يمكن أن يوفر نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي العديد من الفوائد الصحية، ولكن هذا قد يخاطر باستهلاك الكثير من الملوثات البيئية، وفقا لدراسة حديثة. وقد يؤدي التحول من الأطعمة "الغربية" إلى نظام غذائي متوسطي غير عضوي إلى مضاعفة كمية المبيدات الحشرية بمقدار ثلاثة أضعاف وإضعاف جهاز المناعة. وقارن الباحثون في جامعة أوسلو وجامعات في بلدان أخرى، آثار الأنظمة الغذائية المختلفة على مجموعة من 27 طالبا بريطانيا، ووجدوا أن المشاركين الذين عاشوا على نظام غذائي متوسطي يحتوي على أغذية مزروعة بالطريقة العادية تناولوا ثلاثة أضعاف الملوثات البيئية، مقارنة بالوقت الذي كانوا يأكلون فيه طعاما "غربيا" عاديا. ووجد الفريق أن المنتجات المستزرعة بالطريقة التقليدية تنقل المزيد من الملوثات البيئية، والتي قد تؤثر على الخصوبة ونمو الأحداث. وتعرف حمية البحر الأبيض المتوسط بأنها غنية بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والأسماك ولكنها منخفضة في اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان. وشجعت الكثير من الدراسات العلمية على اعتمادها لتحقيقها فوائد صحية عديدة. وفي حين أن الجزء السمكي من النظام الغذائي منخفض في الملوثات البيئية، فإن الزراعة غير العضوية للفاكهة والخضار والحبوب الكاملة تنقل المزيد من المبيدات الحشرية. ومع ذلك، لاحظ الفريق أنه عندما تزرع مكونات حمية البحر الأبيض المتوسط عضويا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى خفض تناول المبيدات بنسبة 90%. ولاحظ مؤلف الدراسة الرئيسي وعالم الأحياء الدقيقة كارلو ليفرت، وهو أستاذ زائر في جامعة أوسلو، أن العديد من الملوثات البيئية التي شوهدت في الدراسة إما معروفة أو يشتبه في أنها تؤثر على الهرمونات داخل الجسم. وأوضح أن "هناك أدلة متزايدة على أن مثل هذه السموم يمكن أن تضعف نظام الدفاع المناعي لدينا وربما أيضا الخصوبة". وإذا أصبحت الهرمونات غير متوازنة، فيمكن أن يكون لها أيضا تأثير سلبي على نمو الأطفال وتطورهم. وتعد الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة المزروعة بالطريقة التقليدية من المصادر الرئيسية للملوثات البيئية التي يمتصها نظامنا الغذائي. ونظرا لأن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط يعتمد على مثل هذه الأطعمة، فإن أولئك الذين يتناولونها لديهم كمية أكبر من هذه الملوثات بعشر مرات مما لو كان نظامهم الغذائي يعتمد على الأطعمة المزروعة عضويا. وتابع البروفيسور ليفرت: "يمكن أن تحتوي كل من الأسماك المستزرعة والبرية على ملوثات بيئية، ولكن بكميات صغيرة في العادة". وفي دراستهم، قام الفريق بتجنيد 27 طالبا تناولوا طعاما بريطانيا "عاديا" لأول مرة لمدة أسبوع، وسجلوا كل شيء يأكلونه. ثم أخذ الباحثون عينة بول منهم قبل إرسال المشاركين إلى مزرعة في جزيرة كريت للإقامة لمدة أسبوعين. وأثناء وجودهم هناك، تناول 14 منهم نظاما غذائيا من الأطعمة المزروعة تقليديا، بينما تناول 13 آخرين نظاما غذائيا يتكون من منتجات عضوية. ثم وقع اختبار بول كل مشارك مرة أخرى بحثا عن ملوثات مثل تلك المشتقة من استخدام الأسمدة قبل أن يعودوا إلى المنزل لقضاء أسبوع آخر في نظامهم الغذائي البريطاني العادي. وقال البروفيسور ليفرت: "تبين أن المجموعة التي تتناول نظاما غذائيا متوسطيا يعتمد على طعام منتج تقليديا لديها ثلاثة أضعاف مستوى الملوثات البيئية في البول مقارنة بالوقت الذي كان المشاركون يتناولون فيه نظامهم الغذائي الغربي المعتاد". ومع ذلك، حذر البروفيسور ليفرت وزملاؤه من أنه من السابق لأوانه أن يبدأ مسؤولوا الصحة بالتوصية بعدم اتباع نظام غذائي متوسطي قائم على المنتجات غير المزروعة عضويا. وأوضحوا أنه مع وجود مجموعة دراسة صغيرة فقط، هناك حاجة إلى مزيد من البحث، ختصو وأن الملوثات البيئية يمكن ان تدخل أجسامنا أيضا من مصادر أخرى مثل كريمات البشرة وحتى الهواء الذي نتنفسه. المصدر: ديلي ميل تابعوا RT على
مشاركة :