أكد الممثل الأميركي الخاص لأفغانستان توم وست، أمس، أن الولايات المتحدة قلقة إزاء زيادة هجمات تنظيم «داعش-ولاية خراسان» في أفغانستان، وتريد أن تنجح «طالبان»، في مواجهة التنظيم. وقال وست للصحفيين في إيجاز عبر الهاتف: إن واشنطن تستعد أيضاً لجولتها المقبلة من المحادثات مع «طالبان»، لكنه لم يفصح عن تاريخ لذلك. وأضاف: إن واشنطن لا تبحث، بشكل جاد، إعادة فتح سفارتها في كابول في الوقت الحالي. يأتي ذلك، فيما يأمل سكان المناطق الريفية في أفغانستان استعادة الاستقرار بعد سيطرة طالبان على السلطة، ففي القرى التي تحملت في السابق العبء الأكبر من القتال على جبهات أفغانستان، أدت سيطرة الحركة إلى كسر دوامة مستمرة من الغارات الجوية وتبادل إطلاق النار والجنازات. وسيطرت طالبان على السلطة في أفغانستان منتصف أغسطس، وأطاحت الحكومة السابقة المدعومة من الولايات المتحدة، وتعهدت بإعادة الاستقرار بعد حرب استمرت 20 عاماً. وفي المناطق النائية والقرى البعيدة عن المدن، حيث لم يصل سوى القليل من المساعدات الدولية التي قدرت بمليارات الدولار، يرى كثيرون أن سيطرة «طالبان» قد تنهي القتال، وأثارت الآمال بانتهاء الفساد. وبالنسبة لماكي، البالغ 72 عاماً، التي كانت تجلس لتحضير ألياف القطن مع مجموعة من النساء في قريتها النائية داشتان في ولاية بلخ الشمالية، «لا يوجد الآن أي صوت لإطلاق النار» مشيرة «انتهت الحرب ونحن سعيدون». وتعيش القرية في فقر مدقع، بينما يقوم السكان بتجفيف روث الحيوانات لاستخدامه كوقود. وفر الكثيرون بسبب القتال والفقر من قرية داشتان، ولم يبق سوى عدد قليل من العائلات التي اختارت البقاء بين الأسس المتهالكة والأسقف المنهارة والمساكن الفارغة. وأدى انتصار طالبان، والاستسلام الجماعي للقوات الحكومية الأفغانية إلى توقف طال انتظاره للمعارك التي خلفت عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين منذ عام 2001. ويعمل محمد ناصر في حقل للقطن يقع على مشارف بلدة بلخ التاريخية ويكسب 200 إلى 300 أفغاني (2 إلى 3 دولارات) يومياً، ويؤكد أنه لا يدعم أي طرف من الحرب التي استمرت لفترة طويلة من حياته. ويؤكد الشاب، البالغ 24 عاماً، وهو من قرية قريبة «كنت ضد الجانبين لأني رغبت بالسلام»، موضحاً: «لم أرغب بالقتال».
مشاركة :