أكد مسؤولون عسكريون انخراط القوات الجوية الأميركية في تدريبات لاختبار كفاءة مستوى الاتصالات الجوية مع القوات الجوية الروسية، مؤكدين أن تلك «التدريبات المشتركة» أو ما أسموه «اختبارات» تأتي في إطار تعزيز الجهود لتقليل المخاطر في الأجواء السورية خلال الضربات الجوية التي يقوم بها الجانبان لمكافحة التنظيمات الإرهابية وبصفة خاصة تنظيم داعش. وقال البنتاغون في بيان: «أجرى الطيارون من الولايات المتحدة وروسيا اختبار اتصالات في الأجواء السورية وفقا لأحكام سلامة الطيران، ومذكرة التفاهم التي وافق عليها البلدان، وكان الغرض من الاختبار هو التحقق من كفاءة بروتوكول السلامة وفقا لمذكرة التفاهم». وجاء رد البنتاغون بتوصيف التدريب بأنه «اختبار اتصالات» فقط وليس مناورات عسكرية للتقليل من إعلان موسكو أن الدولتين نفذتا تدريبات عسكرية مشتركة في سوريا. وقال الكابتن جيف ديفيس المتحدث باسم وزارة الدفاع أن الاختبارات تشكل اختبار كفاءة الاتصال بين الطائرات المقاتلة الأميركية مع الطائرات المقاتلة الروسية وفقا لأحكام سلامة الطيران والاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجانبين الشهر الماضي. وقال الكابتن ديفيز للصحافيين ظهر الثلاثاء: «الغرض من الاختبارات هو التحقق من فاعلية برتوكول السلامة الذي يتم التوصل إليه بين واشنطن وموسكو بموجب مذكرة التفاهم التي تم توقيعها الشهر الماضي». وكانت مصادر عسكرية روسية أعلنت أمس عن إجراء تمرينات مشتركة للطائرات الروسية والأميركية وأطقم الخدمات الأرضية في حالات الاقتراب الخطير لمقاتلات الجانبين في سماء سوريا. ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» عن الفريق أول أندريه كارتابولوف رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان الروسية تصريحاته حول «أن سلاح الجو الروسي والأميركي أجريا تمرينات مشتركة حول تصرفات الطواقم والخدمات الأرضية في حالات الاقتراب الخطير للطائرات في سماء سوريا». لكن الجانب الأميركي قال إنها مجرد اتصالات في الجو، وقال مسؤول عسكري في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «أجرت طائرة مقاتلة أميركية واحدة ظهر أمس، اختبار اتصالات كان مخططًا لها مع طائرة مقاتلة روسية واحدة، وحلقت الطائرتان الروسية والأميركية في حلقة على بعد خمسة أميال من بعضهما بعضا، وقد جرت الاختبارات في سماء جنوب وسط سوريا واستمرت نحو ثلاث دقائق، والهدف منها هو التأكد من ضمان كفاءة الاتصالات في حال مواجهة طائرات التحالف للطائرات الروسية خلال العمليات الجوية في سوريا». وشدد المسؤول العسكري على أن تلك الاختبارات هي واحدة من الأساليب المتفق عليها في الاتفاق الأميركي الروسي حول الاتصالات والتأكد من اختبار هذا النمط من الاتصالات واستخدامه قبل أي مواجهات غير مخططة بين الطائرات من الجانبين. وأشار محللون إلى أن واشنطن وموسكو أصبحتا أقرب خطوة نحو العمل بانسجام للتفاوض حول فرض واقع جديد في سوريا بعيدا عن الأسد. ولأول مرة خرجت تصريحات من المتحدثة باسم الخارجية الروسية تؤكد أن موسكو لا ترى أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم أمر ضروري، وقالت إن موسكو لا تقول إن الأسد يجب أن يرحل أو يبقى وأن الأمر متروك للشعب السوري بتقرير مصيره. وهو ما يمثل تحولا عن موقف روسيا السابق الرافض للإطاحة بالأسد. في المقابل، أكد رئيس فيلق الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أن إيران مصرة على بقاء الأسد في السلطة وقال: «روسيا قد لا تهتم ببقاء الأسد في السلطة مثلنا ونحن لا نعرف أي شخص أفضل ليحل محله». وقد أعلنت موسكو استضافة جولة من المحادثات بين المسؤولين السوريين وقادة المعارضة الأسبوع المقبل فيما تدور المشاورات بين كل من موسكو وواشنطن والرياض لإعداد قائمة بالأسماء المقترحة من المعارضة السورية للمشاركة في الجولة القادمة للمحادثات. وتشير التسريبات إلى أن القائمة تشمل 38 اسما من ممثلي المعارضة السورية. وحول التصريحات الروسية وموقف موسكو من رحيل الأسد، أكد مسول أميركي بالخارجية الأميركية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن موقف الولايات المتحدة من الأسد لم يتغير، مطالبا موسكو بتوضيح تعليقها الذي أعلنته المتحدثة باسم الخارجية الروسية بشكل صريح حول مصير الأسد. وحول الخطوات القادمة التي ستتخذها واشنطن لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، قال المسؤول بالخارجية: «بعد محادثات جنيف فإن الأطراف تخطط للاجتماع مرة أخرى خلال أسبوعين لتضييق المناطق المتبقية من الخلاف والبناء على مجالات الاتفاق ومواصلة العمل من أجل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن عملية سياسية فعالة يمكن أن تبدأ في سوريا».
مشاركة :