ميساء الرواحي .. مهندسة «التشيز كيك»

  • 11/6/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دراستها كانت يجب أن تنتهي بها إلى تصميم المدن والتخطيط المعماري للأبنية والمنشآت، إلا أن الفرصة لم تحن بعد، فما كان من ميساء الرواحية إلا أن أبدعت في تصميم التشيزكيك والتخطيط لمشروع لا يمكن وصفه بأقل من الناجح. مهندسة التشيزكيك تعتبر قصتها ملهمة للكثيرات ممن أنهين تعليمهن الجامعي وما زلن منتظرات لفرصة العمل. لهؤلاء تقول إن لم تنجح خططك المستقبلية باتجاه ما، فكر في البديل على الفور فالوقت لا ينتظر. مثابرة بكل ما في الكلمة من معنى، أنهت دراستها في الجامعة الألمانية للعلوم والتكنولوجيا باختصاص تصميم المدن والتخطيط العمراني، إلا أنها لم تنجح بعد في الحصول على وظيفة، لم تركن للانتظار الذي قد يطول، فكرت بسرعة كيف لها أن تشغل وقتها الطويل بشكل منتج، لديها من المواهب الكثير ولابد من استغلالها، إذا هو التشيزكيك، الذي تعشقه بدون حدود، وتبدع في صناعته لنفسها وأسرتها، ماذا لو توسعت في ذلك لتقدمه للآخرين؟ البداية كما تقول ميساء كانت بهدف إشغال وقتها بشيء مفيد، ومن المنزل، بدأت بتعلم إعداد الأصناف المختلفة للتشيزكيك، التجارب الأولى حظيت بردود أفعال إيجابية تجاوزت التوقعات، تقول: هذا الأمر شجعني على إطلاق مشروعي الصغير الذي أسميته تشيزي كيك، مفضلة التحدي، بالخروج من إطار الأسرة والأصدقاء إلى عملاء جدد، ولم يكن الأمر سهلاً، فالمحال المتخصصة كثيرة وتملك من الإمكانات ما لا أملكه في المنزل، من هنا عرفت أن الابتكار هو الوسيلة الوحيدة أمامي للتميز وتسويق نفسي بين المنافسين، بدأت بتوفير كعكات بنكهات لا تتوافر في السوق، ومنها طعم الفراولة، الباشن فروت، المانجو، الكيوي، الرمان، مشكل التوت، بالإضافة إلى الشوكولاتة مثل الفيريرو روشيه، النوتيلا، السنيكرز، الأوريو، إلى جانب تشيزكيك بنكهة الكنافة، الزعفران، الفستق، القهوة، وغيرها من النكهات. من جانب آخر عملت على توفير أحجام مختلفة عن الموجود في السوق لتلبية احتياجات الزبائن، وحالياً أقوم بتحضير مئة حبة تشيزكيك من الحجم الصغير يومياً، بالإضافة إلى خمس كعكات من الحجم الكبير، وأعمل أيضاً للتوسع وتقديم الخدمات لحفلات الزفاف والولائم الكبيرة والمناسبات الخاصة. ميساء لم تتلق أي تدريب احترافي في هذه المهنة، خبرتها بالكامل تجريبية بمساعدة الإنترنت، تسير معتمدة على حدسها وثقتها بنفسها، عن ذلك تقول: أؤمن أن الدراسة تصقل الموهبة والإبداع، إلا أنني لليوم لم أخضع لأي تدريب في هذا المجال، أعتمد على نفسي في الابتكار والتجريب والتطوير المستمر للمنتجات حسب الآراء التي أتلقاها من الزبائن، أخطط في المستقبل للخضوع لمثل هذه الدورات التدريبية الاحترافية داخل السلطنة وخارجها للتوسع في العمل بشكل أكبر وتحويله من مشروع منزلي إلى مصنع حلويات وصالة عرض وربما كوفي شوب صغير لعشاق التشيز كيك. أما عن صعوبات العمل المنزلي فتقول الرواحية: المنافسة هي الأصعب هنا، فمسقط تعج بالمشاريع المنزلية المتنوعة، الأمر الذي يأخذها في النهاية نحو تأطير السوق بحدود العائلة والأصدقاء، إلا أنني أحاول التوسع بهدوء من دون القفز في الهواء، التحدي الثاني هو التسويق الذي ما زالت أعتمد فيه على وسائل التواصل الاجتماعي و بالتحديد الإنستغرام والواتس آب، التحدي الثالث هو التميز، وهنا أحاول الابتكار في نكهات وتصاميم التشيزكيك بعيداً عن المنافسة التقليدية في السوق، الأمر ليس سهلاً على الإطلاق، فطرح طعم جديدة هو مغامرة في حد ذاتها وتحتمل الوجهين، النجاح أو الفشل. عن رأي أسرتها والمحيطين بها وطموحتها تقول مهندسة التشيزكيك: الحق يقال، لولا الدعم الكبير الذي تلقيته من أسرتي وزوجي وأصدقائي لم أكن لأحقق النجاح الذي حققته بهذه السرعة، دعم هؤلاء اللامحدود وثقتهم بقدراتي ومساعدتهم لي في التسويق لهذه المنتجات كان عاملاً حاسماً في تجاوز المرحلة الصعبة لإطلاق المشروع، أما عن الطموحات، فكما أسلفت أطمح لافتتاح مصنع خاص وصالة عرض وكوفي شوب متخصص بالتشيزكيك فقط، أعتقد أنها فكرة ناجحة ولكن تحتاج لبعض الوقت، ولكنني سأنفذها بعون الله وبمساعدة من حولي من الأهل والأصدقاء، ومن ناحية أخرى أتمنى أن أحظى بفرصة للعمل في تخصصي الهندسي والمساهمة في نهضة ونمو عُماننا الحبيبة.

مشاركة :