المتجول في أجنحة «معرض الشارقة الدولي للكتاب» في دورته الأربعين، لا يمكن أن يفوّت تلك الزيارات المتميزة لدور نشر مشاركة تقدم الكثير من نوادر المخطوطات والكتب التاريخية، ومن بين دور النشر هذه تبرز دار «مانوسكربتم» البولندية للنشر، التي تضع في صدارة معروضات جناحها مخطوطة نادرة للرحالة البولندي الكونت فاتسواف سيفيرين جفوسكي، التي تحفل بوصوف دقيقة للخيول العربية وسلالاتها وحياة البدو في الجزيرة العربية. مسؤول دار النشر البولندية آرتير سوبولوسكي، قال، إن القيمة التاريخية لهذا الكتاب تكمن في كونه يقدم صورة بعيدة عن حياة العرب، ويفتح الكتاب المُذهب، شارحاً بعض رسوماته الدقيقة، مشيراً إلى مشاهد بدوية مرسومة بعناية وثقتها ريشة هذا الرحالة البولندي الذي قام برحلة بين عامي 1817 و1819م، إلى الجزيرة العربية، بدأت بالمرور بتركيا، وكانت مهمّته شراء خيول لإعادة تأهيل مرابِض خيول ملكية لصالح الدولة العثمانيّة ولقيصر روسيا. آرتير سوبولوسكي يشرح محتوى المخطوطة (الصور من المصدر) آرتير سوبولوسكي يشرح محتوى المخطوطة (الصور من المصدر) الأمير تاج الفخر، هو اللقب الذي أُطلق عليه في صحراء نجد، كتب المخطوطة بلغة فرنسية رصينة، وهي واحدة من اللغات التي كان يتقنها جيداً، إذ ينحدر من عائلة نبيلة كانت مزارعها مفتوحة لعمل المهاجرين الفرنسيين في تلك الفترة التاريخيّة، وظلت هذه المسودة محفوظة عند أحد أصدقائه، ولم تطلها عوامل الزمن. ويستهدف هذا المجلد المذهب، تقديم مختصر عملي للنسخة الأصلية، والاحتفاء بالمخطوطة الأصلية التي تُعد من الكنوز المعرفية في التراث البولندي عن الحصان العربي والعادات في البادية العربية. سوبولوسكي وصف معرض الشارقة الدولي للكتاب بالوجه المشرق المعاصر للفعاليات الثقافية العربية، وفرصة للتبادل الثقافي بين بولندا والعرب، ودار مانوسكربتم للنشر تقدم في المعرض نسخة طبق الأصل من المخطوط الأصلي لجفوسكي، في إصدار غلف بالذهب من عيار 24 قيراطاً، لتعريف القراء العرب وزوار المعرض بهذا الكتاب النادر الذي ألفه رحالة يُعد أول من استجلب الخيول العربية إلى أوروبا، وأول من بدأ تقليد تهجين الخيول العربية في المنطقة، حيث عاش حياة مليئة بالمغامرات والسفر، وكان يعمل لصالح إسطبلات عائلات ملكية في أوروبا.
مشاركة :