أعلنت شركة غازبروم الروسية للطاقة، أنها بدأت بملء مستودعات التخزين بالغاز المقرر بيعه في السوق الأوروبية، ما قد يزيل المخاوف بشأن نقص الغاز في القارة مع اقتراب فصل الشتاء. وقالت الشركة، في بيان أمس، إنها وافقت على خطة لملء خمسة مستودعات تحت أرضية بالغاز هذا الشهر، مضيفة أن العمل قد بدأ بالفعل، وفقا لـ"الألمانية". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى توجيهات للشركة الشهر الماضي بزيادة الإمدادات إلى النمسا وألمانيا، في ظل ارتفاع أسعار الطاقة على خلفية مخاوف من نقص الإمدادات. وفي حينه، أعلن أليكسي ميلر، رئيس الشركة، أنه يمكن البدء بذلك اعتبارا من الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر). وتعرضت "غازبروم" لانتقادات حادة من جانب أوروبا خلال الفترة الماضية، وقال عديد من المسؤولين: إن روسيا تكاسلت عن الاستعداد الكافي لتلبية طلب أوروبا. وقال آخرون: إن روسيا خفضت الإمدادات في محاولة للضغط على ألمانيا لإعطاء الموافقات النهائية لخط أنابيب نورد ستريم 2 المار عبر بحر البلطيق، والذي يتجاوز عديدا من الخطوط التي تمر عبر أوروبا الشرقية. وأثار المشروع غضب عديد من حلفاء ألمانيا، وأثار مخاوف من أن روسيا قد تقطع الإمدادات عن بعض دول شرق أوروبا. ونفت موسكو صحة الاتهامات، واتهمت من جانبها أوروبا بالتقاعس عن إعادة تكديس الغاز بالصورة الكافية بعد الشتاء القاسي الذي تم تسجيله العام الماضي. يأتي ذلك في وقت أظهرت فيه بيانات من يورو أويل ستوك أمس، أن المخزونات الأوروبية من النفط الخام ومشتقاته هبطت نحو 8 في المائة على أساس سنوي في تشرين الأول (أكتوبر)، لكنها كانت أعلى 1.3 في المائة عن مستويات أيلول (سبتمبر). وبحسب "رويترز"، بلغت المخزونات 1.07 مليار برميل في تشرين الأول (أكتوبر)، مع ارتفاع كل المشتقات النفطية، عدا النافتا، على أساس شهري. وهبطت معدلات استهلاك الخام في مصافي التكرير الشهر الماضي 2.2 في المائة عن مستويات أيلول (سبتمبر) إلى 9.1 مليون برميل يوميا، لكنها كانت أعلى 9.6 في المائة عن مستويات تشرين الأول (أكتوبر) 2020 . من جهة أخرى، تعتزم شركة نتشر إنيرجي الدنماركية، إحدى كبرى شركات إنتاج البيوجاز "الغاز الحيوي" في أوروبا، استثمار نحو 5.5 مليار دولار لإقامة مصانع جديدة لإنتاج البيوجاز. ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن أولي هيفلبلوند، الرئيس التنفيذي للشركة، قوله: إنها تعتزم إنفاق هذه الاستثمارات خلال الأعوام الثمانية المقبلة، وستقيم المصانع بشكل أساسي في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا، حيث تستهدف بناء 15 مصنعا جديدا كل عام اعتبارا من 2024. يذكر أن الغاز الحيوي ينتج من خلال تحويل المخلفات العضوية للحيوانات والمنازل والمصانع إلى وقود، وزاد الطلب على هذا الغاز في ظل بحث الدول المعتمدة على الغاز الطبيعي. وقال هفيلبلوند: "كثير من الدول لا تملك الثورة التي نملكها في مجال الغاز الحيوي في الدنمارك، عندما نتشارك قصتنا مع الأسواق الأخرى سيدركون أن الغاز الحيوي يستطيع حل كثير من المشكلات الحالية بصورة أسرع مما يمكن أن تفعله كثير من التقنيات الأخرى". وسجلت أسعار التدفئة والكهرباء والوقود للمنازل في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي مستوى غير مسبوق، بحسب ما أفادت حسابات لبوابة "فريفوكس" الألمانية المتخصصة في مقارنة الأسعار أخيرا. وذكرت "فريفوكس"، أن تكاليف الطاقة عن إجمالي العام بالنسبة إلى أسرة نموذجية تتكون من ثلاثة أفراد يمكن أن تصل، على أساس أسعار الشهر الماضي، إلى 4549 يورو، بارتفاع 35 في المائة، مقارنة بالعام الماضي. وقال تورستن شتروك، خبير الطاقة في البوابة، "وصلت منتجات الطاقة بجميع أنواعها، سواء كانت كهرباء أو غازا أو وقودا إلى مستوياتها القياسية أو حتى تجاوزتها". وجاء مستهلكو زيت التدفئة في طليعة العملاء الذين عانوا التطور الراهن، حيث وصلت نسبة الغلاء في هذا المنتج الشهر الماضي إلى 144 في المائة، على أساس سنوي، فيما سجلت أسعار الغاز ارتفاعا 28 في المائة، وارتفعت تكاليف البنزين والديزل 38 في المائة. وأعرب شتروك عن اعتقاده بأن هذا الاتجاه سيستمر على المدى المتوسط نظرا إلى ارتفاع أسعار المواد الخام العالمية وارتفاع تسعيرة ثاني أكسيد الكربون، وأشار إلى أن أسعار الكهرباء ارتفعت في المتوسط 9.3 في المائة، في الـ12 شهرا الأخيرة.
مشاركة :