في ١١ نوفمبر ٢٠٢٠م وها قد مضى عام على رحيلك وما أصعبها من لحظات. قال ﷲ تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) صدق الله العظيم بدون مقدمات كلمة أنهت كل ما لدينا من أمل لقد انتقلت إلى ربك بابتسامة تعلو محيّاك أرجو من الله أن يتقبلها فهنيئًا لك يا خليفة هذه الخاتمة. فهذه سنة مرّت على وفاتك لا الصبر مكّننا من نسيانك ولا الأيام أقنعتنا برحيلك ولا رحيل بعد رحيلك، ولا نقول إلا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن القلب ليحزن وأن العينَ لتدمع وإنّا لفراقك يا خليفة لمحزونون). في مثل هذا اليوم أصبنا بفاجعة رحيلك من هذه الدنيا، بكيناك حدّ الانكسار على فقدك مضت الدنيا وكأننا افتقدناك بالأمس فقلوبنا برحيلك مكسورة. لم أنسَ عندما نمت على أمل أن أسمع عن شفائك ولكن استيقظت على فاجعة رحيلك. فخبر وفاتك عالق بمسمعي رحمك الله يا روحًا لا تعوّض ولا تُولد مرة أخرى أتذكرك فابتسم مرة وأبكي ألف مرة عندما أتذكر وفاتك لقد كنت أبًا حنونًا للجميع وصديقًا مخلصًا صاحب كرم وعطاء وشهامة، فارقتنا تاركًا فراغًا لا يملؤه أحد وحزنًا في القلوب لا تمحوه الأيام. سنة فقدنا فيها كل شيء جميل ظلمنا الزمن فيك فلا الصبر سيمكننا من نسيانك ولا الشهور ولا السنين ستقنعنا برحيلك ولا الأفراح قادرة على مسح الدموع، فطيفك في كل مكان يلاحقنا، قلوبنا تنزف على فراقك، ولكن عزاءنا فيك أنك رحلت إلى دار الخلد إلى جنة النعيم رحلت يا خليفة جسدًا ولكن روحك وحركاتك وكلماتك كلها في أذهاننا باقية وسنظل نمتلك ذكرى حزينة وأليمة كل عام إلى أن نلقاك. رحلت ونحن بأمس الحاجة إليك وإلى كلماتك ونصائحك ومعانيك وعبرك، رحلت وتركت قلوبًا دامية وعيونا دامعة لم تكن أبًا كالآباء، كنت الأب الحنون العطوف حبّنا لك قد امتزج بأرواحنا، ومساهماتك ومبادراتك الخيرية لخدمة بيوت ﷲ وأنت باقٍ في ارواحنا، فقد كنت إنسانًا بكل ما تعنيه الإنسانية من معانٍ، محبًا خلوقًا مع أعدائك قبل أصدقائك كانت روحك تسمو عن الضغائن، فلم نعهدك حاقدًا بل للتسامح والعفو كانت روحك، علّمتنا كيف نختلف ونحترم آراء بعضنا البعض، علمتنا أن الحب يكمن في الصدر، والصدر يحمل قلبًا يضيئه الحب الصادق وأن الرأي نابع من فكر، والفكر مكمنه العقل ووجوده في الرأس. علمتنا كيف نحب الأعداء وكيف نعطي بدون مقابل وكيف نحب بإخلاص وكيف نسمو بأرواحنا محلّقين في سماء الكون نبحث عن مرضاة ﷲ دون مرضاة البشر ودون الاتكال على أحد سوى ﷲ وحده. كلي فخر بالعمل مع قائد تاريخي ورمز للخير والسلام. فسنسير على خطاك بثبات وشموخ كما كنت شامخًا، وأننا في هذه الذكرى الأولى لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا إلى العلي القدير، سائلين ﷲ أن يتغمّدك بواسع رحمته وغفرانه وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة. الداعي لكم بالرحمة والمغفرة خليفة بن عبدالله بن خليفة الرميحي
مشاركة :