تجار اليشم عالقون بين المجموعة العسكرية وخصومها في بورما

  • 11/6/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وبعد انقلاب شباط/فبراير ضد أونغ سان سو تشي، اشتد القتال في منطقة هباكانت (شمال) مهد اليشم. والهدف الرئيسي للجيش الذي يواجه متمردي جيش استقلال كاشين، هو الحفاظ على أقصى قدر من السيطرة على المناجم في المنطقة. وأدت هذه الاشتباكات إلى تعقيد العمل الصعب جدا أساسا الذي يقوم به عمال المناجم وأخلت بالتوازن في هذه الصناعة المربحة. وبورما أكبر منتج لليشم في العالم، وهي تجارة تدر مليارات الدولارات سنويا. ويصل جزء صغير جدا من هذه الثروة المالية غير المتوقعة إلى خزائن الدولة بينما يتم تهريب الجزء الأكبر من الأحجار إلى الصين. وقبل أن تصل بشكل قانوني أو غير قانوني إلى الجارة القوية، يمر جزء كبير منها عبر ماندالاي بوسط بورما. وكان آلاف المنتجين والوسطاء يأتون في الماضي إلى سوق المدينة. وما إن يلوح ظل أخضر أو بنفسجي على كتلة حتى ترتفع الأسعار. وفتحت الممرات التي أغلقت لأشهر بسبب الوضع الصحي والسياسي، أبوابها مجددا في منتصف تشرين الأول/أكتوبر. وعاد بضع عشرات فقط من مندوبي المبيعات. تراجع الأسعار وقال ميو مين زاو لوكالة فرانس برس "لا نحقق أرباحا كبيرة". وقد أغلقت بكين أبوابها مع بورما بسبب الوباء والقتال المتقطع على الحدود الصينية البورمية بين المجموعة العسكرية وخصومها. واصبح العديد من المشترين الصينيين الموجودين في ماندالاي يستفيدون من عدم الاستقرار لدفع الأسعار إلى التراجع. وقال ميو مين زاو إن "الحجر الذي كان يتم تداوله بحوالى 550 دولارا لا يباع الآن إلا بنصف السعر". وما إن يعبر اليشم الحدود حتى يحقق الصينيون أرباحا كبيرة. وأوضحت هانا هيندستروم من المنظمة غير الحكومية "غلوبال ويتنس" أن "الأسعار في الصين ارتفعت مؤخرًا مع انخفاض العرض وارتفاع الطلب"، بينما ما زالت الدولة الآسيوية العملاقة متعطشة لهذا الحجر الذي يشكل رمز الرخاء. والوسطاء البورميون الصغار ليسوا محرومين من الاستفادة من مصدر الربح بل هم عالقون بين المجموعة العسكرية وخصومها، على قولها. تهديدات تقوم قوات الأمن في أغلب الأحيان بدوريات في المدينة التي تشهد باستمرار تظاهرات مؤيدة للديموقراطية منذ الانقلاب، ويقول الباعة إنهم يخافون من العسكريين الذين "يطلقون عيارات تحذيرية في بعض الأحيان" و"يشتموننا". كما يتعرض التجار للتهديد من قبل معارضي المجموعة العسكرية الذين يتهمونهم بالقيام بأعمال تجارية مربحة جدا للنظام العسكري. حذرت مجموعة "جينيريشن زي باور" التي تضم معارضين محليين على وسائل التواصل الاجتماعي "إذا واصلنا القيام بأعمالنا (...) فحياتنا في خطر". ووقع تفجيران في الأيام الأخيرة بالقرب من السوق ما تسبب بحالة ذعر. وذكرت وسائل إعلام محلية أن ضابط شرطة قتل الخميس في الهجوم الثاني. ووعد "جينيريشن زي" بشن مزيد من الهجمات إذا استمر الباعة في تصريف اليشم. ويخشى هؤلاء من إعادة فتح أبوابهم لكن السلطات تأمرهم بذلك بحلول الجمعة ، وإلا فسيتم "مصادرة محالهم موقتا". وقال تاجر "نحن عالقون". "فساد مستشر" منذ الانقلاب، تحاول المقاومة البورمية ضرب مصدر أموال المجموعة العسكرية. وتعد تجارة اليشم مصدرا أساسيا لدخل الجيش وقد تمكن من الحفاظ عليها حتى خلال فترة الديموقراطية بين 2011 و 2021. وقالت منظمة "غولبال ويتنس" في تقرير في حزيران/يونيو إن "الفساد المستشري قد امتد إلى قمة هرم القيادة إلى عائلة مين أونغ هلاينغ". واضافت أن هذه التجارة يمكن أن تصبح مصدرا للتمويل "أكثر أهمية" للجنرالات بعد الانقلاب. وحاولت حكومة أونغ سان سو تشي من دون جدوى إصلاح القطاع عبر وقف إصدار تراخيص استغلال المناجم. لكنه بات اليوم مفتوحا للعسكريين لتوزيعه مجددا على شركاته وحلفائه مقابل دعم سياسي ومالي. وقالت "غلوبال ويتنس" إن عائدات اليشم "ستواصل تمويل قمعهم الوحشي". وقتل أكثر من 1200 مدني في الأشهر التسعة الماضية في هذا القمع.

مشاركة :