ما إن تدلف من بوابة مقر منتدى الإعلام الإماراتي، حتى تنقلك الحلة الجديدة التي انعقدت بها الدورة الثالثة إلى أجواء تحاكي تلك التي يعيشها جنودنا البواسل المشاركة في عملية إعادة الأمل في اليمن، ونقلتنا قاعة المنتدى إلى أجواء ساحة الحرب والقتال.
قاعة الشيخ سعيد تحولت إلى بوتقة انصهرت فيها المشاعر الوطنية للإعلاميين، شهدوا فيها موقعاً للجنود الإماراتيين البواسل الذين يفنون أرواحهم فداء للوطن، ومساعدة لأشقائهم في اليمن، موقعاً حربياً بكل معنى الكلمة، يشعرك كأنك انتقلت إليه على بساط من الريح، لترى ما يعيشه أبناؤنا البواسل.
مشهد مهيب، إنها جغرافية اليمن وما بها من تضاريس صعبة تعزف على وتر النصر حتى النهاية، وتنشد أغنية أرض الحضارات وسد مأرب العظيم، وتحكي قصة بلقيس ملكة سبأ مع سيدنا سليمان.
إنه موقع الحدث في صحراء وجبال اليمن، يرابط فيه أبطال الإمارات، وهم يحاربون مع جنود التحالف من البواسل السعوديين والبحرينيين والمقاتلين، من أجل عودة الشرعية في اليمن ضد القتلة الحوثيين والميليشيات، ليعيشوا حياة صعبة، يحملون أرواحهم على أكفهم فداء للوطن، وإخلاصاً ومحبة للقيام بالواجب.
جانب مصغر في قاعة الشيخ سعيد آل مكتوم يعكس موقعاً حربياً، وربما هي غرفة عمليات وتسيير المقاتلين وقت الحاجة، يحتوي على خيمة مصنوعة من الشبك بلونه الأصفر الداكن للتمويه، وتظهر كجزء من الصحراء، تقي جنودنا الشمس الحارقة في صحراء شاسعة، وساتر ترابي مكون من خمسة آلاف كيس خيش من الرمل لحماية الجنود من شظايا القنابل والصواريخ إذا ما وقع قتال، وخلفه مكان إقامة الجنود، حبال عليها سترات من ملابس الجنود الحربية وأمتعتهم التي يستخدمونها في مواقع القتال، وبقايا من إطارات السيارات الحربية، وبراميل مملوءة بالمؤن والذخيرة، وحاملات خشبية توضع عليها المدافع لنقلها وقت الحاجة.
أجواء حربية
قاعة الشيخ سعيد تشبه صحراء شاسعة مترامية الأطراف مفروشة ببساط يشبه في مجمله حبات الرمل، ويشعرك كأنك تمشي في صحراء حقيقية، وعليه وضعت كمية كبيرة من السواتر الرملية، وخيمة كبيرة موضوعة كالمظلة تحتها منصة كبيرة تحمل فوقها شاشة عرض تسرد حكايات البطولة والتضحية والفداء لقواتنا المسلحة، والدور الإيجابي والمنوط لدولة الإمارات في حربها ضد القتلة الحوثيين، وما يقوم به جنودنا البواسل في حماية أرض اليمن السعيد وأشقائهم اليمنيين الذين يؤمنون بوجودهم.
التصميم الداخلي الذي تم إعداده خصوصاً لهذه الدورة في قاعة الشيخ سعيد بمركز دبي التجاري العالمي، وضع المشاركين في أجواء تحاكي معسكرات تدريب القوات المسلحة، وذلك تأكيداً للهدف الرئيس للقاء الإعلامي المحلي السنوي، وهي إبراز وقوف المجتمع الإماراتي بكل قطاعاته وشرائحه صفاً واحداً خلف قيادتنا الرشيدة، داعماً لأبطالنا البواسل في ميادين الشرف والعزة، واستخدموا فيها 5 آلاف كيس خيش مملوء بالرمل.
خيمة
ومن خلال الحلة الجديدة، ترى في مخيلتك المقاتلين كيف يعيشون وكيف يقاتلون وكيف يحمون أوطانهم من الشرور، في الخيمة عدد كبير من المقاعد التي يستخدمها الجنود في مواقع القتال، وأشياء يحتاجون إليها سهلة التحرك، من أجل الانتقال السريع إلى مكان آخر وقت الخطر، وأدوات معيشية خفيفة للحياة اليومية يتعامل معها الجندي في موقع القتال ومناضد للطعام وإعداد الخطط الحربية، صورة مصغرة لمكان الحدث الذي يقاتل فيه الجنود البواسل الذين يحمون ديارهم حتى الموت، ولا يبخلون بكل غالٍ ونفيس من أجل الوطن ويقدمون أرواحهم فداء له، ويحملون من أجله المصاعب والحياة الصعبة بين الجبال، وفي الصحراء تحت الشمس، وفي كل الظروف، حتى يكلَّلوا بالنصر العظيم إن شاء الله.
محاكاة الواقع
وقدمت الإطلالة المتميزة للدورة الحالية للمنتدى للحضور فرصة معايشة الأجواء التي يعيشها أفراد القوات المسلحة في معسكرات للتدريب بكل مكوناتها التي روعي فيها محاكاة الواقــع إلى أقرب حد ممكن، بتوزيع الحقائب الرملية المميزة للتحصينات والحواجــز التقليدية المستخدمة في المواقع العسكرية، وكذلك شمل المقر مناطــق وتجهيزات التدريب الميداني، والخيام التي زينتهــا الملابس المموهــة، والتــي تماثــل الزي الرسمي المميز لقواتنا المسلحــة فــي الميــدان.
جديد المنتدى
تضمنت الدورة الثالثة لمنتدى الإعلام الإماراتي العديد من الإضافات الجديدة، منها مسابقة أفلام الفيلم الوثائقي، حيث عرض المنتدى الأفلام الفائزة في المسابقة في ركن خاص تضمنه مقر اللقاء، إضافة إلى ورشات العمل المتخصصة التي تعاون في تنظيمها المنتدى مع مجموعة من المؤسسات الإعلامية الإقليمية والعالمية، وهي: سكاي نيوز عربية، ورويترز، ولينكد إن، علاوة على فعالية سوالف إعلامية التي تضمنت لقاءات نقاشية قصيرة ومركزة.
منى المري: التصميم حالة وجدانية تتفاعل مع محتوى المنتدى
عن التصميم المميز والرائع لقاعة المنتدى، قالت منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيس نادي دبي للصحافة، الجهة المنظمة لمنتدى الإعلام الإماراتي، نسعى دائماً في كل دورة من دورات المنتدى إلى التطوير مع تحري أعلى مستويات الإبداع؛ سواء في المضمون المتمثل في الموضوعات المطروحة للنقاش، أو على صعيد القالب العام وتصميم مقر المنتدى والذي يخدم إلى حد كبير في دعم تلك الموضوعات، بوضع الحضور والمشاركين في حالة وجدانية تتفاعل مع محتوى المنتدى وتشجع الجميع على المشاركة الإيجابية في نقاشاته.
وطنية
وأضافت يأتي انعقاد الدورة الثالثة لمنتدى الإعلام الإماراتي في وقت استثنائي في تاريخ دولة الإمارات... وقت تهيمن فيه الروح الوطنية الجارفة وتتألف فيه أفئدة جميع الإماراتيين الذين اصطفوا بإقدام وشجاعة وإيجابية خلف قيادتنا الرشيدة؛ مؤكدين وحدة الصف وتلاحم الشعب والقيادة، دعماً لمواقف دولتنا الثابتة التي اختارت الانحياز إلى الحق بمساندة شعب اليمن الشقيق في سعيه لاستعادة الشرعية. وقد فرضت تلك الأحداث والتطورات الوطنية نفسها بقوة على أجندة المنتدى كونها تمثل موضوع الساعة الأول للمجتمع، ومن ثم حَرِصنا أن يأتي تصميم مقر اللقاء بصورة تعكس هذه الروح الرائعة، ويترجم الحالة الوجدانية الفريدة التي يعيشها أهل الإمارات الذين أعلنوا موقفهم صريحاً بالإصرار على الانتصار للحق في ساحات الشرف والفداء.
إعجاب
وقد أعرب المشاركون والحضور عن بالغ إعجابهم بفكرة التصميم المتميز وتقديرهم للجهد الطيب وراء تنظيم هذه الدورة المتميزة من منتدى الإعلام الإماراتي، حيث كان لهذا التصميم أثر واضح في دعم النقاش بوضع الجميع في أجواء خاصة تستلهم ملامح حياة أبطالنا البواسل في الميدان، كما أشاد الجميع بالفكرة المبدعة وراء هذا التصميم الفريد، معربين عن أمنياتهم للمنتدى بمزيد من التطور سواء على مستوى الشكل أو المضمون بما يخدم الهدف الرئيس الساعي لتحقيقه والمتمثل في الارتقاء بقدرات الإعلام الإماراتي بمناقشة أهم الفرص والتحديات التي قد تواجه مؤسساته وبحث أفضل سبل التعاطي معها بإيجابية وفعالية.