على الرغم من المباحثات التي تبذلها أطراف إقليمية ودولية بهدف إخراج جميع «المرتزقة» من الأراضي الليبية قبيل إجراء الانتخابات المرتقبة، أفادت تقارير بأن تركيا عادت إلى عمليات إحلال وتبديل «المرتزقة» من وإلى ليبيا. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إنه بعد توقف عملية تبديل «مرتزقة» الفصائل الموالية لتركيا، الموجودين في الأراضي الليبية لفترة زمنية تجاوزت 15 يوماً، تم رصد عمليات تبديل جديدة لعشرات «المرتزقة» هناك، وهو ما تؤكده بعض الأطراف السياسية في شرق ليبيا. وتحدث المرصد أمس، عن عودة 150 «مرتزقاً» إلى سوريا، بعد حصولهم على إجازات، غالبيتهم ينتمون إلى فصيلي «سليمان شاه» المعروف بـ«العمشات» و«فيلق المجد»، بينما تم الدفع بـ150 آخرين أمس إلى ليبيا عبر الأراضي التركية. وسبق أن نشر المرصد السوري في 22 أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي، خبراً مفاده أن عملية نقل «مرتزقة سوريين»، وتبديلهم من وإلى ليبيا متوقفة، وبحسب مصادره، فإن «مئات (المرتزقة) ينتظرون السماح لهم بمغادرة البلاد في إجازات إلى سوريا. وفي المقابل، ينتظر المئات إخراجهم إلى ليبيا، دون معرفة أسباب توقف عملية تبديل (المرتزقة)». وسبق لوزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، التحدث بداية الشهر الماضي، عن خروج عدد محدود من «المرتزقة» من بلادها، ورأت أن هذا الإجراء «بداية بسيطة جداً، وما زلنا نسعى إلى خروج أعداد أكبر». وعادت المنقوش لتحذر لاحقاً من أن خروج المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من دون خطة واضحة «قد يؤدي إلى عواقب وخيمة»، ودعت إلى الاستفادة من التجربة الأفغانية بعد انسحاب المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية منها. وفي منتصف أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي، أفاد «المرصد السوري» بأنه بسبب استمرار «تعليق» ملف «المرتزقة» من حملة الجنسية السورية الموجودين في ليبيا، واستمرار الجانب التركي في تسيير الأمور عبر إرسال دفعات، وعودة أخرى في إطار عمليات التبديل، تحدث عدد من «المرتزقة» السوريين، الموجودين في مدينتي مصراتة وطرابلس، إلى فريق المرصد السوري، عن «شعورهم بالراحة والاستقرار داخل الأراضي الليبية، لا سيما مع توقف العمليات العسكرية، وقالوا إن أمورهم ممتازة... فنحن نمارس الرياضة مرتين في اليوم... والحياة مستقرة».
مشاركة :