تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لتعزيز وإشاعة القيم والمبادئ الإسلامية النبيلة بين كافة أطياف المجتمع من خلال تلبية احتياجات جميع مناطق المملكة من دور العبادة وفق المخطط العمراني العام، وفي إطار متابعة توصيات لجنة تقصي الحقائق، أكد وكيل وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح أن القيادة الحكيمة تولي كل الحرص والاهتمام بدور العبادة في مختلف محافظات المملكة لا سيما دور العبادة التي أشار إليها تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق والتي توليها الوزارة أهمية كبيرة في برنامج عملها امتثالا للتوجيهات الملكية السامية بهذا الشأن وفقاً للإطار القانوني الذي يحفظ لدور العبادة قدسيتها ومكانتها، وقال المفتاح ان الوزارة عملت على إنهاء هذا الملف بالتنسيق مع إدارة الأوقاف الجعفرية كجهة معنية بالمتابعة. جاء ذلك خلال الجولة التفقدية التي قام بها وكيل الوزارة للشئون الإسلامية لافتتاح مجموعة من المساجد التي سلمتها وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف لإدارة الأوقاف الجعفرية، بحضور رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية سماحة الشيخ محسن بن الشيخ عبدالحسين آل عصفور ومحافظ الشمالية السيد علي بن الشيخ عبدالحسين العصفور، ومجموعة من المسؤولين من الوزارة وإدارة الأوقاف والمحافظة الشمالية. وقال د. المفتاح إنه تم تسليم إدارة الأوقاف الجعفرية 13 مسجدا من الدفعة الأخيرة من المواقع الوارد ذكرها بتقرير لجنة تقصي الحقائق وذلك بعد اكتمالها على أحسن وجه. وأشار إلى أن الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وجهت للإسراع في استكمال هذا الملف، وكان ذلك بمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وذكر أن الجهات المعنية قد عكفت على تنفيذ التوجيهات الملكية السامية بهذا الخصوص حيث إنه تم اعتماد وتخصيص ميزانية إجمالية تجاوزت 3.400.000 دينار (ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف ديناراً بحرينياً) لإنجاز هذا الملف، لافتاً إلى أن هذه الميزانية مستقلة وأنها لن تؤثر على مشاريع بناء دور العبادة في كافة مناطق المملكة. من جهته ثمن رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية سماحة الشيخ محسن بن الشيخ عبدالحسين آل عصفور التوجيهات الملكية السامية لطي ملف المساجد الواردة بتقرير لجنة تقصي الحقائق وبمتابعة الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وبمؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، مؤكداً على أن ما تحقق يمثل إنجازاً كبيراً ويؤكد حرص جميع الأطراف على تعزيز الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي. وثمن آل عصفور في ذات السياق تعاون معالي وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة ووكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح لتنفيذ المشاريع حسب الخطة الزمنية المعتمدة لذلك، فضلاً عن جهود اللجنة الوزارية للأعمار والبنية التحتية برئاسة معالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، لاضطلاعها بمهام التنسيق مع الجهات ذات العلاقة كوزارة البلديات ووزارة الأشغال ووزارة الإسكان والتسجيل العقاري وهيئة الكهرباء والماء. وأكد رئيس الأوقاف الجعفرية أن القيادة الرشيدة حريصة على أن تظل مملكة البحرين نموذجاً راقياً للتعايش السلمي والتقارب المذهبي والتسامح الديني، وهو ما تميز به المجتمع البحريني على امتداد الحقب التاريخية التي توالت عليها. وقال أن الاهتمام والمتابعة من القيادة ببناء وإعمار دور العبادة في مختلف مناطق المملكة يعزز دورها الفاعل في نهضة المجتمع واستقراره بإشاعة قيم التعاون والتكاتف والوحدة والتكافل والبناء. وأوضح آل عصفور أن إدارة الأوقاف الجعفرية فور استلامها المساجد من وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف سلمت الأهالي مفاتيحها وتعاقدت مع مجموعة من القيمين لمتابعة ورعاية هذه المساجد والبالغ عددها 13 مسجداً وهي: مسجد الإمام الهادي (ع) ومسجد الإمام الجواد (ع) ومسجد الإمام السجاد (ع) ومسجد الإمام العسكري (ع) ومسجد البقيع ومسجد أبو طالب (رض) ومسجد فدك الزهراء (ع) بمدينة حمد، ومسجدي عين رستان والبربغي بعالي، ومسجد العابد بسترة، ومسجدي الدويرة ومؤمن بالنويدرات، ومسجد الكويكبات في توبلي. وبين رئيس الأوقاف بأن تلك المساجد قد اكتملت من الناحية الإنشائية منذ العام الماضي كما سبق وأن أعلنت عنه الإدارة، بيد أنه تقرر تأجيل افتتاحها لحين وصول خدمات الكهرباء والماء والصرف الصحي إليها، في حين أن بعضها يقع في مناطق غير مأهولة ولا توجد بها خدمات، ما حدا بوزارة الأشغال وهيئة الكهرباء والماء إلى العمل على توفير البنى الخدماتية بشكل استثنائي. كما أكد محافظ الشمالية السيد علي بن الشيخ عبدالحسين العصفور على أهمية أن تكون المساجد والجوامع ودور العبادة كالحسينيات والمؤسسات المعنية بالشأن الديني في البلاد منابر جامعة بخطاب يتمتع بالاعتدال ونشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، فيما عبر عن رفض كل خطاب يحيد عن النهج السليم بنشر مساوئ التشدد والتطرف والعنف والتناحر. وأشار إلى أن مملكة البحرين، قيادةً وحكومةً وشعبًا، انتهجت منهج الوسطية واحترام الأديان والمعتقدات، وبمناسبة افتتاح 13 مسجدًا تسلمتها إدارة الأوقاف الجعفرية من وزارة العدل والشئون الإسلامية في إطار متابعة توصيات لجنة تقصي الحقائق لفت العصفور إلى جانب وصفه (بالمهم لكل أبناء المجتمع البحريني)، وهو أن تشارك كل المؤسسات الحكومية والأهلية وكذلك الأفراد في توطيد بناء البيت البحريني وتجاوز كل الظروف والمحن بما يحقق المصلحة العليا للوطن، مؤكدًا على أن شعب البحرين، وعلى مدى مختلف الحقب التاريخية، تعرض للعديد من الأزمات والظروف القاسية، لكنه ضرب في كل مرة مثالاً رائعاً للتكاتف والتعاضد والتصدي لكل ما يستهدف السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية. وعبر في ختام تصريحه عن الشكر والتقدير العاليين للقيادة الرشيدة حيث كان لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الأثر البالغ في إعادة بناء المساجد، والوقوف على احتياجات المواطنين في هذا الصدد، موجهاً الشكر إلى معالي وزير الداخلية ومعالي وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف ورئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية، لما بذلوه من جهد في متابعة سير مشاريع إعادة بناء المساجد، وإزالة كل المعوقات التي تعترض سير العمل، مهنئاً بافتتاح المساجد الجديدة كمنارة إشعاع ديني وفكري وثقافي واجتماعي يعم خيره على الجميع.
مشاركة :