ارتفعت أسعار النفط بنحو 1 في المئة أمس الجمعة، متجهة إلى انتعاش جزئي بعد أن رفض منتجو أوبك+ دعوة أميركية لزيادة الإمدادات، وأبقت بدلاً من ذلك على خطط لعودة تدريجية للإنتاج الذي أوقفه الوباء. وارتفع خام برنت 72 سنتاً أو 0.9 في المئة إلى 81.26 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 04:52 بتوقيت غرينتش بعد أن هبط نحو 2 في المئة يوم الخميس. بينما ارتفع النفط الأمريكي 78 سنتًا أو 1.0 ٪ إلى 79.59 دولارًا للبرميل، بعد أن انخفض بنسبة 2.5 ٪ في الجلسة السابقة. وكان تحالف أوبك+ قد اتفق يوم الخميس على الالتزام بخطته لزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من ديسمبر، وقال إدوارد مويا كبير محللي السوق في أواندا: “كان هذا اجتماعًا سهلاً وسريعًا لأوبك+ بشأن الإنتاج”، مضيفًا “لم تفكر أوبك+ في أي وقت في تغيير استراتيجيتها للإنتاج، وسط توازن واستقرار الأسواق، والتي كانت تمامًا الرسالة التي يحملونها، وأعلنت منظمة البلدان المصدرة للنفط في بيان نُشر بعد قمة جمعت أعضاءها الـ13، وحلفاءهم العشرة في إطار تحالف “أوبك+”، أن الإنتاج الشهري للتحالف “سيُرفع إلى 400 ألف برميل في اليوم لشهر ديسمبر”. واختار الوزراء الـ23 الذين اجتمعوا عبر تقنية الفيديو الالتزام بخارطة الطريق التي وضعوها في 18 يوليو. وتقيد أوبك+ الإمدادات بعد أن بخرت الجائحة الطلب. ولامست أسعار النفط مؤخرًا أعلى مستوياتها في سبع سنوات، لكنها تراجعت في وقت سابق هذا الأسبوع على خلفية تراكم المخزونات الأميركية وإشارات إلى أن ارتفاع الأسعار قد يشجع المزيد من الإمدادات في أماكن أخرى. ويسير خام برنت في طريقه نحو انخفاض بنسبة 4 ٪ هذا الأسبوع، وهو الأسبوع الثاني على التوالي الذي ينخفض فيه العقد. بينما يتجه النفط الأميركي نحو انخفاض هذا الأسبوع بنحو 5 ٪. لكن مع اقتراب أسعار التجزئة للبنزين في الولايات المتحدة من 4 دولارات للغالون، والتي تعتبر نقطة ضغط للسائقين الأميركيين، فإن العبء يقع على البيت الأبيض بعد أن حث بايدن يوم السبت كبار منتجي الطاقة في مجموعة العشرين الذين لديهم طاقة فائضة على تعزيز الإنتاج. ورفضت السعودية، أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، دعوات موجهة لتحالف أوبك+ لزيادة إمدادات النفط بشكل أسرع، مستشهدة بالرياح الاقتصادية المعاكسة. وقالت مصادر في أوبك+: إن الولايات المتحدة لديها الكثير من القدرة على زيادة الإنتاج بنفسها إذا اعتقدت أن اقتصاد العالم يحتاج إلى مزيد من الطاقة. وقال وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، يوم الأول من أمس: إن المنتجين قلقون من التقدم بسرعة كبيرة، خوفًا من تجدد الانتكاسات في المعركة ضد الوباء وسرعة التعافي الاقتصادي. وقال: إن مخزونات النفط ستشهد ارتفاعاً “هائلاً” في نهاية 2021، وأوائل 2022 بسبب تباطؤ الاستهلاك. من جهته قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إنه منذ أغسطس أضافت أوبك بالفعل مليوني برميل يومياً للإمدادات العالمية، وستواصل خطتها لإضافة 400 ألف برميل أخرى كل شهر في الجزء الأخير من 2021 والأشهر الأولى من 2022. وقال نوفاك، موضحاً سبب اختيار أوبك+ عدم إضافة المزيد من البراميل، “هناك بعض المؤشرات على انخفاض الطلب على النفط في الاتحاد الأوروبي في أكتوبر. ولا يزال الطلب العالمي على النفط يتعرض لضغوط من نسخة دلتا الفيروسية”. وقال متحدث باسم البيت الأبيض يوم الخميس “يبدو أن أوبك+ غير راغبة في استخدام السعة والقوة التي تمتلكها الآن في هذه اللحظة الحرجة من التعافي العالمي للبلدان في جميع أنحاء العالم”. وبين أن واشنطن ستدرس مجموعة كاملة من الأدوات تحت تصرفها لضمان الوصول إلى الطاقة بأسعار معقولة بعد اجتماع أوبك+. وقال تاجر طاقة مقيم في سنغافورة: “لا يسعنا إلا أن نخمن في هذه المرحلة، لكنني أتصور أن هذا سيتضمن الإفراج عن الاحتياطيات الاستراتيجية الأميركية”. “لا أشعر أن هذا يلعب بشكل جيد لإدارة بايدن”. وأضاف المتحدث: “يعتقد الرئيس أن الأميركيين يجب أن يحصلوا على طاقة ميسورة التكلفة، وقد وجهنا لمواصلة مراقبة الأسواق والاستعداد لاستخدام جميع الأدوات حسب الحاجة”. في الوقت الذي شهدت الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط في العالم، وهي ليست جزءًا من أوبك+، انخفاضًا حادًا في إنتاجها في عام 2020 بلغ الذرة، وتعافى الإنتاج منذ ذلك الحين بشكل أبطأ بكثير مما كان متوقعًا.
مشاركة :