الحكومة الإثيوبية تطالب بتقديم التضحيات لإنقاذ البلاد

  • 11/7/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طالب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس، الإثيوبيين بالاستعداد «لتقديم تضحيات» من أجل إنقاذ البلاد، مع تصاعد القتال في الشمال بين القوات الحكومية ومتمردي تيجراي، الذين يهددون بالزحف إلى العاصمة. وكتب آبي أحمد في رسالة قصيرة على «تويتر»: «هناك تضحيات يجب تقديمها، لكن هذه التضحيات ستنقذ إثيوبيا»، مضيفاً: «واجهنا المحن والعقبات، وهذا جعلنا أقوى، ولدينا حلفاء أكثر من الذين انقلبوا علينا». من جهته، أكد مكتب الاتصالات الحكومية في تغريدة على «تويتر» أنه: «شرف لنا أن نموت من أجل سيادتنا ووحدتنا وهويتنا، لا انتماء إلى إثيوبيا من دون تضحيات». وتأتي هذه التصريحات غداة إعلان تحالف من تسع منظمات متمردة من مختلف المناطق والأعراق في إثيوبيا، حول «جبهة تحرير شعب تيجراي»، التي تقاتل القوات الحكومية منذ أكثر من عام. وتهدف هذه «الجبهة الموحدة» إلى «قلب نظام» آبي أحمد، كما أعلن ممثل الجبهة برهان جبرخريستوس عند توقيع هذا التحالف في واشنطن. وفي نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت جبهة تحرير تيجراي مسؤوليتها عن السيطرة على بلدتين استراتيجيتين في منطقة أمهرة، حيث تقدم مقاتلوها بعد استعادة معقلهم تيجراي في يونيو. وقالت جبهة تحرير شعب تيجراي، يوم الأربعاء الماضي، إنها وصلت إلى منطقة كيميسي، على بعد 325 كيلومتراً شمال العاصمة أديس أبابا، حيث انضمت إلى جيش تحرير أورومو المجموعة المسلحة لاتنية أورومو. ولم تستبعد المنظمتان الزحف إلى أديس أبابا. ونفت الحكومة التي أعلنت، يوم الثلاثاء الماضي، حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، أي تقدم كبير للمتمردين وأي تهديد للعاصمة، مؤكدة أنها ستنتصر في هذه «الحرب الوجودية». وانتقدت المتحدثة باسم رئيس الوزراء بيلين سيوم «خطاباً مثيراً للقلق» أججته «معلومات مضللة» من «جبهة تحرير شعب تيجراي» تهدف إلى خلق «شعور زائف بانعدام الأمن». ولا يزال المعسكران صامتين عن الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والمفاوضات التي نقلها المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان الموجود في العاصمة الإثيوبية. وفي مواجهة هذا التصعيد، طلب عدد من السفارات بينها بعثات الولايات المتحدة والسعودية والسويد والنروج، من رعاياها مغادرة إثيوبيا. ودعا مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الأول، إلى «إنهاء القتال والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار» في بيان مشترك نادر، منذ بدء القتال قبل عام. وفي الرابع من نوفمبر 2020، أرسل آبي أحمد الحائز جائزة نوبل للسلام لعام 2019، الجيش إلى تيجراي، لإقصاء سلطات المنطقة المنبثقة عن جيش تحرير شعب تيجراي، التي اتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية. وأعلن انتصاره في 28 نوفمبر. لكن في يونيو، استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيجراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين. وأدى القتال، الذي تسبب بسقوط آلاف القتلى ونزوح مئات الآلاف، إلى إغراق شمال البلاد في أزمة إنسانية عميقة. وتقول الأمم المتحدة: إن 400 ألف شخص، على الأقل، باتوا على حافة المجاعة في تيجراي، حيث لم تتمكن من إيصال مساعدات منذ 18 أكتوبر. كما أدى النزاع إلى تفاقم الخلافات العرقية، خصوصاً على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر الخطب الحربية. وأعلن موقع «تويتر»، أمس، أنه «عطل مؤقتاً» في إثيوبيا زاوية «الموضوعات المتداولة»، التي تضم أكثر التغريدات انتشاراً حول موضوع ما، بسبب «التهديد الوشيك بحدوث اعتداءات جسدية». وقالت الشبكة: إن «التحريض على العنف أو تجريد الناس من إنسانيتهم مخالف لقواعدنا». أميركا تأمر موظفيها «غير الضروريين» بالمغادرة أفادت السفارة الأميركية في أديس أبابا، أمس، بأن الولايات المتحدة أمرت موظفي الحكومة الأميركية غير الضروريين في إثيوبيا بمغادرة البلاد، بسبب تفاقم الصراع المسلح والاضطرابات المدنية والعنف العرقي. وقالت السفارة في موقعها على «الإنترنت»: «حوادث الاضطراب المدني والعنف العرقي تقع دون سابق إنذار، والوضع مرشح لمزيد من التصاعد، ويمكن أن تنشأ عنه أزمات في سلاسل الإمداد وانقطاعات في الاتصالات وتعطل في السفر». وطلبت الدنمارك وإيطاليا أيضاً من مواطنيهما في إثيوبيا مغادرة البلاد، في الوقت الذي لا تزال فيه الرحلات الجوية متاحة، بينما تتقدم قوات المتمردين في إقليم تيجراي، وحلفاؤها صوب العاصمة أديس ابابا.

مشاركة :