يستعد ثلاثة مغامرين، هم العمانيان محمد الزدجالي وعامر الوهيبي والبريطاني مارك إيفانز، لخوض مغامرة عبور الربع الخالي على ظهور الإبل أو المشي، في رحلة تستغرق شهرين، تنطلق في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) المقبل من مدينة صلالة (ألف كلم جنوب مسقط) لمسافة 1300 كيلومتر. وكانت أقدم رحلة عبور للربع الخالي عام 1930 مع عبور فريق صغير من الرحالة يقوده صالح بن كلوت الكثيري لإرشاد المستكشف البريطاني بيرترام توماس في أول عبور موثق لهذه البقعة الشاسعة والخطرة من العالم إذ اجتاز هذا الفريق قبل 85 سنة في عهد السلطان تيمور بن فيصل (جد السلطان الحالي قابوس بن سعيد) نحو الف كيلومتر مشياً على الأقدام بدءاً من سواحل السلطنة الجنوبية وعبوراً بالسعودية ووصولاً إلى ساحل قطر. واستغرقت رحلة صالح بن كلوت 60 يوماً للوصول إلى وجهتهم عبر مناطق القبائل الصحراوية، والعواصف الرملية والطبيعة القاسية للصحراء، فبقوا على قيد الحياة بزادهم المكوّن من كميات قليلة من المياه والتمور واللحم المجفف والشوربة المعلبة. وتعتزم الرحلة الجديدة استعادة تلك المغامرة بعد 85 سنة بفريق عماني آخر لرفع التحدي بقيادة المستكشف البريطاني مارك إيفانز لعبور الصحراء مجدداً. وما يختلف هذه المرة أن المغامرة لن تكون مجهولة، ففي عصر وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات سيُربط مسار الرحلة بالأقمار الإصطناعية بهدف ضمان تواصل المغامرين بالعالم، وبث الأخبار والتقارير لعشاق المغامرات، مستعينين بالإنترنت لتوثيق خط السير، مع وجود فريق تلفزيوني يصور الرحلة. وسيكون جدول الرحلة مع الاستيقاظ في الرابعة فجراً، وبعد تناول الفطور والقهوة يبدأ التحرك في الخامسة صباحاً، مع تحدث المغامرين يومياً عن كل 30 كلم يقطعونها، وستكون هناك فترتا راحة للغداء والنوم ليلاً.
مشاركة :