قال المخرج سلطان الغامدي إنه لا يستطيع أحد أن ينكر أن المسرح السعودي مر ولازال يمر بمعوقات يمكن أن نقول أنها أضعفته أو أوقفته عن المضي قدما نحو الانطلاقة والتميز ومن عمل في المسرح يعرف ذلك سواء كان كاتب أو مخرج أو ممثل . ومن هذا المنطلق كان ذلك في حوار لمكة مع المخرج سلطان الغامدي تناول فيها أبرز الموقف الراهن للمسرح في المملكة. ما أبرز معوقات المسرح السعودي التي شاهدتها أو واجهتك في تجربتك المسرحية؟ عندما يتحدث أحد عن معوقات المسرح فإن أبرز مايقوله هو عدم وجود ميزانية لإنتاج عرض مسرحي لكون المسرح مكلف ويحتاج إلى ميزانية ليست بالقليلة عدا عن ميزانيات التنقل تذاكر اذا كانت هناك مشاركات خارجية، وعدم توفر المكان المناسب لإقامة العروض لذا ويحتاج إلى مظلة راعية لذلك والتي يفتقرها المسرح لدينا. فكل هذه الأسباب حقيقة ومهمة وهذه فقط هي المعوقات الظاهرية. انت تقول أنها مشاكل ظاهرية هل تعني هناك أيضا مشاكل خفية ؟ نعم ومنها إخفاء النشاط المسرحي تحت مسمى النشاط الثقافي وأصبح الإلقاء والإنشاد والأجناس الأدبية الأخرى تظهر بشكل لافت ويختفي المسرح بينها وكل من هدم المسرح لم يقف أمام المسرح مباشرة بل من خلف الكواليس. ما رأيك بالثقافة المسرحية في المسرح السعودي؟ لاشك بأن عدم وجود المعاهد المتخصصة أو الدورات المكثفة أثرت على ثقافة المسرح في مجتمعنا. وايضاً الممارس المسرحي لديه بعض القصور في القراءة والاطلاع والمشاهدة في المسرح . ولكن الان الامل يتجدد مع رؤية 2030 هناك عدة جهات تنادي بأنها مسؤولة عن المسرح. فهل كثرتها خدمة المسرح ؟ إن كثرة الجهات التي تنادي بأنها مسؤولة عن المسرح فأرى أنها قد أضاعت المسرح فمرة وزارة الثقافة ومرة الجمعيات ومرة النادي الأدبي ومهرجان للجامعات ومهرجان للجمعيات. أيضا فإن بعض المهرجانات أقامت دورة واحدة أو عدة دورات قليلة وانتهت مثل: مهرجان المونودراما بالرياض دورتين أو ثلاثة وتوقفت ومهرجان المسرح السعودي أربع دورات وانتهى والديودراما مرة أو مرتين وانتهى وكثرة المهرجانات بدون تخطيط وتنظيم لن يكون هناك استمرارية نلاحظ في الساحة عندما يكون هناك مهرجان سرعة الانتاج والمشاركة كيف ترى هذه الظاهرة ؟ وهذه أيضا من العقبات الخفية فنحن لدينا فهم خاطئ في كثرة المشاركات في المهرجانات بعدة أعمال خلال وقت قصير وقد يظن البعض أنه إبداع بل هذا يقتل الإبداع لأن الفن المسرحي لم يعد تفكير ونقد وإبداع بل أصبح مهرجان. فيوجد لدينا سرعة في انتاج العمل عندما نعرف بأن هناك مهرجان قمنا بتجهيز عمل مسرحي ليؤدى هناك ونلحق الوقت فليس لدينا ثقافة المسرح للمسرح ولانفس طويل للاشتغال على تجربتنا أربعة أشهر أو أكثر فنادرا أن تجد مسرحيات عرضت ١٠ مرات . ما أهم المعوقات التى رأيتها في المهرجانات المسرحية ؟ أصحاب المهرجانات المسرحية يشترطون دائما للعرض إما مسرحية جديدة أو مسرحية لم تشارك في مهرجان من قبل أو مسرحية لها عام واحد فقط ومن المفترض عدم وضع هذه الشروط حتى لايتم تقديم عمل جديد بسرعة بدون دقة وتركيز، حيث من الممكن أن تعرض مسرحية سابقة برؤية جديدة وتجربة جديدة وطاقم ممثل جديد وفكرة سينوغرافيا جديدة فنلاحظ في بعض الدول كثرة المهرجانات والممارسات المسرحية تخلق من الفكرة فكرة فالفكرة يولد منها فكرة إخراجيا فالنص الواحد يتم إخراجه عشرات المرات ويمكن أن نخرج بأكثر من مدرسة فالمسرح هو معمل فإن لم يتوفر لديك معمل للتجارب فلن يكون هناك تجارب ناجحة والمعمل بدون أدوات يصبح مكان فقط. أتعني أنه لايوجد لدينا مسرح مكتمل الأدوات ؟ لايوجد لدينا بنية تحتية للمسرح فليس عندنا مسارح بل عندنا قاعات محاضرات ومؤتمرات. والمسارح الحقيقة قليلة جدا وأعني بذلك خشبة مسرح يؤدي فيها تجربتك والكثير منها مغلق لأنها لاتفتح إلا في أوقات معينة مثل: المهرجانات والمناسبات العامة فهي لاتفتح للعامة أداء العرض المسرحي في هذه القاعات الفخمة هل من الممكن استغلالها بالقدر المناسب للعرض ؟ هذه كارثة عندما تريد أن تقدم رؤية إخراجية بتقنية ومهنية فأنت لاتجد خشبة مسرح مهيئة لكونها قاعة محاضرات لاتتوفر فيها كواليس ولابلكونة ولا غرف ممثلين ولاتراسات ولا سيستم صوت أو إضاءة وتقتصر هذه القاعات فقط على الديكور شكل وفخامة وعلى المساحات الجبارة للجمهور فهي تصلح لتقديم أمسيات شعرية أو طرفات أو محاضرات أو ندوات ولكن لاتصلح للمسرح وهذا عائق للمسرحيين أن يمارسوا إبداعاتهم وإمكانياتهم. كيف ترى علاقة المسرحيين بلجنة التحكيم في المهرجانات ؟ عند مشاركة البعض في المهرجانات المسرحية أصبح البعض يبحث عن ميول اللجنة في المهرجانات هل تميل إلى الواقعية أم الرمزية أم الشكلية وغيرها فيقدم عملا على ماتحبه اللجنة لكي يحصل على الجوائز.
مشاركة :