كشف حقيقة جزيرة الدمى «المسكونة» في المكسيك

  • 11/3/2021
  • 06:01
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

في أعماق قنوات سوتشيميلكو المائية، آخر بقايا الأزتيك في مكسيكو سيتي، تقع واحدة من أكثر المواقع المأساوية والمخيفة في العالم، والمعروفة بـ«جزيرة الدمى». وتحتوي «جزيرة الدمى»، التي تمتد على مساحة فدان واحد (0.40 هكتار)، على ثلاثة أكواخ وآلاف الدمى المشوهة التي تتدلى من الأشجار، والتي يدعي السكان المحليون بأنها جزيرة ملعونة. ولا يمكن الوصول إلى الجزيرة إلا عبر رحلة وسط قنوات سوتشيميلكو المائية التي تبعد ساعتين عن مدينة مكسيكو جنوبًا. وقال جيراردو إيبارا، المؤسس المشارك لشركة Ruta Origen، وهي شركة سفر في المكسيك، لصحيفة «ذي بوست»: «خلال فترة كورتيس (جندي إسباني دمر مع رجاله حضارة الأزتيك المكسيكية القديمة وعاملوا الهنود الحمر بأبشع أنواع القسوة)، فر الكثير من الناس هنا إلى سوتشيميلكو واختبأوا في القنوات المائية. وكان الكثير من هؤلاء الناس من النساء والأطفال. والعديد من النساء يقتلن أنفسهن بدلًا من أن يمسكهن الإسبان ويغتصبوهن»، وكانت جزيرة الدمى، بالتالي، لعدة قرون، مكانًا للاختفاء. ومن اللافت للنظر أنها تقع داخل حدود المدينة لإحدى أكبر العواصم في العالم. وكانت مكسيكو سيتي في الأصل جزيرة في بحيرة كالديرا البركانية محاطة بجبال سييرا مادري. وكانت إمبراطورية الأزتيك (1300 قبل الميلاد - 1521 قبل الميلاد) أول من بدأ في تطوير المنطقة، وبناء نظام من الجزر الصناعية، تسمى تشينامبا، ونظام قناة للمزارعين للتنقل فيها. وبعد هزيمة الأزتيك في حرب الأزتيك الإسبانية (1591-1521)، تم ملء الكثير من القنوات في تشينامبا وتحويلها إلى أساس المدينة التي نعرفها اليوم. وباستثناء الطرف الجنوبي من مكسيكو سيتي، في سوتشيميلكو، ما يزال نظام تشينامبا ونظام القناة موجودًا، وهو جزء لا يتجزأ من الحياة المحلية وهو أحد مواقع التراث العالمي ليونسكو. وفي بعض الأحيان، تم استخدام الحي أيضًا كمأوى للثوار المكسيكيين والممارسين الدينيين الذين ربما فقدوا حظهم، وبعضهم انتهى بهم الأمر بالقتل أو الغرق في هذه القنوات. وفي الخمسينيات من القرن الماضي، عثر جوليان سانتانا باريرا على جثة فتاة صغيرة في قاع الممر المائي خارج باب منزله. وقال روجيليو سانشيز سانتانا، «الوصي الحالي على الدمى» وابن أخ باريرا: «كانت الفتاة تسبح مع أختها أو أصدقائها، وغمرها التيار وغرقت». ووفقًا له، فإنه بعد أن عثر عمه على الجثة بدأت المشاكل، موضحًا أنه من حينها أصبح عمه على يقين بأن روح الفتاة تملكته، «وفي أحد الأيام استيقظ ووجد أن كل محاصيله ماتت. لقد حاول فعل أشياء كثيرة لتحسين محاصيله لكنه لم يستطع. وأصبح يخاف أكثر فأكثر». وبنى باريرا مذبحًا في كوخه المكون من غرفة واحدة على الجزيرة حيث كان يعيش هو وزوجته، على أمل إرضاء الروح. وقال سانتنا إن باريرا بدأ في جمع الدمى كوسيلة لحماية نفسه من الروح. وعلى مدى نصف القرن التالي، جمع باريرا أكثر من 1000 دمية، بعضها من القمامة في المدينة الرئيسية بالمنطقة، والبعض الآخر وهبه إياه الجيران والزائرون. وجميعها ما تزال معلقة على الأشجار وفي كل مكان تقريبًا على الجزيرة، متحللة، مقطوعة الرأس في بعض الأحيان ومخيفة للغاية. وفي عام 2001، وفقًا لسانتانا، توفي باريرا بنوبة قلبية في نفس المكان الذي عثر فيه على جثة الفتاة. وعلى مر السنين، ظهرت العديد من جزر الدمى المقلدة الأخرى في القناة المائية. وقال سانتانا: «إنها تجارة كبيرة الآن. ولكن هناك جزيرة دمى حقيقية واحدة فقط». وأشار سانتا إلى أنه يرى أحيانا «بعض الظلال في الليل مع ضوء القمر» لكن زائرين آخرين زعموا أنهم شاهدوا عيون الدمى تتحرك وسمعوها تتحدث. اقرأ أيضا: «بوليفارد رياض سيتي».. جوهرة موسم الرياض الساطعة «موسم الرياض».. توضيح مهم من تركي آل الشيخ بشأن ربط التذاكر بتطبيق «توكلنا»

مشاركة :