اعتقلت ميليشيا الحوثيين، بحسب مصادر مطلعة، أكثر من 30 شخصية، تمثل أحزابا سياسية في اليمن، وضباطا عسكريين، منهم العقيد بحري عزي عبد الله بايعقوب من منزله، ومدير إدارة المتابعة في ميناء الحديدة، كذلك عددًا من وجهاء إقليمي تهامة وتعز، واقتادتهم إلى مواقع مجهولة، دون مسوغ رسمي أو معرفة أسباب الاعتقال، في حين شرعت الميليشيا في ملاحقة سياسيين فروا من منازلهم باتجاه المدن المحررة لضمان سلامتهم، بعد أن أعلنت الميليشيا أنهم مطلوبون لديها في قضايا ضد الوطن، على حد وصفهم. وداهمت ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح بشكل موسع منازل قيادات حزبية في إقليمي «تعز، وتهامة» بالتزامن مع إعلان قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وقيادات في الجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، قرب عملية تحرير تعز والقرى والمديريات التابعة لها إقليميا. وكثفت ميليشيا الحوثيين، وفقا لمهتمين بالشأن الاجتماعي، عمليات الدهم للمنازل خلال الأيام الماضية، وهجّرت الكثير من الأسر لخارج المدينة تحت ذريعة أن أبناءهم يقومون بأعمال تخريبية «المقاومة الشعبية» ووصفت هذه الأعمال، بالهمجية والبربرية ضد حقوق الإنسان، خصوصًا أن الميليشيا قسمت المدينة إلى مربعات ونشرت نقاط التفتيش بشكل موسع للتضييق على سكان المدنية. ويبدو بحسب جهات حقوقية، أن هذه العمليات التي زادت وتيرتها ضد المدنيين بشكل عام، والمنخرطين في الأحزاب السياسية بشكل خاص، تسعى من خلالها ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح إلى الضغط على الطرف الآخر أثناء عملية التحرير من خلال استخدامهم كدروع بشرية، أو ترحيلهم إلى صنعاء والمدن التي تسيطر عليها الميليشيا، لتعقد بهم صفقات كبرى وفرض شروط معقدة للإفراج عنهم. وعلى مدار 10 ساعات، طوقت ميليشيا الحوثي عددا من القرى، من أبرزها دير البحر شمال مدينة تهامة، وعمدت إلى أسر عدد من الشخصيات والنساء والأطفال في القرية، إضافة إلى أحمد عبده الهادي أبو ظلة رئيس فرع الإصلاح بالمغلاف، من دون تهم مباشرة، كما طوقت الميليشيا منازل مواطنين بقرية «دير مهدي»، وتقوم على ترهيب المواطنين بإطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي. وقال عبد الحفيظ الخطامي صحافي وناشط اجتماعي: «إن ميليشيا الحوثي تقوم بأعمال مخالفة لكل الأنظمة في احترام حقوق المواطنين، بعد أن شنت عملية دهم ممنهج لاعتقال أكبر عدد من المواطنين والسياسيين الذين يشكلون أحزابا في إقليم تهامة»، لافتا إلى أن عملية اعتقال الشخصيات البارزة زاد في الآونة الأخيرة التي شملت صحافيين وسياسيين دون وجود أي تهمة تخول هذه الميليشيا للقبض عليهم أو ترحيلهم إلى مواقع مجهولة. وأضاف الخطامي، أن ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح، اقتحمت أول من أمس، قرية المحال بمديرية الزيدية، وداهمت الكثير من المنازل، موضحًا أن ذلك يأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات الوحشية التي تنفذها ميليشيات الحوثي والمخلوع تجاه المواطنين في تهامة عامة والمنتسبين للتجمع اليمني للإصلاح والصحافيين والناشطين الحقوقيين، والمهتمين بالشأن الاجتماعي في إقليم تهامة وتعز. وذكر مصدر في الشأن الحقوقي، طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح، تكثف أعمال الاعتقال والدهم للمنازل بشكل كبير في هذه الأيام، ويعود ذلك لعاملين رئيسين، أولهما تنفيذ أوامر قيادات ما يعرف بـ«أنصار الله» في جمع أكبر عدد من الأسرى في هذه المرحلة ليكون لديه ورقة ضغط في المفاوضات مع قيادات الجيش الوطني الموالي للشرعية، خصوصًا أن غالبية المعتقلين من الشخصيات الاعتبارية. وأضاف المصدر أن المحور الثاني لهذه العمليات المخالفة للأنظمة والقوانين للحفاظ على سلامة المواطنين وحريتهم، هو الاستيلاء على ممتلكات المواطنين في المدن التي شهدت كثافة نوعية في مداهمة المنازل، وسرقة الأموال والجواهر التي تقع في أيديهم، التي يتوقع أن تستخدمها الميليشيا في صرف أجور الأفراد أو شراء الأسلحة والذمم، خصوصا أن هناك الكثير من الحالات التي رُصدت في كثير من المدن التي سيطرت عليها الميليشيا.
مشاركة :