أمراض التهاب الأمعاء.. تجربة مؤلمة وسط آمال العلاج

  • 11/3/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كونا) -- يعتبر التعايش مع مرض مزمن بمثابة صراع يومي للأشخاص الذين يعانون منه وخاصة المصابين باضطرابات في الجهاز الهضمي سواء بشكل حاد أو الذين يعانون منها بطريقة محدودة للغاية. وهذه الاضطرابات تندرج تحت مسمى مرض التهاب الأمعاء الذي يمثل مجموعة من اضطرابات المناعة الذاتية المزمنة التي تسبب نوعين من الالتهاب أولهما (داء كرون) والثاني (التهاب القولون التقرحي). وقال استشاري الطب الباطني والجهاز الهضمي والكبد الدكتور محمد شهاب في حديث لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاربعاء ان "السبب الحقيقي لمرض التهاب الأمعاء غير معروف لكن يمكن أن يكون وراثيا أو متعدد العوامل مثل فشل جهاز المناعة في حماية الجسم من الكائنات الحية الغريبة كالفيروسات والبكتيريا". واوضح الدكتور شهاب أنه مع ذلك قد يحدث التهاب الجهاز الهضمي حتى في حال عدم وجود عدوى وذلك عندما يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا الجسم نفسه بدلا عن مواجهة الكائنات الغريبة. وأضاف أنه قد يكون هناك مكون وراثي للعدوى مثل تاريخ عائلي لمرض التهاب الأمعاء ما يزيد من فرصة الإصابة بهذا المرض. واشار إلى أن داء كرون قد يهاجم أي جزء من الجهاز الهضمي (من الفم إلى فتحة الشرج) لكنه يؤثر في الغالب على جزء من الأمعاء الدقيقة قبل الأمعاء الغليظة (القولون) بينما يحدث التهاب القولون التقرحي بانتظام في الأمعاء الغليظة والمستقيم. ويمكن كذلك تشخيص كليهما باستخدام مزيج من التنظير الداخلي (بالنسبة لداء كرون) أو تنظير القولون (للقولون التقرحي) وأي نوع من التصوير مثل التصوير الاشعاعي المتباين أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب. وأشار الدكتور شهاب إلى أن هناك العديد من الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج مرض التهاب الأمعاء ومنها (أمينوساليسيلات) ومعدلات مناعية أخرى وبعضها يمكن حقنه مثل المستحضرات الدوائية الحيوية. من جهته أوضح جراح القولون والمستقيم الدكتور أحمد الخميس في حديث مماثل ل(كونا) أن حاجة المرضى إلى العمليات الجراحية لعلاج التهاب القولون التقرحي وداء كرون تعتمد على كيفية استجابة المرض للعلاج مشيرا الى أن هناك عدة تصنيفات لداء كرون منها كرون في فتحة الشرج وكرون للقولون (التهاب القولون) وكرون في الأمعاء الدقيقة (التهاب الأمعاء). وبين الدكتور الخميس أنه إذا هاجمت أمراض التهاب الأمعاء القولون بأكمله وفشلت جميع العلاجات فقد يقترح الأطباء استئصال القولون كله في حالات القولون التقرحي ولكن إذا هاجمت جزءا معينا من الأمعاء (في حالة كرون) "نقوم بالاستئصال ثم المفاغرة (أناستوموز)" والتي تربط كيسا بلاستيكيا لفغر القولون (يعرف أيضا باسم الفغرة) الذي يجمع البراز من الجهاز الهضمي من خلال فتحة في البطن. وأضاف "لا نحتاج إلى فغرة لجميع أنواع جراحات كرون حتى لو كانت الحالة سيئة حقا وبالتالي يمكننا قبول المريض وتبريده بالمضادات الحيوية وذلك في غضون أسبوع أو أسبوعين من توفير طريقة معينة لإطعامه بتجاوز الجهاز الهضمي حيث يتم إعطاء السوائل عن طريق الوريد لتزويد الجسم بمعظم العناصر الغذائية التي يحتاجها ومن ثم يمكننا إجراء الجراحة دون استخدام فغرة". وأفاد بأنه عندما يكون المريض يعاني من مضاعفات مرتبطة بكرون فقد يشير ذلك إلى الحاجة للجراحة. ورأى أنه يمكن للمريض أيضا أن يصاب بالناسور (اتصال غير طبيعي بين عضو وبنية أخرى أثناء الالتهاب) والذي يمكن أن يشفى أو يعالج عندما يستخدم أخصائي الجهاز الهضمي تقنية متوسعة بالبالون. في حين أن العيش مع مرض التهاب الأمعاء يتطلب الكثير من الصبر إلا أنه من المهم إقامة اتصالات جيدة مع الطبيب حيث سيحتاج المرضى إلى إقامة علاقة تعاونية مع جميع مقدمي الرعاية الصحية وخاصة أخصائين الجهاز الهضمي بهدف تحقيق أفضل النتائج على المدى الطويل. وبمجرد تطور المرض فقد يساعد الانتباه إلى النظام الغذائي في تقليل الأعراض واستبدال العناصر الغذائية المفقودة وتعزيز الشفاء. وينصح الاطباء في مختلف التخصصات الطبية بعدم إخفاء الحالة الصحية عن الأشخاص في حياة المريض وتبادل الخبرات مع الأشخاص من حولهم من أجل فهم نوع الدعم الذي يحتاجونه وبالتالي سيتعلمون العديد من الاستراتيجيات التي يمكن أن تجعل تعايشهم مع مرض التهاب الأمعاء أسهل. ولحسن الحظ أن الرعاية الصحية في الكويت مجانية للمواطنين ويغطيها التأمين للمقيمين حيث إن الأدوية لها ثمن باهظ نسبيا بالإضافة إلى وجود العديد من المراكز الطبية لعلاج أمراض الأمعاء الالتهابية مثل مركز (هيا الحبيب) للجهاز الهضمي بمستشفى مبارك الكبير. وتقدم الكويت خدمة رعاية للمرضى منها تأمين ممرضة خاصة مجانية الى الذين يتناولون الحقن البيولوجية والتي يمكن تساعدهم في اعطاء الجرعة المطلوبة بالوقت المحدد. لا شك أن التعايش مع هذا المرض يمثل تحديا كبيرا الا ان معظم الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء قادرون على عيش حياة غنية ومنتجة.

مشاركة :