وسط مخاوف من العزوف الشعبي عن التجمعات واللقاءات الانتخابية انطلقت في الجزائر الحملة الدعائية الخاصة بالانتخابات المحلية المبكرة لتجديد المجالس الولائية والبلدية والمقرر عقدها في 27 نوفمبر الجاري، والتي تعد استكمالا لمسار البناء المؤسساتي للدولة، وفقا للدستور الجديد. وتستمر الحملة الانتخابية لثلاثة أسابيع، وينشّط خلالها قادة الأحزاب السياسية والمرشحون في تجمعات شعبية ولقاءات حوارية مع الناخبين لإقناعهم ببرامجهم والتصويت لصالحهم. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen>   في هذا السياق، قال مراد بياتور القيادي في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إنهم في حزبهم مقتنعون أن منظومة الحكم في البلاد عاجزة عن تلبية مطالبة المواطنين، وأن هذا المسار بني على باطل. ويرى أن هذه الانتخابات المحلية خالفت الدستور، قائلا إن السلطة الجزائرية تواصل تعنتها، مشيرًا إلى أن هذه الانتخابات لن تعيد الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وأنها لن تعود المشروعية للنظام السياسي، على حد تعبيره. فيما رأى حكيم بوغرارة، الكاتب والباحث السياسي، أن حزب التجمع فضل مقاطعة الانتخابات لأسباب يراها موضوعية ومن ثم فإن الرأي السابق نابع من موقف حزبه الذي يحترم في فطار ممارسات ديمقراطية. وذكر بوغرارة لحصة مغاربية أن السلطة من خلال برنامج الرئيس  كان قد وعد بتجديد كل مؤسسات الدولة والمرافق العامة التي لها علاقة بالمواطن. ويرى أن السلطة التنفيذية يهمها أن تكون نسبة المشاركة مرتفعة بالمقارنة مع تعديل الدستور، حتى تتحدث عن الشرعية لهذه الاستحقاقات المحلية. وبقيت أغلب اللافتات خالية من الملصقات في اليوم الأول للحملة الدعائية الخاصة بالانتخابات المحلية المكبرة في الجزائر، لتجديد المجالس الولائية والبلدية. وفي الوقت الذي تدعو فيه الأحزاب السياسية قواعدها الجماهيرية لدعمها خلال هذا الاستحقاق تسعى القوائم الانتخابية المستقلة لإقناع الناخبين وتكرار نتائج الإنتخابات التشريعية. ورغم مشاركة قرابة 1200 قائمة في انتخابات المجالس الولائية وأكثر من 4800 قائمة في انتخابات المجالس البلدية يبقى شبح عزوف الناخبين عن صناديق الاقتراع أكبر تحديات هذا الموعد الانتخابي. ويتنافس في هذا السباق الانتخابي أزيد من 152 ألف مرشح، حيث سجلت السلطة المستقلة للانتخابات مشاركة 1158 قائمة في انتخابات المجالس الولائية عبر 58 ولاية، فيما شاركت 5848 قائمة في انتخابات المجالس البلدية عبر ألف 1541 بلدية. وتعد الانتخابات المحلية ثالث استحقاق انتخابي في عهد الرئيس عبد المجيد تبون بعد تنظيم استفتاء حول تعديل الدستور وانتخابات تشريعية لانتخاب نواب الغرفة السفلى للبرلمان. وتستمر الحملة الانتخابية لمدة 21 يوما، وتنتهي ببداية الصمت الانتخابي قبل 72 ساعة عن يوم الانتخاب المقرر في السابع والعشرين من شهر نوفمبر.