رحيل الفنان السوري صباح فخري.. «ملك القدود الحلبية»

  • 11/3/2021
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ترجّل‭ ‬الفنان‭ ‬السوري‭ ‬صباح‭ ‬فخري‭ ‬أمس‭ ‬عن‭ ‬صهوة‭ ‬الموشحات‭ ‬الأندلسية‭ ‬والقدود‭ ‬الحلبية،‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬ناهز‭ ‬88‭ ‬عاماً،‭ ‬بعد‭ ‬مسيرة‭ ‬فنية‭ ‬غنية،‭ ‬أطرب‭ ‬خلالها‭ ‬أجيالاً‭ ‬متعاقبة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭. ‬ ورحل‭ ‬فخري،‭ ‬المولود‭ ‬عام‭ ‬1933‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬حلب،‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬توقّف‭ ‬قلبه‭ ‬عن‭ ‬النبض‮»‬‭ ‬في‭ ‬دمشق،‭ ‬تاركاً‭ ‬وراءه‭ ‬عشرات‭ ‬المقطوعات‭ ‬الموسيقية‭ ‬والأغاني‭ ‬التي‭ ‬حفظتها‭ ‬الألسنة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬مثل‭ ‬أغاني‭ ‬‮«‬يا‭ ‬طيرة‭ ‬طيري‭ ‬يا‭ ‬حمامة‮»‬‭ ‬و‮«‬يا‭ ‬مال‭ ‬الشام‮»‬‭ ‬و«قدّك‭ ‬المياس‮»‬‭ ‬و«قل‭ ‬للمليحة‮»‬‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الموشحات‭. ‬ وقال‭ ‬نجله‭ ‬أنس‭ ‬فخري‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬حزن‭ ‬كبير‭. ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬ماذا‭ ‬أقول،‭ ‬إنها‭ ‬خسارة‭ ‬كبيرة‭ ‬للفن‭ ‬السوري‮»‬‭. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬والده‭ ‬‮«‬عاش‭ ‬كأسطورة‭ ‬حية‭ ‬والأسطورة‭ ‬لا‭ ‬تموت،‭ ‬وسيبقى‭ ‬أسطورة‭ ‬حلب‭ ‬وسوريا‮»‬‭. ‬ ونعت‭ ‬نقابة‭ ‬الفنانين‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬‮«‬الفنان‭ ‬القدير‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬ستعلن‭ ‬لاحقاً‭ ‬تفاصيل‭ ‬الدفن‭ ‬والتشييع‭. ‬ وفي‭ ‬حفلاته‭ ‬التي‭ ‬جال‭ ‬فيها‭ ‬عواصم‭ ‬ومدن‭ ‬العالم‭ ‬امتلك‭ ‬فخري‭ ‬أسلوباً‭ ‬خاصاً‭ ‬في‭ ‬إشعال‭ ‬تفاعل‭ ‬الجمهور‭ ‬الحاضر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رقصته‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬المسرح،‭ ‬حيث‭ ‬تميّز‭ ‬بحركة‭ ‬يديه‭ ‬ودورانه‭ ‬حول‭ ‬نفسه،‭ ‬فيما‭ ‬يُعرف‭ ‬برقصة‭ ‬‮«‬السنبلة‮»‬‭ ‬في‭ ‬محاكاة‭ ‬لرقصة‭ ‬الدراويش‭. ‬ لم‭ ‬يكن‭ ‬صباح‭ ‬الدين‭ ‬أبو‭ ‬قوس،‭ ‬وهو‭ ‬الاسم‭ ‬الأصلي‭ ‬للفنان،‭ ‬يهدأ‭ ‬طوال‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬الغناء،‭ ‬ولا‭ ‬كان‭ ‬يتعب‭ ‬من‭ ‬الانتقال‭ ‬بخطى‭ ‬متسارعة‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬المسرح‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬تصفيق‭ ‬الجمهور‭ ‬وتمايل‭ ‬الحاضرين‭ ‬طرباً‭. ‬ وأوردت‭ ‬الكاتبة‭ ‬السورية‭ ‬شذا‭ ‬نصّار،‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬صباح‭ ‬فخري‭.. ‬سيرة‭ ‬وتراث‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مسيرة‭ ‬الراحل‭ ‬بدأت‭ ‬بتجويد‭ ‬القرآن‭ ‬والإنشاد‭ ‬ورفع‭ ‬الأذان‭ ‬في‭ ‬جوامع‭ ‬حلب،‭ ‬ومجالسته‭ ‬كبار‭ ‬المنشدين‭ ‬والمؤذنين‭. ‬ وقدّم‭ ‬فخري‭ ‬القدود‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أثير‭ ‬إذاعة‭ ‬دمشق‭ ‬وغنّى‭ ‬‮«‬مالك‭ ‬يا‭ ‬حلوة‭ ‬مالك‮»‬‭. ‬ وشكّل‭ ‬‮«‬ملك‭ ‬القدود‭ ‬الحلبية‮»‬‭ ‬حالة‭ ‬طرب‭ ‬دائمة‭ ‬للسوريين،‭ ‬وصوتاً‭ ‬لا‭ ‬يُفارق‭ ‬سهرات‭ ‬أُنسهم‭ ‬وجمعاتهم‭ ‬الليلية‭. ‬ويكاد‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬منزل‭ ‬سوري‭ ‬عموماً‭ ‬وحلبي‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬من‭ ‬أشرطة‭ ‬التسجيل‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تجمع‭ ‬أغانيه‭ ‬وموشّحاته‭.‬

مشاركة :