أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة إلى البعض في المجتمع السعودي أكثر من «تواصل مقنن»، إذ باتت قالباً لممارسة الحياة الطبيعية، من دون سقف للخصوصية. فبعيداً عن حسابات «الخطابات» التي اقتحمت فضاء هذه المواقع بغرض البحث في شكل سري عن «النصيب»، وبعض الحالات الفردية التي وجدت «نصفها الآخر» على «تويتر» مثل ما حدث مع المغردة ربى (أكثر من 3 آلاف متابع) بسبب «التلاقي الفكري»، التي قالت عنه: «يوم عملت فولو لشريك حياتي يعد أفضل لحظات حياتي». أصبح البحث عن أمور كهذه في شكل مباشر وجريء ربما حتى عنه في الواقع. ولم يستطع عبدالله حسن مقاومة حبه لابنة عمه حنان بعد أن رفض عمه زواجه منها في الواقع، ما دفعه لاستخدام كل ما أوتي من قوة في عالم التواصل الاجتماعي، إذ صور مقطعاً على طريقة «الفيديو كليب» في موقع «آنستغرام» وهو يرتدي الكفن واصفاً حاله من دون حنان، وبعد ساعات قليلة من بثه، تم تداول الفيديو على مواقع عدة ليحصل على أكثر من مليوني مشاهدة على «يوتيوب». هذا الانتشار أوصله للفنان فايز المالكي الذي طالب عبر حسابه في موقع «تويتر» بتزويج حنان لعبدالله. وأتاحت هذه المواقع فرصة للتواصل مع المشاهير أكثر من الماضي، إذ كان اللقاء بهم لا يتعدى «مصادفة» لا يمكن فيها طلب أكثر من صورة أو توقيع، ودفعت هذه المميزات عبدالله ليطلب من فايز المالكي أن يذهب معه لخطبة حنان من عمه عبر «فيديو كليب» آخر، ليتبعه «فيديو كليب» أخير يشارك فايز المالكي عبدالله بطولته بعد إتمام الخطبة. وعلى رغم تباين الآراء حول تصرف عبدالله في هاشتاق بعنوان «#زوجوه_حنان» بين معارض يرى أن الزواج أكثر جدية من تصرفه، ومؤيد استلطف طريقة تعبيره. يؤكد الأخصائي الاجتماعي محمد الأحمري أن «طرح المواضيع الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي يعد شيئاً سلبياً، نظراً إلى أن الشهرة المكتسبة حين يكون محورها أمراً شخصياً تعطي فرصة لتوليد الحسد والبحث عن أخطاء الشخص من البعض». وأوضح الأحمري أن هناك أسباباً كثيرة لعرض الخصوصيات في وسائل الإعلام الجديدة، أهمها محاولة البحث عن الشهرة، وانقطاع أو ضعف التواصل مع الأسرة، ما يدفع البعض إلى مشاركة «الغرباء» من دون معرفة الأقرباء. وأشار إلى أهمية فصل العالم الخارجي عن المشكلات العائلية من خلال إعادة تقويم ما يمكن نشره في مواقع التواصل الاجتماعي.
مشاركة :