تسخير الذكاء الاصطناعي لاستيعاب مفردات اللغة في «المعجم التاريخي للغة العربية»

  • 11/6/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نظّم مجمع اللغة العربية بالشارقة، خلال مشاركته في الدورة الـ 40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تقام في إكسبو الشارقة حتى 13 نوفمبر، جلسة حوارية حول «المعجم التاريخي للغة العربية»، الذي أَطلق الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المجلدات الـ17 الأولى منه، خلال حفل افتتاح الدورة. وتناولت الجلسة موضوع «المعجم التاريخي.. المسيرة والإجراءات والنتائج»، حيثُ شارك فيها، الدكتور صالح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، والدكتور مأمون وجيه، المدير العلمي للمعجم التاريخي، والدكتور بكري الحاج، رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم، وأدارها الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة والمدير التنفيذي للمعجم التاريخي. وسلط المتحدثون الضوء على جهود حاكم الشارقة في حماية اللغة العربية والأيادي البيضاء التي أسداها إلى لغة الضاد من خلال تبنيه مبادرات النهوض بالعربية وتعزيز حضورها بين لغات العالم، ولا سيما تبني لهذا المشروع الكبير الذي يؤرخ الألفاظ العربية ودلالاتها على مر العصور. وحول التعريف بالمعجم التاريخي للغة العربية، أوضح الدكتور امحمد صافي المستغانمي أن المشروع ولد في عام 1932، منذ أن تأسس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وذلك ليكون بمثابة الحافظ لألفاظ اللغة العربية ومدلولاتها. فيما لفت الدكتور صالح بلعيد: «إن المعجم التاريخي كان فكرة طواها النسيان بسبب تحديات التمويل وعقبات أخرى، إلى أن جاء العام 2016، وأحيا حاكم الشارقة فكرة المشروع، وأسس مجمع اللغة العربية بالشارقة، حيث بدأ تحت مظلته الإعداد للمدونة الشاملة التي سيستقي منها المشروع مادته العلمية». وأضاف: «إن التحدي الآخر كان من خلال الكم الهائل من الألفاظ التي ينبغي أن تجمع لتكون موارد هذا المعجم التاريخي، والتي تم تذليلها بتسخير تقنية الذكاء الاصطناعي لاستيعاب جميع الألفاظ العربية واستعمالاتها عبر جميع العصور، بدءاً من عصر ما قبل الإسلام، وانتهاءً بالعصر الحديث»، مشيراً إلى أن اللجنة العملية للمعجم وضعت عام 2026 موعداً لإطلاق المشروع بصورته النهائية في ما يقرب من 70 مجلداً. من جهته، أكد الدكتور بكري الحاج، أن مجمع اللغة العربية بالخرطوم أسهم في إعداد البنية العلمية للمعجم التاريخي للغة العربية من خلال 40 محرراً متخصصاً عملوا على إفراز 300 من الجذور اللغوية التي اشتمل عليها المعجم، والتي تعد بالآلاف. وأوضح الدكتور الحاج، أن العمل المعجمي التاريخي يتطلب جهوداً مؤسساتية ضخمة، لافتاً إلى أن مشروع المعجم التاريخي للغة العربية يعد من المفاخر العربية التي يحق للعرب جميعاً أن يفتخروا ببروزها إلى النور، إذ هو من المشاريع الرائدة التي لم يسبق أن ألِّف على منوالها أي معجم من المعاجم قديماً أو حديثاً. وحول آلية ومنهجية العمل المتبعة في المعجم التاريخي للغة العربية، كشف الدكتور مأمون وجيه أن المرحلة الأولى من العمل تمثلت بوضع المصادر التي تأسست عليها المدونة عن طريق تخزين محتوى تلك المصادر في قاعدة بيانات معلوماتية يمكن على أساسها جمع المعلومات عن الألفاظ والمراحل التي مرت عليها عبر العصور. وأشار وجيه إلى أن المعجم يتتبع تاريخ ميلاد الكلمات ونموها عبر العصور، وهذا ما أخذ من الباحثين الجهد الكبير في تتبع الألفاظ وما مرت عليه الدلالات من مراحل تاريخيّة واستخدامات متنوعة، منوهاً بأن المعجم يقوم على بنية هندسية يعالج من خلالها الأفعال ثم الأسماء، مع الحرص على أن يمثل جميع الفنون العربية، من علوم عربية وبلاغية وطب وهندسة وفلسفة، وغيرها من العلوم التي استخدمت العربية أداة لتدوينها.

مشاركة :