توفي الفنان السوري الكبير صباح فخري، اليوم (الثلاثاء)، عن عمر ناهز 88 عاماً، حيث أكّد نجله أنس فخري أن الوفاة كانت طبيعية، من دون أن يحدد مكان الوفاة وتفاصيل التشييع. ونعت وزارة الثقافة ونقابة الفنانين في سوريا المطرب الكبير الذي حصل على لقبه نسبةً لمكتشفه وراعي موهبته السياسي السوري فخري البارودي، وحصل فخري على العديد من الجوائز، كما شغل عددا من المناصب الحكومية، فضلاً عن كسره الرقم القياسي في الغناء بمدينة كاركاس في فنزويلا مدة 10 ساعات دون انقطاع سنة 1968. النشأة وبداية الغناء في سوريا وُلد صباح الدين أبوقوس الذي اشتهر بـ"صباح فخري" في مدينة حلب يوم 2 مايو عام 1933، وظهرت موهبته في السنوات الـ 10 الأولى من عمره، حيث درس الغناء والموسيقى في معهدي حلب ودمشق، وتخرّج في الأخير عام 1948 بدمشق، بعد أن درس الموشّحات والإيقاعات والقصائد والأدوار والعزف على العود. ويُعد فخري من التلامذة النجباء لكبار أعلام الموسيقى العربية، ومنهم: "الشيخ علي الدرويش، والشيخ عمر البطش، ومجدي العقيلي، وإبراهيم الدرويش، ومحمد رجب، وعزيز غنّام"، كما عمل موظفاً بأوقاف حلب ومؤذناً في جامع الروضة، حيث كان والده يصطحبه إلى جامع "الأطروش" في الحارة القريبة حيث تقام حلقات الذكر والإنشاد. وفي عُمر الثامنة حصل فخري على ليرتين سوريتين مقابل إحيائه أول حلقة إنشاد مدفوعة الأجر في باب النيرب بحلب، فقد ساعده حفظ القرآن الكريم ومداومته على التلاوة في جوامع حلب والإنشاد في حلقات النقشبندية على صقل موهبته ودعم مخارج الحروف لديه. المناصب والجوائز والأوسمة في حياة صباح فخري وشغل فخري العديد من المناصب الحكومية في سوريا، حيث انتُخب نقيبا للفنانين السوريين، ونائباً لرئيس اتحاد الفنانين العرب، ومديراً لمهرجان الأغنية السورية، كما قدّم العديد من الأعمال التليفزيونية والمسرحية والإذاعية، وأبرزها مشاركته مع النجمة اللبنانية الراحلة فيروز في فرقة الرحباني. كما حصل على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2007، تقديراً لإنجازاته الكبيرة والمتميزة في خدمة الفن العربي السوري الأصيل، فيما اكتسب شهرته بعد غنائه أمام الرئيس السوري شكري القوتلي خلال زيارته إلى حلب عام 1946، ومن استضافته في الحفلات الشهرية لكبار سيدات المجتمع في قصورهن بالعاصمة. الأعمال الموسيقية والغنائية والمسرحية والإذاعية لصباح فخري شارك فخري المطربة وردة الجزائرية بطولة مسلسل "الوادي الكبير" الإذاعي، كما سجّل ما يقرب من 160 لحناً في برنامج نغم الأمس، فضلاً عن المسلسل الإذاعي الشهير "زرياب". كما قدّم عروضاً غنائية في مهرجانات الغناء العربي، بدول: "سوريا، والأردن، ولبنان، والعراق، وتونس، والمغرب، ومصر، وفرنسا، وقطر، والكويت"، غنى فيها قصائد لكبار الشعراء العرب القدامى، وأبرزهم "أبو الطيب المتنبي، ومسكين الدارمي، وابن زيدون، وابن زهر الأندلسي، ولسان الدين الخطيب".