبحث التعهدات والأهداف التي يمكن تحقيقها خلال الفترة القادمة.وتأتي مشاركة المملكة تأكيدا للأهمية التي توليها لملف التغييرات المناخية وحماية البيئة، بما يتناغم مع برنامج رؤية المملكة 2030.إلى ذلك رحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال افتتاحه لأعمال القمة بقادة دول العالم، ورؤساء الوفود الرسمية والمنظمات العالمية، مشددا على الدفع بمزيد من الطموح لإحداث تغيرات ملموسة.وابتدأ جونسون حديثه عن ما يعانيه العالم اليوم بسبب تغير المناخ، حيث أوضح أن العالم أصبح يضخ الكربون في الهواء بشكل أسرع وبنسب قياسية، مما خلق غطاء غير مرئي وخانقا من ثاني أكسيد الكربون، والذي بدروه أدى إلى رفع درجة حرارة كوكب الأرض.ودعا إلى إغلاق المليارات من غرف احتراق الهيدروكربونات، والتخلص التدريجي من استخدام السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي الهيدروكربونية بحلول عام 2035، وإنهاء استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، إضافة إلى زراعة مئات الملايين من الأشجار ووقف إزالة الغابات.وأكد جونسون أن على العالم الآن واجب تقديم دعم بقيمة 100 مليار دولار سنويا، تم التعهد بها في باريس، لمساعدة بقية العالم على الانتقال إلى التكنولوجيا الخضراء.وختم حديثه راجيا أن تكون قمة المناخ كوب 26 هي نقطة البداية لإحداث تغييرات ملموسة.غوتيريس: إدماننا للوقود الأحفوري يدفع البشرية إلى حافة الهاويةأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن السنوات الست الماضية منذ اتفاقية باريس للمناخ هي السنوات الست الأكثر سخونة على الإطلاق، مشددا على أن إدماننا للوقود الأحفوري يدفع البشرية إلى حافة الهاوية.ودعا إلى مزيد من الطموح بشأن التخفيف واتخاذ إجراءات فورية ملموسة لخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45 % بحلول عام 2030 ؛ جهد ينبغي أن تقوده البلدان المتقدمة، محملا دول مجموعة العشرين مسؤولية خاصة؛ لأنها تمثل حوالي 80 % من الانبعاثات»، موضحا أنه يجب على الاقتصادات الناشئة أيضا أن تتقدم إلى الأمام.وشدد غوتيريس خلال كلمته على الحاجة إلى أقصى قدر من الطموح - من جميع البلدان على جميع الجبهات - لإنجاح قمة غلاسكو.وحث غوتيريس الدول على بناء تحالفات لخلق الظروف المالية والتكنولوجية لتسريع إزالة الكربون من الاقتصاد، والتخلص التدريجي من الفحم، مضيفا أن على البلدان إعادة النظر في خططها وسياساتها المناخية الوطنية، ليس كل خمس سنوات، ولكن كل عام، إذا كانت الالتزامات قاصرة بحلول نهاية القمة.وجدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته إلى الالتزام بتمويل المناخ بقيمة 100 مليار دولار لدعم البلدان النامية، موضحا أن الوفاء بهذا الوعد الذي تم التعهد به في قمة المناخ 25 في كوبنهاجن، يعد أمرا بالغ الأهمية لاستعادة الثقة والمصداقية، داعيا في ختام كلمته إلى حماية مستقبلنا وإنقاذ البشرية.مواكبة مشاركة المملكة في مؤتمر قمة المناخ في غلاسكوالتمويل 65 مبادرة ضمن تطوير الاستراتيجية الوطنية للبيئة تغطي الجوانب البيئية كافة، بتكلفة تتجاوز 50 مليار ريال. شهدت هيكلة منظومة العمل البيئي في المملكة إنشاء 5 مراكز بيئية متخصصة في مجالات كالأرصاد، والالتزام البيئي. استضافت الرياض منتدى مبادرة السعودية الخضراء، والذي شهد الإعلان عن 59 مبادرة تبنتها المملكة بحجم استثمارات يفوق 185 مليار دولار.الطاقة والنقل أطلقت مبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة، الهادفة إلى زيادة نسبة الطاقة المتجددة للوصول إلى المزيج الأمثل، ورفع كفاءة قطاع الكهرباء، وتحقيق الأهداف البيئية بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. تطوير 30 مشروعا للطاقة المتجددة تنفذ خلال السنوات السبع القادمة، ليضيف 10 جيجاوات من الطاقة الكهربائية المنتجة من المصادر المتجددة، إلى مزيج الطاقة الكهربائية في المملكة. تبنت مجموعة العشرين خلال اجتماعاتها في العام الماضي 2020م برئاسة المملكة مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون، لتحقيق هدف الحياد الكربوني المتوائم مع اتفاقية باريس للمناخ. تستهدف المملكة الوصول للحياد الصفري للانبعاثات في العام 2060م من خلال نهج الاقتصاد الدائري الكربوني. يتوافق هدف المملكة الوصول للحياد الصفري للانبعاثات في العام 2060 مع خططها التنموية وجهود تمكين تنوعها الاقتصادي. وضع إطار كامل للبرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون، للإسهام إيجابيا في استدامة المواد الهيدروكربونية، وتحقيق الطموحات الدولية لمواجهة التغير المناخي. أطلق برنامج استدامة الطلب على البترول، بمشاركة مجموعة من الجهات الحكومية والشركات ومراكز البحوث، لاستدامة وتنمية الطلب على المواد الهيدروكربونية. إنتاج الدليل الإرشادي للاقتصاد الدائري للكربون، بالتعاون مع المنظمات الدولية الرائدة في مجال الطاقة مثل: الوكالة الدولية للطاقة، وكالة الطاقة النووية، الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. تشمل خطط المملكة في مجال مصادر الطاقة المتجددة، «طاقة الرياح والطاقة الشمسية» اللتين ستمثلان ما نسبته 50 في المئة من الطاقة المستخدمة لإنتاج الكهرباء في المملكة بحلول 2030. ستنضم المملكة إلى التعهد العالمي بشأن الميثان لخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 30% مقارنة بمستوى الانبعاثات في العام 2020م. تعمل منظومة النقل في المملكة بالتعاون مع القطاعات ذات العلاقة على تقليل نسب التلوث الناجمة عن حركة وسائل النقل والمشاريع المتعلقة بها.البيئة تضمنت جهود حماية البيئة وصون مواردها الطبيعية إنشاء صندوق للبيئة للإسهام في تحقيق الاستدامة المالية لهذا القطاع، وإنشاء القوات الخاصة بالأمن البيئي، وتطوير القدرات الوطنية في مجال التنبؤ بالكوارث الطبيعية والإنذار المبكر. تضمن بيان اجتماع قادة مجموعة العشرين الذي استضافته المملكة خلال العام الماضي، تطلعهم إلى خفض تدهور الأراضي بنسبة 50% بحلول العام 2040م. أطلق قادة مجموعة العشرين في قمة الرياض المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي وتعزيز حماية الموائل البرية لإصلاح الأراضي ومنع تدهورها، والمبادرة العالمية للحفاظ على الشعب المرجانية. أطلقت المملكة مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، الهادفتان إلى تقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من 10% من الإسهامات العالمية، وزارعة 50 مليار شجرة في المنطقة لتحقيق نسبة 5% من المستهدف العالمي للتشجير. وضعت مبادرتا «السعودية الخضراء»، و»الشرق الأوسط الأخضر» خارطة طريق لحماية البيئة، والمساهمة بشكل كبير في تحقيق المستهدفات العالمية في مواجهة تغير المناخ. تهدف مبادرة السعودية الخضراء إلى زيادة حصة المملكة من الطاقة المتجددة بنسبة 50% بحلول العام 2030، وتقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من المساهمات العالمية، وزراعة 10 مليارات شجرة، ورفع نسبة المناطق المحمية إلى 30% من مساحة أراضي المملكة. إنشاء مجلس للمحميات الملكية لتنمية المحميات الطبيعية في 6 مواقع بالمملكة، وذلك برفع نسبة المناطق المحمية إلى 30% من مساحة أراضي المملكة، والتي تتجاوز المستهدف العالمي الحالي لحماية 17% من أراضي كل دولة. بدء تنفيذ المرحلة الأولى من مبادرات التشجير في المملكة بزراعة 450 مليون شجرة، وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، وتخصيص أراض محمية جديدة، ليصبح إجمالي المناطق المحمية في المملكة 20% من إجمالي مساحتها. الاستثمار الأمثل للثروة المائية عبر الترشيد واستخدام المياه المعالجة والمتجددة، والتأسيس لمشروع متكامل لإعادة تدوير النفايات، ورفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94%. مبادرتان لتأسيس صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة، ومبادرة عالمية لتقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون شخص بالعالم. 39 مليار ريال إجمالي الاستثمار في مبادرتي تأسيس صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة، وتقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء. ستسهم المملكة في تمويل 15% من إجمالي الاستثمار في تأسيس هاتين المبادرتين، فيما ستعمل مع الدول وصناديق التنمية الإقليمية والدولية لبحث سبل تمويلها وتنفيذها. إنشاء منصة تعاون لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتقديم حلول الطبخ «النظيف» لأكثر من 750 مليون شخص عالميا. إنشاء مركز لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه بين دول مجلس التعاون الخليجي، وإطلاق صندوق عالمي للاستثمار في حلول التكنولوجيا النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومركز عالمي للاستدامة السياحية.العلوم والابتكار انضمت المملكة لمبادرة مهمة الابتكار في عام 2015، كمؤسس رئيس لهذه المبادرة؛ الهادفة إلى مضاعفة الأموال المخصصة للأبحاث والدراسات المتخصصة في الطاقة النظيفة وترشيدها، وكفاءة الاستخداماتالشباب الأخضر تضم المملكة عددا هائلا من الشباب - إذ إن 51% من سكان المملكة تقل أعمارهم عن 25 عاما، وقد عملت الحكومة على تمكينهم للمساهمة في تحقيق رؤية 2030. استهدفت قمة الشباب الأخضر، إشراك الشباب في صياغة مستقبل العمل المناخي في إطار أنشطة تفاعلية ونقاشات مكثفة، شملت عقد ورش عمل تناقش قضايا المناخ. سعت مبادرة قمة الشباب الأخضر إلى إثارة النقاش بين الشباب حول أهمية تطوير التعليم من أجل تدريب رواد الأعمال البيئيين الحاليين والمستقبليين، وأفضل الأساليب لزيادة الغطاء النباتي، بإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، والحفاظ على الحياة البحرية، وخفض الانبعاثات الكربونية، وغيرها من القضايا البيئية الحيوية.بناء البيئة المناسبة في المدن والمناطق مشروع مدينة «نيوم» أحد المشروعات الضخمة لرؤية المملكة 2030، والذي يعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%؜، كالطاقة الشمسية، وطاقة الرياح. يأتي إطلاق مشروع مدينة «ذا لاين» للمدن الذكية في نيوم، تحقيقا لأهداف رؤية 2030 على صعيد التنويع الاقتصادي، إذ يوفر المشروع 280 ألف فرصة عمل، ويضيف 48 مليار دولار إلى الناتج المحلي. مشروع «ذا لاين» أحد مشاريع المدن الذكية المعززة بالذكاء الاصطناعي، بطول 170 كلم، وتعتمد على الطاقة النظيفة بنسبة 100%، ضمن بيئة بلا ضوضاء أو تلوث، وخالية من المركبات، مما يجعلها نقطة تحول مهمة في سبيل إنجاز مدينة المستقبل (نيوم).

مشاركة :