أنقرة - أ ف ب: دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إلى اعتماد دستور جديد بعد فوز حزبه الساحق في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد وذلك لتعزيز سلطاته الرئاسية كما توعد بعدم "المهادنة" في مواجهة المتمردين الأكراد. وأردوغان يسعى منذ فترة لتعديل الدستور المعد من قبل الجيش، من أجل توسيع صلاحيات الرئاسة. وقال أردوغان في خطاب متلفز في أنقرة "حل مسألة اعتماد دستور جديد كان أحد أهم رسائل انتخابات 1 نوفمبر". وفي وقت سابق أمس أعلن الناطق باسمه إبراهيم كالين أن تركيا تنظر في إمكانية تنظيم استفتاء للانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي. وقال لصحفيين في أنقرة "هذه مسألة يمكن أن تحسم بعد أخذ رأي الشعب وإذا كانت الآلية للقيام بذلك هي استفتاء، فسيتم تنظيم استفتاء". وشدد على أن التغييرات المزمعة ليست فقط لفائدة أردوغان قائلاً "إنه قائد قوي دستوريًا أساسًا وقد دخل التاريخ، ليس لديه توقعات على الصعيد الشخصي". ودعا أردوغان كل الأطراف السياسية إلى العمل على دستور مدني جديد يحل محل دستور العام 1980 الذي أعده الجيش بعد انقلاب. وقال "آمل في أن يجلسوا إلى الطاولة ويقوموا بحل هذه المسألة" مضيفًا أنه بحث هذا الأمر مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. من جانب آخر، توعد أردوغان بعدم "المهادنة" في الحملة ضد متمردي حزب العمال الكردستاني وذلك بعد ثلاثة أيام على فوز حزبه في الانتخابات التشريعية. وقال أردوغان في خطاب ألقاه أمام عدد من المسؤولين "لن يكون هناك مهادنة ،العمليات ستتواصل بشكل حازم ضد المنظمة الإرهابية في داخل وخارج تركيا". قامت طائرات حربية تركية بقصف قواعد لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا وشمال العراق. وذكرت هيئة أركان الجيش في بيان نشر على موقعها الإلكتروني "إن الضربات الجوية دمرت ستة عشر هدفًا" في منطقة دغليجا (جنوب شرق) وفي جبال شمال العراق. وأعلن الجيش مقتل جنديين تركيين في اشتباكات مع المتمردين أمس. وقال أردوغان "سنواصل القتال إلى أن تلقي المنظمة الإرهابية السلاح ويستسلم عناصرها وتغادر البلاد". وطلب أيضًا من مواطنيه أن لا يقلقوا إزاء المستقبل قائلاً "غدًا يوم أفضل". في موازاة ذلك واصلت الشرطة أمس حملتها ضد أوساط الجهاديين وأوقفت تسعة أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى داعش وتحضيرهم لاعتداءات في أنقرة وإسطنبول ضد حزب سياسي وصحيفة معارضة. وأوقفت الشرطة اثنين من المشتبه بهم بعد حملة مطاردة في غازي عنتاب (جنوب). من جهة ثانية قتل 18 شخصًا في اشتباكات بجنوب شرق تركيا أمس بعد يوم من شن الجيش ضربات جوية هناك بينما ظل العنف يعصف بهذه المنطقة التي يغلب الأكراد على سكانها بعد أيام من إجراء انتخابات عامة في البلاد. وقالت الأركان العامة للجيش التركي عبر موقعها الإلكتروني إن جنديين و15 من مسلحي حزب العمال الكردستاني قتلوا في اشتباكات قرب قرية داجليحا المجاورة للحدود العراقية والتي قال الجيش إنه شن ضربات جوية فيها قبل يوم. وأضافت أن الطائرات التركية قصفت أيضًا أهدافًا للحزب في شمال العراق أمس الأول .
مشاركة :