تنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا.. سُم زاحف

  • 11/9/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تزايد الخطاب خلال السنوات الماضية عن الخطر المحدق الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية على الأمن والاستقرار المجتمعي في الدول الأوروبية، وبصفة خاصة في بلجيكا التي تعرضت لاختراقات واسعة من هذا التنظيم الدولي المتطرف. كوين ميتسو Koen Metsu عضو البرلمان عن حزب N-VA (الأعلى تمثيلا في البرلمان الفيدرالي البلجيكي) من السياسيين البلجيكيين الذي حذروا من تنامي الخطر الإخواني على بلاده، واضطلع بدور فائق الأهمية في توعية الرأي العام، علاوة على حث السلطات الحكومية على حظر الجماعة وإعلانها تنظيما إرهابيا. في يناير 2021 طرح الحزب الذي ينتمي إليه ميتسو على البرلمان البلجيكي تعليق المساعدات الفيدرالية التي تحصل عليها منظمة مكافحة الإسلاموفوبيا في بلجيكا (CCIB) بانتظار نتائج التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية عن نشاطات هذه المنظمة المشبوهة التي تربطها علاقة عمل بمثيلتها الفرنسية ذات الصبغة الإخوانية الصارخة، علما بأن المنظمة الفرنسية قد وُضعت على قائمة التنظيمات التي سعت الأجهزة الأمنية الفرنسية لحظرها في ذلك الحين. دلائل موثقة على المؤامرة الإخوانية نشر كوين ميتسو كتابا مرجعيا بعنوان “Disarmed” في فبراير 2021 باللغات الفرنسية والفلمنكية والإنجليزية، وأثبت فيه بما لا يدع مجالا للشك وجود ارتباط وثيق بين المنظمتين البلجيكية والفرنسية رغم محاولات المنظمة البلجيكية لنفي الحقيقة باستماتة، كما وفّر الأدلة بأن منظمة مكافحة الإسلاموفوبيا في بلجيكا ليست إلا عنوانا نبيلا يُخفي غرضا خبيثا وهو التمكين لجماعة الإخوان المسلمين، وتوفير الأرضية المواتية للتحكم والهيمنة على الجالية المسلمة في بلجيكا لتحقيق الأجندة الإخوانية الشريرة. أساليب خبيثة وخطة طويلة الأمد وفي مقالة نشرتها مؤخرا صحيفة Doorbraak البلجيكية،(https://doorbraak.be/koen-metsu-n-va-erken-moslimbroederschap-als-terroristische-organisatie/) عاد النائب البرلماني كوين ميتسو للتحذير من الخطر الداهم التي تمثله حركات الإسلام السياسي، خاصة الإخوان المسلمين، وكشف أن الجماعة تتخفى وراء منظمات ذات أهداف متباينة، وتنتقي من عناصرها بعناية فائقة من تضعهم في الصفوف الأمامية لتلك المنظمات، مُضيفا أن جماعة الإخوان المسلمين تدّعي زورا أنها تنظيم يمارس نشاطاته وفق الإطار الديمقراطي، ولكنها في الواقع تعمل بأساليب خبيثة وفقة خطة طويل الأمد لتحقيق أهدافها في الهيمنة تمهيدا لإنشاء خلافة إسلاموية حسب مبادئهم الباطلة التي تلفظ القيم الحضارية للمجتمعات الأوروبية. جماعة الإخوان المسلمين سم زاحف ولتعزيز الفكرة أشار كوين ميتسو إلى أن العديد من الدول قد حظرت التنظيم الإخواني بالفعل واعتبرته تنظيما إرهابيا، ومن ضمنها روسيا والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وسوريا، وقال إن الخطر الذي استشرفته تلك الدول يطال بلجيكا أيضا، وحذر بأن نشاط التنظيم من الكثافة ما أدى إلى تعاظم قوته خلال السنوات الماضية في بلجيكا، وضرب أمثلة بالمكانة الرفيعة التي حصل عليها ممثلو منظمة مكافحة الإسلاموفوبيا في بلجيكا ذات التوجه الإخواني لدى العديد من مؤسسات الدولة، وتشمل مجلس الشيوخ، والمجلس الاقتصادي البلجيكي، وشرطة مجلس شيربيك Schaerbeek، ومجلس الهجرة الفيدرالي البلجيكي (Myria)، ومركز تكافؤ الفرص (Unia). كما أكد النائب البرلماني ميتسو أن قائمة المنظمات التي يتخفى التنظيم خلف شعاراتها متعددة ومتنوعة المشارب مما يدل على خبث الطوية وشرور الأهداف معا، قائلا بأن جماعة الإخوان المسلمين سم زاحف يمثل تهديدا كارثيا للديمقراطية في أوروبا، ويطرح نموذجا حياتيا يحرم الأفراد من حرياتهم الأساسية ويتناقض مع حقوق المواطنة. تنظيم الإخوان برميل بارود قابل للانفجار دعا كوين ميتسو البرلمان البلجيكي للتعجيل بوضع تنظيم الإخوان على قوائم التنظيمات الإرهابية، قائلا إن المسألة ليست ما إذا كان يجب تصنيف تنظيم الإخوان إرهابيا أم لا، بالأحرى ضرورة التعجل في اتخاذ هذه الخطوة، وأضاف أن التصدي لهذا الخطر مسألة مصيرية، وشبّه تنظيم الإخوان ببرميل البارود الذي يُتوقع انفجاره في أي لحظة، وعقّب أن سياسة دفن الرؤوس في الرمال التي تنتهجها الحكومة البلجيكية هي الوقود الذي يغذي ذلك البرميل من الناحية العملية. لقد أدى الضغط الذي مارسه النائب البرلماني كوين ميتسو على الحكومة الائتلافية التي تتكون من سبعة أحزاب إلى تغيّر جذري في المواقف، ومن المتوقع فعليا شروع البرلمان الفيدرالي بالنظر في تصنيف تنظيم الإخوان على لوائح التنظيمات الإرهابية في القريب العاجل. الجدير بالذكر أن تركيز جماعة الإخوان على بلجيكا يستند لأسباب عديدة، منها حجم الجالية المسلمة، وأن البلاد مقر للعديد من المؤسسات الدولية والأوروبية، والثقل الاقتصادي، وأنها من مراكز الإشعاع الثقافي في أوروبا، ولذا فإن الصراع بين القوى الليبرالية والحقوقية من ناحية، وجماعة الإخوان المتأسلمة على الضفة الأخرى هو في الواقع نزاع بين النور والظلام، وستكون لمآلاته في بلجيكا -أيا كانت- أصداء واسعة على الصعيد الأوروبي، وعلى السلم والاستقرار الدولي.

مشاركة :