مصر: فرضية تفجير الطائرة الروسية لا تستند إلى شواهد

  • 11/6/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أخذ حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء أبعاداً دبلوماسية، حيث سيطر على اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي يزور بريطانيا.. إذ أكد السيسي أن بلاده مستعدة تماماً للعمل مع شركائها من أجل حماية السياح الأجانب على خلفية قرار بريطانيا تعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ فيما أكدت القاهرة أن كل مطاراتها تُطبّق المعايير الدولية للسلامة، مستبعدة أن تكون الطائرة تحطمت بفعل إرهابي وذلك استناداً إلى شواهد ملموسة. وخلال اللقاء الذي جمعه بكاميرون أكد السيسي ان بلاده مستعدة تماماً للعمل مع شركائها من اجل حماية السياح الأجانب. وأثنى السيسي على تفاهم متبادل جيد املا في عودة الوضع الى طبيعته بأسرع وقت ممكن بعدما قررت لندن تعليق الرحلات مؤقتاً أمس. تعاون وثيق بدوره، قال كاميرون خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه بالرئيس المصري إن بريطانيا ومصر تتعاونان بشكل وثيق في حادث تحطم الطائرة في سيناء. وحرص الزعيمان على التهوين من شأن التوترات التي سببها تعليق بريطانيا رحلاتها الجوية الى شرم الشيخ بعد حادث الطائرة الروسية. وقال كاميرون: نعمل معا بشكل موسع بروح التعاون الوثيق وأنا ممتن للغاية لكل الجهود التي بذلتها السلطات المصرية حتى الآن. تفاعل دبلوماسي يأتي ذلك في وقت تفاعلت هذه القضية دبلوماسياً، ففي وقت أكدت مصادر في القاهرة أن كل الشواهد والأدلة التي تم جمعها عقب سقوط الطائرة الروسية السبت الماضي بوسط سيناء، تؤكد عدم وجود عمل إرهابي تسبب في الكارثة الجوية لاتزال هذه الفرضية قائمة عند البريطانيين والأميركيين قائمة في وقت طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الالتزام بالتحقيق كما اعتبر الكرملين ان السيناريوهات المختلفة بخصوص تحطم الطائرة الروسية ليست الا تكهنات. فرضية مستبعدة وأكد وزير الطيران المدني المصري حسام كمال أن فرضية تفجير الطائرة الروسية لا تستند الى شواهد او بيانات، غداة اعلان لندن وواشنطن ترجيحهما لفرضية تفجيرها بقنبلة. وقال كمال في بيان انه بخصوص ما تم تداوله عن فرضية اسقاط الطائرة الروسية عن طريق تفجير داخلي فإن لجنة التحقيق لم يظهر لديها حتى الآن أية شواهد أو بيانات تؤكد هذه الفرضية. واضاف ان مصر تحرص على دقة وسلامة التحقيق في الحادث بما يضمن ظهور الحقائق للعالم حرصاً على سلامة وأمن الطيران بوجه عام. وتابع كمال: ان جميع المطارات المصرية تطبق المعايير الدولية في التأمين والسلامة وتخضع لمراجعات دورية من سلطة الطيران المدني المصري وهيئات التفتيش الدولية، كما تتعاون السلطات المصرية مع مفتشي هيئة الطيران الاميركية والجانب البريطاني في تطبيق أي اجراءات اضافية مطلوبة. وفي موسكو، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتصالا هاتفيا بحثا خلاله تبعات كارثة طائرة الركاب الروسية في مصر. وأفاد الكرملين في بيان بأن زعيمي البلدين تبادلا الآراء حول الوضع الناجم عن تحطم الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء، بحسب قناة روسيا اليوم. واضاف ان بوتين ابلغ كاميرون أنه في تقييم أسباب الكارثة ينبغي الاعتماد على المعلومات الصادرة في سياق التحقيق الرسمي الجاري. تكهنات فقط بدوره، صرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن روسيا تأمل أن تقوم المملكة المتحدة بتقديم المعلومات التي تدعم تلك الفرضية بشأن الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء. واعتبر بيسكوف ان السيناريوهات المختلفة بخصوص تحطم الطائرة الروسية ليست الا تكهنات، وهو الأمر الذي دفع بموسكو إلى اتخذا قرار باستمرار الرحلات الجوية الروسية إلى شرم الشيخ. وأكد أن الطائرات الروسية ستواصل الطيران من وإلى شرم الشيخ رغم قرار بريطانيا وايرلندا وبعض شركات الطيران الألمانية وقف الرحلات. استئناف محتمل أما في بريطانيا، صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بأنه من المحتمل أن يتم استئناف حركة الطيران بين بريطانيا ومطار شرم الشيخ، وذلك بعد تعليقها وسط تصريحات بريطانية رسمية بأن هناك احتمالا كبيرا بأن تنظيم داعش هو من أسقط الطائرة الروسية. وأعرب هاموند في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي عن أمله في أن يتمكن البريطانيون، الذين علقوا بمطار شرم الشيخ بعد تعليق حركة الطيران منه، مغادرته بداية من اليوم. وأضاف هاموند:سنقوم بالتعاون مع شركات الطيران والسلطات المصرية بوضع إجراءات عاجلة قصيرة المدى تسمح لنا بفحص كل ما يدخل إلى تلك الطائرات، والفحص المدقق لتلك الطائرات، حتى نكون واثقين من أنها قادرة على العودة بأمان إلى المملكة المتحدة. لغز الكارثة يشغل الصحف ومراكز البحوث العالمية لا يزال لغز تحطم الطائرة الروسية في الأجواء المصرية يثير جدلاً واسعاً، وطفا الملف على صفحات الصحف العالمية ومراكز البحوث التي تناولت الحدث من أبعاد مختلفة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن أحد المسؤولين الأميركيين تأكيده أنه ليس هناك شيء واحد نعرفه يؤكد لنا أننا إزاء قنبلة، وكل ما لدينا هو مؤشرات على هذا أو ذاك، وهي مؤشرات ليست واضحة الآن. وقال المسؤولون الأميركيون إن سجل بيانات الرحلة المنكوبة يمكن دراسته ولكن ليست هناك إلا معلومات محدودة للغاية يمكن استخدامها، وليس من الممكن حتى الآن تحديد ما الذي سبب سقوط الطائرة، ويعلق المحققون الآمال على إمكانية التدقيق في البيانات المستمدة من تسجيل كل ما دار في قمرة الطائرة، غير أن هذا التسجيل يمكن أن يكون قد أوقف بفعل سقوط الطائرة. وتزامن ذلك مع إعلان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عبر برنامج توداي الذي بثته هيئة الإذاعة البريطانية وقف 19 رحلة كان من المقرر أن تغادر بريطانيا إلى شرم الشيخ لإعادة السياح البريطانيين من هناك إلى ديارهم. توقيف الرحلات وقال الوزير البريطاني إن جميع الرحلات باستثناء الضرورية سيتم إيقافها من بريطانيا إلى شرم الشيخ والعكس، وذلك بسبب اعتقاد الحكومة البريطانية أن سقوط الطائرة الروسية يمكن أن يكون قد حدث بسبب جهاز تفجير تم زرعه في الطائرة. وأضاف ان هذا التغيير سيكون له تأثير على الاقتصاد المصري، ولكن أمن البريطانيين ينبغي أن يأتي أولا، وتوقع أن تحذو المزيد والمزيد من الدول حذو بريطانيا في تعليق الرحلات من وإلى شرم الشيخ. وأوضح هاموند: الركاب الموجودون في شرم الشيخ ستتم إعادتهم إلى بريطانيا ونحن نعمل مع شركات الطيران والسلطات المصرية التي اتخذت إجراءات طارئة وشددت الأمن لإعادة هؤلاء المسافرين إلى الديار. وأعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري في مقابلة مع محطة سي إن إن الأميركية في وقت لاحق عن دهشته إزاء القرار البريطاني بتعليق الرحلات، وقال إن من السابق لأوانه الإدلاء بتصريحات عما حدث أو لم يحدث. بدوره قال الباحث بمركز أبحاث بروكنغز شادي حميد والمتخصص في دراسة التنظيمات المتطرفة إن كل ما يسعى إليه تنظيم داعش من خلال ما تم إعلانه وبثه يندرج في بند الدعاية لا أكثر، وكل ما يستهدفه هو استقطاب اهتمام الناس ودفعهم إلى الظن أن التنظيم ربما هو الذي يقف وراء سقوط الطائرة، وبالنسبة لتنظيم من هذه النوعية فإن الحقيقة الموضوعية لا أهمية لها على الإطلاق.

مشاركة :