بقلم معالي/ سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة. أبوظبي فى 10 نوفمبر / وام / أكدت معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة أن التقدم النوعي والسريع الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة خلال ال50 عاماً منذ تأسيسها لا يخفى على أحد اليوم وهو الأمر الذي ينسجم قولاً وعملاً مع شعار دولتنا "لا شيء مستحيل". وأضافت معاليها فى مقال رأي بعنوان " مستقبل الدبلوماسية الاقتصادية والتجارية: النموذج الإماراتي للتعاون التكنولوجي" أن دولة الإمارات حرصت بشكل مستمر على بناء الإنسان، مع رؤية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي أكد وقال "إن بناء الإنسان، ضرورة وطنية وقومية تسبق بناء المصانع والمنشآت..."، فكانت هذه رؤية التأسيس. وأوضحت أن مسيرة تقدمنا الوطني شهدت تسخير الدولة لكافة الإمكانيات من أجل تأسيس حضارة معاصرة، جمعت بين الثقافة والعلم والمعرفة والاقتصاد والعمران، وباتت معلماً وشاهداً على ما يستطيع الإنسان فعله إذا امتلك الرغبة والعزيمة للنجاح. ونبهت معاليها الى أن من أهم المقومات التي أسهمت في نجاح الدبلوماسية الإماراتية، وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بقيادة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان - وزير الخارجية والتعاون الدولي، من خلال البعثات والسفارات والعلاقات المتميزة مع دول العالم، ما أدى إلى جذب وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، وتحفيز التجارة وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية متعددة الأطراف ومراعاة المصالح المشتركة. وإضافةً إلى هذه الجهود أكدت "مبادئ الخمسين" التي تشكل المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات خلال دورتها الجديدة في المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية والداخلية، على أن هدف السياسة هو خدمة الاقتصاد، وهدف الاقتصاد هو توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد...ومن خلال ذلك، نجحت الإمارات في تمكين منظومة التعاون الدولي في مجالات مثل العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، ليستفيد منها العالم كحاضنة جديدة للمعرفة ونقطة اتصال للتطور العلمي والتكنولوجي تربط الشرق بالغرب. ولفتت معالي سارة بنت يوسف الأميري فى المقال إلى أن نجاح الدبلوماسية الإماراتية امتد إلى الاقتصاد والتجارة، وأصبحت الإمارات الدولة الحاضنة للمقار الإقليمية لأبرز الشركات والمؤسسات العملاقة، ووجهة عالمية موثوقة لانطلاق عدد كبير من الشركات الناشئة، وخصوصاً في قطاع التكنولوجيا. كما ترتقي الدبلوماسية الاقتصادية الإماراتية أكثر من أي وقت مضى على أسس التطور العلمي والتكنولوجي، فباتت دولتنا ضمن الدول الأكثر تقدماً على صعيد التحول الرقمي والذكي والتكنولوجي، وفي خدمات لا حصر لها تعتمد على التكنولوجيا في تقديمها والحصول عليها. وتعمل الإمارات على تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في الصناعة والاستثمار والتجارة، وهو ما بدا من خلال الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، التي تهيئ بيئة الأعمال الجاذبة للمستثمرين، وتضع مسألة تحفيز الابتكار وتبني التكنولوجيا المتقدمة في الأنظمة والحلول الصناعية ضمن أهدافها فيما تسير الدولة بخطى ثابتة لتوسيع استخدامات حلول وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في القطاع الصناعي، من خلال تبادل المعرفة مع أبرز التجارب الدولية، ويعد هذا النهج أحد نماذج الدبلوماسية الإماراتية المبنية على التعاون الدولي. واعتماداً على تلك الصورة الإيجابية لدولة الإمارات تمكنت الدولة من استقطاب أفضل العقول والكفاءات والخبرات، وبفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، حققت الإمارات المركز الأول عربياً والثالث بين 27 اقتصاداً ناشئاً عالمياً، في تقرير "مؤشر الجاهزية للمستقبل"، الصادر عن مركز "بورتولانز" الأمريكي، بالشراكة مع "غوغل". وخلصت معالي سارة بنت يوسف الأميري فى مقالها إلى القول " إن العلوم والتكنولوجيا تفتح أبواباً لتعزيز الشراكات الدولية والعلاقات بين الدول، ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة نسعى من أجل إنشاء وتطوير بيئة تساعد على تحقيق التقدم في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، من أجل الخروج بأفضل الأفكار والحلول والخطط والسياسات والابتكارات التي تحفز تبادل المعرفة بين الدول، وتجاوز التحديات وانتهاج مسيرة تنموية تعود بالنفع على الجميع".
مشاركة :