المهن المتواضعة تجلب الأمراض النفسية لأصحابها

  • 11/4/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن إنكار أن كل مهنة شريفة، هي فرصة جيدة لابد أن يتمسك بها كل من يريد أن يتكسب من عمل يده، لكن بعض المهن تصيب العاملين بها بالأمراض العضوية والنفسية أيضًا. فهناك أنواع من المهن التي يؤدي الاستمرار في العمل بها إلى تغيرات نفسية، تضفي على الإنسان سلوكًا لم يكن معتادًا من قبل، فإما أن يكون أكثر انطواء، أو عدوانية، حتى كراهية للمجتمع. ومن بين المهن التي تصيب الحالة النفسية للعاملين بها بتغيرات جوهرية، ماسح الأحذية، وجامع القمامة، والفنيون بالصرف الصحي. توتر وعدوانية تقول الدكتورة أمينة كاظم، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس: إن بعض المهن يمكن أن تصيب الإنسان بأمراض نفسية، أهمها التوتر، والعدوانية، مشيرة إلى أن ذلك يحدث عندما يكون الشخص مجبرًا على ممارستها، وهي لا تتفق مع ميوله، أو مواهبه أو درجة تعليمه. ورفضت كاظم تحديد مهن بعينها، أو ربط الإصابة بالمرض النفسي، ببعضها، لمجرد أنها بسيطة، مؤكدة أن بعض المهن المرموقة يمكن أن تصيب الإنسان بالمرض النفسي، إذا عمل بها مضطرًا، ولم تكن متوافقة معه. وقالت: «بعض الأطباء يعملون في تخصصات تضعهم تحت ضغوط، تصيبهم بالأمراض النفسية، والبعض الآخر، يتأثرون بنوعية الوظيفة فتضفي عليهم تطورات نفسية معينة، تصيبهم بالمرض»، مشيرة إلى أن بعض الأطباء المتخصصون في علاج السرطان، يصيبهم الاكتئاب؛ جراء ما يعايشونه من آلام يشعر بها مرضاهم، وهو ما يولد بداخل الأطباء سؤالًا عما يمكن أن يتعرضوا له إذا أصابهم هذا المرض، الذي يرون مضاعفاته وآلامه يوميًا في مرضاهم. 3 مهن وأوضحت أن هناك مهنًا بسيطة، تصيب أصحابها بالأمراض النفسية بالفعل، فماسح الأحذية، وعامل الصرف، وجامع القمامة، إذا لم يشعر كل منهم أنه يقدم للمجتمع خدمة لا غنى عنها، وإذا تعرض للمعاملة السيئة وعدم التقدير من الآخرين، فربما يصاب بأمراض نفسية، كالإحساس الدائم بالتوتر الناجم عن شعور دفين بالنقمة على من حوله، وعلى الظروف التي أوصلته لتلك الحالة من التدني من وجهة نظره. مناعة نفسية من جانبها تشير الدكتورة هناء أبو شهدة، أستاذ علم النفس، بجامعة الأزهر، إلى أن الإصابة بالمرض النفسي، مسألة متعلقة بالشخص ومناعته النفسية، بشكل أكثر وثوقًا من تعلقها بنوعية العمل الذي يعمله، لكنها أكدت أن بعض الأفراد يمكن أن يتأثروا نفسيًا؛ بفعل نظرة المجتمع لأعمالهم. ويقول كرم عبدالرحيم -ماسح أحذية-: إن مهنته تشعره في بعض الأوقات بالدونية؛ لما يتعرض له من مضايقات من شرطة المرافق، وبعض المتعاملين معه، وقال: «شرطة المرافق، ونظرة البعض الدونية لعملي، وقلة العائد، أبرز ثلاثة أسباب تدفعني للشعور بالنقمة، لا سيما وأنا حاصل على مؤهل دراسي عالٍ». أما رمضان حسن، العامل بالصرف الصحي فيقول: «أحيانا أشعر بالغضب والعدوانية تجاه المجتمع، عندما أرى من هم أقل مني تعليمًا، في وضع اجتماعي أفضل بسبب ما يتمتعون به من واسطة ومحسوبية». أما عزت بدر، عامل جمع القمامة، فيقول: «في البداية كنت أشعر بالحقد على المجتمع، والناس، لكني الآن اعتدت على معاملتهم لي»، مشيرًا إلى أنه أحيانًا ما ينتابه الإحساس بعدم القدرة على الاستمرار في هذه المهنة. المزيد من الصور :

مشاركة :