أعلنت أكاديمية غونكور التي تمنح، كل عام، جائزة رفيعة لتكريم الروايات المكتوبة بالفرنسية، عن فوز الروائي والمترجم كاتياس إينار بجائزة العام الحالي عن روايته «بوصلة» الصادرة عن منشورات «آكت سود» في باريس. وتنافس على الجائزة في قائمتها القصيرة 4 روائيين بينهم التونسي هادي قدور الذي خابت التوقعات الكثيرة بفوزه بالجائزة. تتناول «بوصلة» العلاقة بين الشرق والغرب من خلال قصة حب ثرية مكتوبة بأسلوب مركز وجذاب، تشتبك فيها اللغة بالموسيقى بتفاصيل المكان وأجوائه. فبطل الرواية موسيقار نمساوي من فيينا، مصاب بالأرق ويجافيه النوم إذ تطارده ذكريات إقامته في الشرق الأوسط والعلاقات التي نسجها هناك. ومن اللافت أن غلاف الرواية حمل رسمًا لطاق كسرى في منطقة المدائن، قرب بغداد. وكانت الصورة نفسها قد لقيت شهرة عالمية في القرن الماضي بعد أن ظهرت على ملصق إعلاني للشركة التي قامت بتسيير قطار الشرق السريع. درس إينار العربية والفارسية وأقام في منطقتنا لسنوات طويلة قبل أن يستقر في برشلونة، شمال إسبانيا، حيث يتولى تدريس العربية في جامعتها المستقلة. كما يشرف الكاتب الفائز على عدد من المنشورات الثقافية، وسبق له أن حصل، قبل 5 سنوات، على جائزة «غونكور» التي يمنحها طلبة المدارس الثانوية في فرنسا عن روايته «حدثهم عن المعارك والملوك والفيلة». ومع كل واحدة من رواياته كان اسمه يتردد في تصفيات الجوائز الأدبية البارزة، إلى أن جاءت «بوصلة» وهيمنت على الموسم الأدبي الحالي، ولقيت ترجيحًا من النقاد وإقبالاً بين القراء. ومنذ روايته الأولى «دقة التصويب»، إختار ماتياس إينار أن تكون المنطقة العربية مسرحًا لكتاباته. هي الرواية التي تدور أحداثها في بلد يعاني من حرب أهلية ويشبه لبنان، رغم أن الكاتب لم يحدد اسمه. وقد فازت الرواية بجائزة القارات الخمس للفرانكفونية. أما علاقته مع دار «آكت سود» التي تخصص فرعًا لترجمة الأدب العربي الحديث، فقد بدأت عام 2008 مع روايته «منطقة» التي تقع في 500 صفحة وتجري على لسان المتكلم. ونالت الرواية عدة جوائز. عقب الطقوس التقليدية لإعلان الجائزة في مطعم «دروان» في حي الأوبرا على غداء يجمع هيئة التحكيم والكاتب الفائز، علق ماتياس إينار قائلاً: «إنها مفاجأة كبيرة ودوامة من السرور». وبالإضافة إلى التونسي هادي قدور وروايته «المرجحون»، تنافس على «غونكور 2015» كل من ناتالي أزولاي وروايتها «تيتوس لم يحب بيرينيس»، وتوبي ناتان، المصري المولد، وروايته التي تدر عن مسقط رأسه وعنوانها «هذا البلد الذي يشبهك».
مشاركة :