قال باحث أمريكي إنه في الوقت الذي أقامت فيه بعض الدول الغربية حواجز تجارية واستخدمت نظام التجارة العالمي لأهداف غير اقتصادية في السنوات الأخيرة، فإن معرض الصين الدولي للواردات يعد "تغييرا مرحبا به" أمام هذا الاتجاه. وذكر خيري تورك، أستاذ الاقتصاد بكلية ستيوارت للأعمال في معهد إلينوي للتكنولوجيا بشيكاغو، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا أن "الصين هي الدولة الوحيدة التي اتخذت خطوات ملموسة لفتح اقتصادها أمام التجارة الحرة والاستثمار". فقد شهد الاقتصاد العالمي في العام الماضي ركودا بسبب جائحة كوفيد-19، فيما واجه العالم منذ مارس من هذا العام خطر التضخم والركود. وعلق تورك قائلا إن "العديد من الدول شعرت بأن المستقبل يبدو قاتما إلى حد ما، وهذا ينطبق بشكل خاص على الدول النامية". ورأى تورك أن معرض الصين الدولي للواردات خطوة إيجابية رفعت معنويات وثقة هذه الدول، مشيرا إلى أن "الصين تغيرت من كونها مصنع العالم إلى كونها أكبر سوق في العالم". ويكتسب المعرض أهمية خاصة بالنسبة للدول النامية. فنتيجة لجائحة كوفيد-19، "عانت هذه الدول من انخفاض في نمو الناتج المحلي الإجمالي، وانخفاض في أسعار صادراتها الرئيسية وموادها الخام"، حسبما أشار الباحث. وتابع قائلا إن الدول، غنية كانت أم فقيرة، ستستفيد إلى حد كبير من محافل مبتكرة مثل معرض الصين الدولي للواردات، مضيفا أن المستهلكين الصينيين سيكونون أحد الركائز الرئيسية المسؤولة عن النمو العالمي خلال القرن الـ21. وأكد تورك أنه "في المستقبل القريب مع ارتفاع استهلاكها، ستكون مساهمة الصين في النمو العالمي أكبر مما هي عليه الآن"، مضيفا أن "هذه أخبار جيدة للجميع". وذكر تورك أن إجراءات الانفتاح الصينية يمكن رؤيتها أيضا في مبادرة الحزام والطريق ومشاركتها في كوفاكس، وهي حملة عالمية تقودها منظمة الصحة العالمية وتعمل مع الحكومات والمصنعين لضمان توافر اللقاحات المضادة لكوفيد-19 في جميع أنحاء العالم. ولفت إلى أن "العديد من الدول تشعر بالامتنان لما تقدمه الصين من مساعدة في مجالي اللقاحات والمعدات الطبية". وانتقد تورك أيضا الحديث المتعلق بفصل الاقتصاد الأمريكي عن الاقتصاد الصيني، قائلا إن العدد المتزايد من الشركات والدول المشاركة في معرض الصين الدولي للواردات عاما بعد عام يمثل رفضا لهذه الدعوة.
مشاركة :