تراجعت حصيلة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في الانتخابات البلدية بجنوب إفريقيا تحت عتبة الخمسين بالمئة في سابقة منذ إرساء الديموقراطية، وفق ما أظهرت النتائج المعلنة الخميس. وفاز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بـ46 % من الأصوات على الصعيد الوطني، بعد أن حصل على 54 % في الانتخابات البلدية الأخيرة قبل خمس سنوات. وهذه المرة الأولى التي يحصل فيها حزب نيلسون مانديلا على أقل من نصف الأصوات في أي انتخابات في أكثر دول القارة تقدما من الناحية الصناعية. وأظهرت النتائج تراجع شعبية الحزب الحاكم منذ 27 عاما في مدن كبيرة. اختار الناخبون الإثنين أعضاء 213 مجلسا، وفاز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بغالبية المقاعد في 161 منها. ولا توجد في نحو ثلث المجالس غالبية واضحة. وانقسمت الغالبية في بقية المجالس بين حزب المعارضة الرئيسي التحالف الديموقراطي، وحزب الحرية إنكاثا الذي يحظى بشعبية في منطقة كوازولو ناتال شرق البلاد. وجاء حزب مناضلون من أجل الحرية الاقتصادية ثالثا على المستوى الوطني بحصوله على 10% من الأصوات. وشارك في الاقتراع 47 % من الناخبين المسجلين. ووصف القيادي في حزب التحالف الديموقراطي نتيجة الانتخابات بأنها “تغير قواعد اللعبة” السياسية في البلاد. وقال “أعلن مواطنو جنوب إفريقيا بداية نهاية الهيمنة السياسية لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي وبشروا بعصر جديد ومفعم بالأمل”. من جانبه، اعتبر مسؤول الانتخابات في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي فيكيل مبالولا في تصريحات صحافية أنه تم “تجنب الأسوأ”. وأضاف “لم نطمس سياسيا، لم نتهاوَ، كان يمكن أن يحدث ذلك”. وتواجه جنوب إفريقيا صعوبات اقتصادية مع بلوغ نسبة البطالة 34,4 % . وأدى سوء الإدارة والفساد إلى جعل البلاد غير قادرة على ضمان إمداد ثابت بالكهرباء، كما أن انقطاع المياه وتسرب مياه الصرف الصحي أمران شائعان.
مشاركة :