مقالة : انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية يعود بالفائدة على الولايات المتحدة والنمو العالمي

  • 11/8/2021
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن 7 نوفمبر 2021 (شينخوا) قال ألبرت كايدل، أستاذ الدراسات العليا بجامعة جورج واشنطن، إن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية قبل عقدين من الزمن "سمح للعالم بتقاسم ثمار نجاحات التنمية المحلية في الصين". وفي السنوات العشرين الماضية، ارتفع الترتيب العالمي للصين من حيث تجارة السلع من المركز السادس إلى الأول، بينما قفز ترتيب تجارتها في الخدمات من المركز الحادي عشر إلى الثاني. وكما قال كايدل، وهو أيضا كبير الاقتصاديين السابق في مكتب البنك الدولي في بكين، أنه بالإضافة إلى الأسعار المنخفضة التي نجمت عن "الفوائد القوية للإنتاجية" في الصين، فإن انضمام العملاق الآسيوي إلى منظمة التجارة العالمية قدم أيضا "فرصا وتحديات إنمائية لبقية العالم". ولا يمكن إنكار أنه منذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001، دأبت الصين على دفع عجلة العولمة الاقتصادية مع الانفتاح كسمة مميزة والازدهار المشترك كرؤية. -- منافع للاقتصاد الأمريكي من بين جميع الاقتصادات في العالم، استفادت الولايات المتحدة بشكل كبير من انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في مجالات متعددة بما في ذلك الاستهلاك والاستثمار والتجارة. وقال سورابه غوبتا، الزميل البارز في معهد الدراسات الصينية-الأمريكية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية كان "نعمة للمنتجين الصينيين والمستهلكين الأمريكيين". وأضاف غوبتا إن تكلفة الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية والعديد من الضروريات اليومية التي تؤثر على ميزانيات الأسر الأمريكية انخفضت بسبب القدرة التنافسية الاستثنائية للصين والتصنيع القائم على الاستخدام الكثيف للتكنولوجيا المتوسطة. وقال خيري تورك، أستاذ الاقتصاد في مدرسة ستيوارت للأعمال التابعة لمعهد إلينوي للتكنولوجيا في شيكاغو، إن المستهلكين الأمريكيين استفادوا من الانخفاض المستمر في أسعار السلع المصنعة في الصين. وأضاف تورك "إذا نظرت إلى قطاع الأعمال هنا، فإننا نرى أن هناك الكثير من الفرص المربحة الناتجة عن التصنيع والبيع في الصين. ويقبل المستثمرون الأجانب المباشرون الآن على الصين". وأشار البروفيسور إلى أن الصين تفوقت على الولايات المتحدة كوجهة عالمية أولى للاستثمار الأجنبي المباشر الجديد، وهو ما يفسر سبب قيام شركات مثل أبل بتوسيع عملياتها في الصين وبناء مصنع في شانغهاي. وفي تقرير قدمه إلى مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة في سبتمبر، قال مجلس الأعمال الأمريكي-الصيني إن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية كان إيجابيا بشكل عام للولايات المتحدة والعالم. وقال بيتر بوتيلير، الباحث الزائر في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز "بغض النظر عن الصين نفسها، استفاد الاقتصاد الأمريكي كثيرا من قرار الصين بالانفتاح، بما في ذلك قرارها بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، أكثر من أي اقتصاد آخر. ومن المؤكد أن انضمام الصين إلى المنظمة لم يكن لعنة للولايات المتحدة بالصورة التي يروجها بعض المعلقين الأمريكيين الآن ويريدوننا أن نصدقها". -- الصين ليست لها علاقة بالمصاعب الأمريكية لقد كانت خسارة الوظائف في قطاع الصناعة التحويلية في الولايات المتحدة في العقود العديدة الماضية فادحة وتسببت بمعاناة شديدة في الصناعات التحويلية التقليدية. لكن بحسب الدراسات والخبراء، فإن الصعوبات الاقتصادية التي تواجه أكبر اقتصاد في العالم مثل خسارة الوظائف في هذا القطاع، ليس للصين علاقة بها. وفي سياق استشهاده بدراسات رئيسية، أشار بوتيلير، الذي خدم سابقا رئيسا لبعثة البنك الدولي المقيمة في بكين، إلى أنه فيما يتعلق بفقدان وظائف الصناعة التحويلية، "لا توجد صلة خاصة بانضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية". وقال بوتيلير إن السبب الوحيد والأهم وراء فقدان وظائف الصناعة التحويلية في الولايات المتحدة لا يعود إلى نقل الوظائف إلى الصين، ولكن يعود إلى التطور التكنولوجي في الصناعة التحويلية بفضل الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات. وعندما انضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001، كانت تلك بداية فترة بدأت فيها الولايات المتحدة تعاني من خسارة كبيرة في الوظائف بقطاع الصناعة التحويلية. وبحسب كايدل، فإن الضرر الذي لحق بالعمال الأمريكيين ولا يزال، يرجع إلى الأداء غير المرضي للحكومة الأمريكية في البرامج الانتقالية. وقال تورك إن "إلقاء اللوم على الصين طالما كان سياسة لتبرير العجز وعدم التحرك، لأننا للأسف هنا لم نقم بواجبنا"، مضيفا أن العمال لم يتسلحوا بالمهارات الجديدة. -- نقطة تحول في العالم ويصادف عام 2021 الذكرى العشرين لانضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية. وعلى مدار العقدين الماضيين، أدت جهود البلاد المستمرة من حيث توسيع الانفتاح إلى بلوغ تنميتها مرحلة جديدة فضلا عما ضخته من زخم جديد في الاقتصاد العالمي. وخفضت الصين تعريفة الاستيراد على السلع إلى 9.8 في المائة من 15.3 في المائة بعد انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية قبل 20 عاما. وفي الوقت الحالي، يبلغ إجمالي ضريبة الاستيراد 7.4 في المائة، وهو أقل من المستوى المتوسط للدول النامية الأعضاء في منظمة التجارة العالمية ويقترب من مستوى الدول المتقدمة الأعضاء في المنظمة. وقال روبرت لورانس كون، رئيس مؤسسة كون، إن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية كان "نقطة تحول". وأضاف كوهن أن الانضمام إلى المنظمة سرّع من انخراط البلاد مع العالم الخارجي بشكل كبير للغاية، بدءا بالتجارة وتطوير قاعدة الصناعة التحويلية في الصين، مما أدى إلى توسعها لاحقا إلى مركز التصنيع للعالم. كما اعتبر بورغ بريندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001 يمثابة خطوة مهمة لتنميتها الاقتصادية وعلامة فارقة في العولمة. وقال بريندي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الصين أصبحت بعد انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية "مندمجة إلى حد كبير في الاقتصاد العالمي".

مشاركة :