يمر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم حالياً تحت قيادة الفرنسي هيرفي رينارد بواحدة من أفضل مراحله الكروية على كافة الأصعدة ويعيش حالة كبيرة من الهدوء والاستقرار، وهو ما كان يفقده أخضرنا في أوقات سابقة وذلك بسبب الضغط الرهيب الذي كان يمارسه بعض إعلام الأندية المتعصب لأنديته حتى ضد مصلحة منتخب الوطن. وأعتقد أن الحالة المميزة التي يشهدها أخضرنا تعود لأسباب عديدة من أهمها وجود الفرنسي هيرفي رينارد على رأس الطاقم الفني الذي يشرف على تدريب المنتخب السعودي صاحب الشخصية القوية جداً والتي فرضها وزرعها في لاعبي الأخضر السعودي بشكل واضح جداً. كما أن المتابعة الدقيقة جدا لمدرب منتخبنا وبقية مساعديه لكافة مباريات دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وتنقلهم بين مدن السعودية لرصد ومتابعة جميع مباريات الدوري التي تلعب في كل جولة، أدخل الارتياح داخل الشارع الرياضي السعودي أن جميع الاختيارات لأي لاعب تتم بعد متابعة كبيرة لما يقدمون من مستويات مع فرقهم بعيداً عن المجاملات. وأعتقد أيضا أن المادة الإعلامية المميزة التي يقدمها المركز الإعلامي الخاص والمصاحب للمنتخب السعودي بعد نهاية كل تدريب أو مباراة كشف للجميع مدى العمل والجهد الذي يبذل من الجهاز الفني تحت قيادة رينارد وبقية مساعديه وأوضح للجماهير السعودية كافة أن تشكيلة منتخبهم لن تضم سوى من يستحق ذلك وأن الفرصة متاحة للجميع بالتساوي وبقدر ما يقدم ويبذل اللاعب من جهد وعطاء داخل المستطيل الأخضر. الذي أود الوصول له هو الأوضاع داخل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم تغيرت كثيراً، وهذا التغير انعكس على أداء جميع اللاعبين بشكل واضح، وأن زمن التشكيك والغمز واللمز بعد أي مباراة يخوضها الأخضر السعودي ولى زمانها تماماً، ويجب أن يكون النقد عقلانياً وبناء يهدف إلى مصلحة منتخب الوطن. وغداً الخميس بإذن الله يعود المنتخب السعودي لتكملة مشواره في تصفيات كأس عالم 2022 التي ستقام بالدوحة، عندما يواجه الكنجر الأسترالي في سيدني في واحدة من أصعب مباريات منتخبنا في التصفيات وأمام منتخب من أقوى المرشحين لخطف إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة. والآمال والطموحات كبيرة جداً لدى الشارع السعودي في أن يواصل منتخبنا تميزه في هذه التصفيات. وإن حدث العكس لا سمح الله وخسرنا فيجب أن لا نهدم ما تم بناؤه في المباريات السابقة التي وضعتنا في صدارة المجموعة حتى الآن، وأن يتم التعامل مع أحداث المباراة أي كانت النتيجة بكل عقلانية. فالمشوار في التصفيات طويل جداً والتأهل لنهائيات كأس العالم لن يحدث بالسهولة التي يتصورها البعض من الجماهير السعودية.