كشف تحليل مفصل للبحث العلمي أنه ذُكر زهاء 9 من كل 10 جينات بشرية في دراسة واحدة على الأقل متعلقة بالسرطان، وعلى الأرجح سيُشار إلى تلك التي لم تُذكر، في السنوات القادمة. وهذا يجعل البحث عن أهداف علاجية أمرا صعبا للغاية بالنسبة للخبراء: يمكن تبرير البحث في أي جين بشري تقريبا وعلاقته بالسرطان بناء على دراسات سابقة، ما قد يبطئ البحث عن الأسباب الجينية الحقيقية للمرض، فضلا عن الأسباب الجينية المعنية في قضايا صحية أخرى. وتستند النتائج إلى تلك التي أرجعها محرك البحث في PubMed، والذي يغطي عشرات الملايين من المقالات حول علوم الحياة والموضوعات الطبية الحيوية، وبعضها يعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي. وكتب عالم الأحياء الدقيقة جواو بيدرو دي ماغالهايس، من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة، والذي أجرى البحث: "السرطان هو الموضوع الأكثر دراسة في العلوم البيولوجية والطبية الحيوية. ومع ذلك، فإن الكم الهائل من البيانات التي جمعت بشأن السرطان يعني أن هناك الكثير من المعلومات المتعلقة بالجينات المرتبطة بالسرطان أكثر من أي مرض أو عملية أخرى". وفي الوقت الحالي، يشير حوالي 4 ملايين من أكثر من 30 مليون منشور في قاعدة بيانات PubMed إلى السرطان. قارن ذلك بحوالي 350000 التي تذكر السكتات الدماغية، وستحصل على فكرة عن الحجم الهائل للأبحاث حول هذا الموضوع. وفي حين أن وجود هذا الكم الهائل من أبحاث السرطان مفيد بالطبع في العمل نحو العلاجات وفهم المرض بشكل أفضل، إلا أنه يمكن أن يجعل التحليل المنهجي واسع النطاق أكثر صعوبة عندما يتعلق الأمر بالروابط الجينية. وبعبارة أخرى، يمكن أن تضيع صورة واضحة للجينات المسببة للسرطان في بحر الجينات التي ترتبط فقط بالمرض بطرق أخرى. ولا تشير هذه الأوراق البحثية بالضرورة إلى ارتباط سببي بين جينات معينة والسرطان، لكنها تعني أن غالبية الجينات البشرية دُرست في سياق السرطان. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى التحيز عندما يقرر الباحثون ما يجب دراسته بعد ذلك. وكتب دي ماغالهايس: "يمكن تبرير دراسة أي جين بشري تقريبا استنادا إلى الأدبيات الموجودة من خلال علاقته المحتملة بالسرطان. إن فهم أسباب التحيزات في التحليلات واسعة النطاق وتصحيحها له أهمية متزايدة لزيادة قيمة الرؤى والتنبؤات". ومع الاعتقاد الآن بأن السرطان يصيب واحدا من كل اثنين منا تقريبا خلال حياتنا، فلا توجد علامة على تباطؤ البحث في هذا المرض - وبالفعل أشارت الدراسات السابقة إلى أن النمو في حجم أبحاث السرطان يفوق كل شيء آخر في الوقت الحالي. وبعد كل شيء، السرطان "سهل" نسبيا للدراسة، بالنظر إلى عدد البيانات والموارد المختبرية مثل خطوط الخلايا الثابتة المتوفرة. إنه أيضا موضوع يجذب الكثير من التمويل، على الرغم من أن هذا التمويل لا يتم توزيعه بالتساوي بأي حال من الأحوال بين جميع أنواع السرطان. وأوضح ماغالهايس أنه إذا لم يُربط جين بشري بالسرطان بعد، فمن المحتمل أنه لم يُدرس بشكل كاف - إنها مسألة وقت فقط قبل أن ينضم إلى القائمة. وليس هناك شك في أن الدراسات التي تربط الجينات بالسرطان ضرورية في معالجة المرض، لكن هذا التقرير الأخير يحذر من أن الباحثين يجب أن يكونوا على دراية بالتحيزات المحتملة فيما يتعلق بربط كل جزء من تركيبتنا الجينية بالسرطان. ويخلص دي ماغالهايس إلى أنه "في عالم علمي حيث يمكن ربط كل شيء وكل جين بالسرطان، فإن التحدي يكمن في تحديد المحركات الرئيسية للسرطان والأهداف العلاجية الواعدة". ونُشر البحث في مجلة Trends in Genetics . المصدر: ساينس ألرت تابعوا RT على
مشاركة :