حرصت وزارة التسامح والتعايش على أن يحمل المهرجان الوطني للتسامح والتعايش لهذا العام الصبغة العالمية من خلال استضافة شخصيات دولية بارزة في مجالات الفكر والاجتماع والأديان والمرأة والشباب، لطرح رؤيتهم العالمية حول مختلف القضايا الإنسانية التي تركز عليها الوزارة والمتعلقة ببلورة تصور عالمي شامل حول القضايا الإنسانية كالتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية وقبول الآخر، وذلك من خلال مشاركتهم في الفعاليات الرئيسة للمهرجان، والتي تضم التحالف الدولي للتسامح، والقمة العالمية المشتركة بين الأديان، والتي تنعقد تحت شعار "نحو عالم متراحم من خلال التسامح والتفاهم بين الأديان"، إضافة كافة الأنشطة التي يضم المهرجان هذا العالم. وأكدت عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، أن المهرجان الوطني للتسامح والتعايش هذا العالم ينطلق بقيم التسامح الإماراتية إلى العالمية، ويتشارك مع العالم أهم التجارب المتميزة في تعزيز قيم وثقافة التسامح وقبول الآخر واحترام الاختلاف، وتعزيز التعاون ومواجهة التعصب سواء كان لدين أو جنس أو لون أو ثقافة، من أجل مجتمع عالمي أكثر سعادة، يعيش في سلام وأمن. وقالت الصابري إن المهرجان سينطلق في إكسبو 2020 دبي على مدى أسبوع كامل، من 14 وحتى 20 نوفمبر الحالي، بينما تبدأ الفعاليات العالمية الرئيسية للمهرجان في 16 من نوفمبر الذي يوافق اليوم العالمي للتسامح، حيث يطلق معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، مبادرة "التحالف العالمي للتسامح"، بمشاركة أكثر من 40 قامة عالمية، من مختلف دول العالم، إضافة إلى ممثلي الدول المشاركة بإكسبو 2020 دبي، وهو تحالف يدعو إلى تكثيف الجهود الدولية من أجل تعزيز ثقافة التسامح لدى كافة الأمم والشعوب، ويتبع هذه المبادرة، التي تعد هدية الإمارات للعالم في اليوم العالمي للتسامح، القمة العالمية المشتركة للأديان، من أجل حوار يعمه التراحم والتعاطف والمرونة التي تعزز القيم الإنسانية لدى الجميع، باعتبار أن هذه القيم هي حجر الزاوية لكافة الأديان، مؤكدة أن القمة التي يلقي فيها معالي الشيخ نهيان بن مبارك الكلمة الافتتاحية، تركز على الوصول إلى تفاهم مشترك من أجل عالم أكثر تسامحاً وسلاماً وأمناً، ولذا لم تستثن أحداً على الإطلاق، حتى يقدم الجميع أطروحتهم من أجل الوصول إلى مشتركات بيننا جميعاً، يتم البناء عليها وتعزيزها لمواجهة كافة أشكال العنف والتطرف والتعصب، الذي يؤثر في حياة البشر ومستقبلهم في كل مكان على هذا الكوكب. ويتحدث إلى المهرجان الوطني للتسامح والتعايش عقب إطلاق التحالف الدولي للتسامح ميغيل أنخيل موراتينوس الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات منذ يناير 2019 حتى الآن، وفي فبراير 2020، تم تعيينه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة كنقطة اتصال للأمم المتحدة لرصد ومكافحة معاداة السامية وتعزيز الاستجابة على مستوى المنظومة.. عن أهمية أن يؤمن العالم بدوله وحكوماته وشعوبه بأهمية التعددية باعتبارها ثراء للفكر الإنساني والحضارة الإنسانية، وأن يؤمن الجميع أيضا بأننا كبشر خلقنا على هذا الكوكب من نفس واحدة ولذا فجميعنا أخوة في الإنسانية بصرف النظر عن انتماءاتنا القومية والدينية والثقافية والعرقية، وأن التعددية والأخوة هما الطريق الأمثل لتجاوز كافة أشكال الخلافات والصراعات القائمة، والبحث عن التعاون من أجل مستقبل أفضل. وكرس موراتينوس حياته المهنية والسياسية للعلاقات الدولية والتعاون الإنمائي، خاصة عندما كان يشغل منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون في الحكومة الإسبانية من 2004 إلى 2010. أثناء فترة عمله كوزير للشؤون الخارجية، وعندما ترأست إسبانيا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 2004، وتولت رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا ومجلس الاتحاد الأوروبي، نجح السيد موراتينوس خلال تلك الفترة في تعزيز تطبيق معاهدة لشبونة ومعاهدة عمل الاتحاد الأوروبي، وغيرها من المشاريع المهمة. وتتحدث مارينا سيريني نائبة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي والتي عملت في البرلمان في لجنة الشؤون الخارجية والأوروبية وكذلك في لجنة الأمن البرلمانية، إلى المهرجان الوطني للتسامح والتعايش، حول الأساليب والطرق المتنوعة لتعزيز الأخوة الإنسانية لدى كافة الأمم والشعوب وذلك من خلال خلق مناخ دولي يسمح بالتعاون العالمي في مختلف المجالات وتعميق ثقافة الحوار بين الأديان من أجل مستقبل أفضل للإنسانية. كما تتناول نائبة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أهمية دعم مختلف الجهود الدولية المبذولة في هذا الاتجاه سواء كان ذلك من خلال الدول أو الأفراد أو المؤسسات، على أساس من التواصل الإنساني القائم على الاحترام المتبادل والتعاطف والمرونة، مع التركيز على مواجهة التعصب والتطرف مهما كان مصدره. فيما تتناول كلمة فضيلة الدكتور محمد الدويني وكيل الأزهر الشريف إلى القمة العالمية المشتركة للأديان، العلاقة بين الإيمان والإنسانية، مع إشارة إلى مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان في أبو ظبي يوم 4 فبراير 2019، وفتحت الأبواب لتنظم العلاقات بين أتباع الأديان والعقائد، بما يضمن الكرامة الإنسانية ولا يقضي على الهويات، وأن العالم حاليا في أمس الحاجة إلى مبادرات حقيقية وجهود صادقة لمواجهة التطرف الديني والفكري، الذي يهدد العلاقات بين الأمم ويغذي نظريات الصراع. وتتضمن وثيقة الأخوة الإنسانية قيما نبيلة نصت عليها الشرائع كافة، فحثت على إفشاء السلام، واتخاذه منهجا حياتيا، ودعت إلى إعلاء قيم التعارف والعيش المشترك، وأكدت حق الإنسان في الحرية المسؤولة، سواء في العقيدة أو الفكر أو التعبير أو الممارسة، وأرست آداب التعامل في ظل التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة، موضحا أن هذه الوثيقة نادت بإقامة العدل المبني على الرحمة، وبالحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، وهي جميعا مبادئ توفر للبشر كل مقومات الحياة الكريمة، وتصل الإنسانية بهذه القيم النبيلة إلى كل خير وجميعها يؤدي إلى القيم الإنسانية الحقيقية التي يسعى إليها الجميع. من جانبه يتوجه الحاخام ديفيد روزين، إلى القمة بسؤال حيوي هو: لماذا يُعد التفاهم بين الأديان مهمًا؟ ليقدم إجابات تتناول وجهة نظره، ولبيقي التساؤل مطروحا على الجميع. والحاخام ديفيد روزين حاصل على وسام القديس غريغوريوس الكبير ووسام الامبراطورية البريطانية برتبة قائد، وهو المدير الدولي لشؤون أتباع الأديان في اللجنة اليهودية الأمريكية. ويتحدث قداسة سوامي براهمافيهارداس الزعيم الديني لمندير بابس الهندوسي - أبوظبي إلى القمة العالمية للأديان، حول أهمية تمكين التواصل العالمي من خلال الحوار والتفاهم بين الأديان، ودوره في تعزيز القيم الإنسانية، ودعم السلام والأمن الدوليين، وحضر عدة مؤتمرات من أجل السلام والتعددية والتسامح. ألقى الكلمة الافتتاحية في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، والذي ألقى كلمته الختامية قداسة البابا فرانسيس. حضر المؤتمر أكثر من 700 زعيم ديني من مختلف أنحاء العالم، من جانبه يطرح الإمام يحيى سيرجيو ياهي بالافتشيني، رئيس الطائفة الإسلامية الإيطالية، وسفير مركز الإيسيسكو للحوار الحضاري أحد أهم القضايا الحيوية على مائدة القمة، وهو أهمية إيجاد مساحات للعلاقات المشتركة بين الأديان، كما يطرح السردية السلمية للإسلام ويحيى سيرجيو ياهي بالافتشيني هو رئيس الطائفة الإسلامية الإيطالية التي تعد إحدى المنظمات الرئيسية للتمثيل المؤسسي للإسلام في إيطاليا، إضافة إلى وظيفة التدريب اللاهوتي والمسكونية والتعليم بين الثقافات في الغرب. ويشغل يحيى عضوية مجلس وزير الداخلية الإيطالي بشأن العلاقات مع الإسلام منذ 2005. علاوة على ذلك، يشغل عضوية المجلس الأوروبي للقادة الدينيين. فيما يطرح السيد سوريندر سينغ كاندهاري رئيس مجلس إدارة معبد جورو ناناك دربار للسيخ بدبي، تجربة الإمارات كمنارة للتسامح والتفاهم والحوار بين الأديان. ولد السيد كاندهاري في عام 1948 في الهند، تلقى تعليمه في الهند وتخرج بمرتبة الشرف من كلية لويالا، حيث كان رئيس اتحاد الطلاب، تم تكريمه بالحصول على جوائز خريجي كلية لويالا العالميين بالهند لعام 2018، وفي عام 1976، أتى السيد كاندهاري إلى دبي لتنمية الأعمال التجارية العائلية وأسس مجموعة الدبوي. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :