اتخاذ القرار في الملعب والحياة

  • 11/5/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

منذ اكتشفت بواكير كرة القدم في الصين قبل 2500 عام، ثم تطورها على يد الإنجليز، برزت مشكلة «كشف التسلل» الأزلية بإثارة خلافات بين اللاعبين، فقرر لاعبو «الفرجان» والحارات حول العالم ببساطة إلغاءها. هي باختصار الموقف الذي يوجد فيه مهاجم خلف مدافعي الخصم في اللحظة التي يسدد له زميله الكرة. هي لحظات لكنها يمكن أن تنسف النتائج رأساً على عقب. فإذا ألغي «التسلل» سيرابط مهاجم طوال اللعبة عند حارس المرمي انتظاراً للكرة. ويكاد يكون التسلل من أكثر الأسباب التي تقلل عدد الأهداف مقارنة بمباريات «الحارات والشوارع». ولهذا أشيع أن اتحاد كرة القدم FIFA يعتزم مفاجأة الجماهير في كأس العالم المقبل 2022 في الدوحة بجملة من التغييرات في قوانين اللعبة؛ إذ قيل إنه يسعى بالاستعانة بالخبير الفرنسي أرسين فينغر مسؤول تطوير الكرة، للسماح بوجود جسم المهاجم خلف المدافعين شريطة بقاء جزء من الجسم ملامساً لخط التسلسل وهو يهم بالتسديد نحو المرمى. كما قد يضع اتحاد اللعبة حداً للإحباط الذي تسببه شاشة الـVAR في إيقاف اللعب وذهاب الحكم نحوها ليقرر استكمال الجماهير فرحتهم من عدمها، بعد التحقق من الإعادة البطيئة. إذ يعمل فينغر وزملاؤه، حسب تقرير الحرة، على استخدام تقنية طورتها إحدى الشركات بحيث يمكن أن يقرر الحكم بنظرة خاطفة لوميض محدد ما إذا كان الهدف قد تجاوز خط المرمي من عدمه. فلن يصبح بحاجة إلى شاشة توقف بهجة الجماهير لما يربو عن الدقيقة (المعدل الحالي). ويحاول العلماء كذلك دعم الفرق التي تلعب بطريقة هجومية بقوانين أسهل. بغض النظر عن مدى دقة توجهات فيفا من عدمها، فإن ما يحدث داخل المستطيل الأخضر يشبه ما يجري في حياتنا من تحديات ومشكلات. فبعض مشكلاتنا بسيطة للغاية لكننا نصعبها بحلول معقدة (مثل قانون التسلل وإعادة الـVAR). وبعض مشكلاتنا نبالغ في تأجيلها فيفوتنا خير كثير مثل التفكير بعد مائة عام بجعل الكرة ذات طابعي هجومي. كان من المفترض أن يحدث ذلك قبل عقود طويلة. وكذلك الحال مع الركلات الحرة التي يروى أن الخبراء يفكرون في السماح للاعب بتمريرها لنفسه من دون الاستعانة بأحد. وكذلك بعض مشكلاتنا مركبة، ونعتقد أن الزمن كفيل بحلها. غير أن الزمن لا يحل المشكلات بالضرورة. ولطالما كانت الركلات الركنية (كورنر) صارمة فلا تهاون فيها، مثل كثير من قيودنا الحياتية التي نعقد بها يومياتنا. غير أن اتحاد الكرة FIFA بات يفكر في السماح للكرة بتجاوز خط المرمى قبل عودتها إلى الملعب في تغيير جذري (إن صح) قد يعيدنا إلى بساطة لعب الحارات. خلاصة القول إن حلولنا الحياتية قد تأتي من أبسط الناس من حولنا، وليست كل مشكلة تتطلب لجاناً واستشاريين وعقوداً طويلة من التفكير المبالغ فيه بالحلول.

مشاركة :