الاضطرابات التي تشهدها المنطقة دليل على غياب ثقافة الحوار بين النخب

  • 7/6/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أجمع عدد من المثقفين السعوديين على خطورة ودقة الاضطرابات السياسية التي تمر بها المنطقة، مرجعين تفجر هذه الاضطرابات في حديثهم مع «عكاظ» إلى غياب ثقافة الحوار بين النخب المثقفة، ولفتوا الانتباه إلى أن زيادة حدة التوترات المذهبية تمثل أحد مصادر انعدام الاستقرار في المنطقة، وطالبوا النخب السياسية والثقافية في الوطن العربي البدء في إجراء حوار بناء لمعالجة القضايا الخلافية بين الأطراف المتصارعة حتى يتسنى للوطن العربي استعادة توازنه، «عكاظ» استوضحت نظرة المثقف السعودي إلى الأحداث التي تموج بها المنطقة العربية في تفاصيل الاستطلاع التالي: في البدء، أعرب الأكاديمي الدكتور عزت خطاب عن أسفه للأحداث التي تمر بها المنطقة العربية، معتبرا أنها دليل على غياب ثقافة الحوار بين النخب المثقفة، وأن الشعوب هي التي تدفع ثمن هذا الغياب، وقال: «لا يمكن للمنطقة العربية أن تستعيد توازنها الثقافي والاجتماعي والسياسي إلا بقيام هذه النخب بوقفة جادة مع النفس والبدء جديا في حوار فيما بينها»، لافتا إلى أن الهدف الأسمى هو تحقيق التقدم المطرد في عالم تسوده المنافسات الحادة على جميع الأصعدة، وثقافة الحوار تمثل تبني اللبنة الأولى في صرح هذا التقدم الذي انتظرته المنطقة العربية منذ بداية القرن التاسع عشر، وطالب خطاب ببث روح التفاؤل؛ لأن الأمور لا يمكن أن تسوء بأكثر مما عليه الآن، وإلا فقدنا وجودنا في هذا العالم. من جهته، رأى عضو مجلس الشورى محمد رضا نصر الله أن المنطقة العربية تمر بمنعطف غير مسبوق في التحولات الاجتماعية والسياسية، وهو يختبر مدى صلابة الكيانات الوطنية التي قامت فيما بين الحربين العالميتين في القرن العشرين، وأضاف أن هذه المتغيرات التي تخفي وراءها مجموعة من المشاكل المتراكمة اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية أصبحت تهدد نموذج الدولة الوطنية التي كشفتها أحداث الربيع العربي، ما يجعل هذه الدول تحت طائلة مراجعة مفهوم المواطنة، ورأى أن السنوات القادمة ستكشف عن شكل جديد للدولة الوطنية تتساوى فيه كل المكونات، وقال: إن ما تشهده بعض الدول العربية من اختلالات دليل على دخول هذه الدول في حالة انعدام الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وأتمنى ألا يكون حالها كحال دول أوروبا في القرون الوسطى، حيث دفعت تكاليف باهظة جراء خوضها حروبا أهلية. ومن جانبه، قال الكاتب والأكاديمي الدكتور عاصم حمدان : «أعتقد أن الخلاقات الحادة وغير الإيجابية بين الطوائف المذهبية والسياسية في المجتمع العربي، يجب أن تمثل أبرز ما يدفعنا إلى الخوف على مستقبل المنطقة»، وأضاف: «لا يجب أن ننسى في هذا السياق ما حذر منه الناشط اليهودي غير الصهيوني إسرائيل شاحاك قبل ثلاثين عاما من أن الخطة الصهيونية القادمة ستعمل على تفكيك المجتمعات العربية عبر التناحر الطائفي، ومصر هي قلب العروبة والإسلام وما يجري فيها يؤثر على المجتمعات العربية الأخرى، فليعمل العقلاء والحكماء على تجنيب مصر النزاعات الطائفية، وبالتالي تحذير المجتمعات الأخرى من نفس المأزق». في سياق متصل، أوضح الكاتب والأكاديمي الدكتور عبدالاله ساعاتي أن مصر تعد قلب العالم العربي، وتمثل العمق الاستراتيجي للدول العربية، وبالتالي يجب أن يكون استقرارها في مقدمة أولويات العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وأعرب عن أمنيته ألا تنجرف الأمور إلى مزيد من الاضطرابات والتوتر وسفك الدماء، وأن تعود مصر لدورها القيادي الرائد على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والحضارية، وحث على الاحتكام للعقل والنظر إلى مصلحة مصر قبل أي شيء آخر.

مشاركة :