مسيرة الفيصل الإبداعية في ندوة بالجناح السعودي في معرض الشارقة

  • 11/6/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أقام جناح المملكة المشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب أول فعاليات الصالون الثقافي السعودي برعاية "الرياض" إعلامياً، بحضور عدد من المفكرين والمثقفين والأدباء، وكانت أولى ندواته بعنوان "خالد الفيصل.. شخصية العام الثقافية بين الفكر والإدارة" بعد حصول سموه على لقب شخصية العام الثقافية، والتي أدارها الملحق الثقافي السعودي في الإمارات د. صالح الدوسري، وتداول الحديث فيها كل من الباحث حمد بن عبدالله القاضي عضو مجلس الشورى، الإعلامي عبدالعزيز العيد المشرف العام على القناة الثقافية، د. محمد المسعودي مدير الشؤون الثقافية بالملحقية والمشرف العام على "الصالون الثقافي"، والإعلامي منصور الخضيري. حمد القاضي: قصائده جعلت للمفردة الشعبية نغماً نستمتع به وبدأ "القاضي" حديثه في الندوة قائلاً: "عندما يحضر الشعر تصمت الكلمات، وعندما يحضر الشاعر يتوارى النثر والناثر، هذه رحلة في حضرة الشعر النابت من الأرض، والمزهر في القلوب، رحلة مع الأمير الشاعر الفارس خالد الفيصل الذي جعل الكلمة الشعبية الجميلة بوحاً نستمع إليه، ونغماً نستمتع به وجعل الحرف المحلّى السعودي جناحاً أخضر يسافر في بيادر ذاكرتنا.. وضفاف ذكرياتنا". مضيفا: "إن قصائد الفيصل تأخذك إلى فضاءات بهية وأخاذة، فيها رحابة الصحراء، وحَوَر العيون، فيها آهات العاشق، وكبرياء الفارس، فيها فلسفة المتأمل وشجن الإنسان، فيها عبق الزنابق، وفيها أحياناً رعْد البنادق". عبدالعزيز العيد: الإيجاز سمة جمالية في أحاديث الأمير الشاعر فيما قال الإعلامي عبدالعزيز العيد في ورقته إن الأمير خالد الفيصل يؤمن بالأحلام التي يسعى أصحابها بالجد والمثابرة إلى تحويلها إلى واقع معاش، "وطالما الأمر كذلك، وعن ممارسة فعلية أنا أحلم لمذيع للقناة الثقافية بمواصفات الفيصل، وهي مواصفات رصدتها من متابعة دقيقة لعقود للشكل واللغة والصوت لديه في الخطابات واللقاءات والمؤتمرات التي حضرتها، أو شاهدتها، أو قرأت عنها، ومن أبرز هذه الصفات: إيجاز الكلمات"، مستشهداً بكلمة سموه أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله هذا العام في حفل جائزة الملك فيصل العالمية إذ يقول في بعض منها "الأمر جلل، في الكون خلل، والصبر ملل، استفحل القتل، واستكبر الجهل، واستسلم العقل" وكذلك في كلمته الترحيبية بالملك سلمان، احتفاء بمقدم خادم الحرمين إلى منطقة مكة المكرمة: "بعزمك نقهر العدوانا، ولك نقدم البرهانا، أننا في الوطن إخوانا، خاب خاب من أراد فتنة واحتقانا"، بالإضافة إلى "التفاؤل في الكلمات" حيث يؤكد العيد أن الأمير خالد متفائل في كل كلماته، ويشحذ الهمم، ويؤمن بالقدرات الذاتية للمملكة أفراداً ودولة إذ يقول في ذات الخطاب الترحيبي بالملك سلمان "يا رجل الساعة في زمن يتحول، سر بنا نحو العالم الأول، لا مكان لنا في الثالث نتجول". وذكر العيد صفة أخرى للفيصل تتمثل في "عدم خلو كلماته من الفخر والاعتزاز بالوطن والعروبة والإسلام"، بالإضافة إلى صفة "تقدير ثقافة المتلقي" حيث أشار إلى أن الأمير خالد لديه قدرة عالية في تقدير ثقافة المتلقي والتخاطب معه بما يناسبه وما يستفز عواطفه، وليس أدل على ذلك من لقائه بالقيادات الشابة وحواره معهم عام ، حيث ترك المنصة واستأذن الجمهور الحاضر في خلع البشت، وتجول على المنصة باللاقط اللاسلكي بكل حيوية المقدم البارع، منتزعاً إعجاب الشباب بمنطقه وذكائه. هذا وكشف د. محمد المسعودي في ورقته بأن الفيصل "خالد الشباب" يسكنه أينما حل، ومشروعٍ تاريخي يحمله بحجم الوطن والانتماء مع فورة الشباب ومساحات تغشاها الآمال والتطلعات التي لا تنتهي، فخالد الفيصل يمتد في مواهبه المتعددة في القيادة والفكر التي أنتجت ريادةً في اتجاهات عدة تركز وتعتمد بعلاقة غير آيلة للانقطاع بالشباب. وسلط المسعودي الضوء على علاقة الفيصل بالشباب انطلاقاً من أهميتهم وقدرتهم على العطاء والإنتاجية في صناعة الأمم والتاريخ، وإيماناً بأنهم الثروات الحقيقية للأوطان، "فنجد أن "الفيصل" انبرى برسم علاقةً استثنائية مع الشباب خلال عقود ومراحل مع اختلاف الزمان والمكان، فوضعهم في قمة أولوياته ومسؤولياته، وجسد القول بالفعل بمشوار بين أمير طموحٍ وشبابٍ سعوديٍّ يشارك في بناء وطنه وصنع تاريخه". وأضاف بأن رحلة الفيصل الشبابية انطلقت حينما كان مديراً لرعاية الشباب في أواخر الثمانينات الهجرية، ومؤسساً لبرامج كثيرة لرعاية الشباب "لعل من أهمها فكرة بطولات الخليج المستمرة حتى وقتنا الحاضر، وامتداداً للعلاقة الوشيجة، قدم الفيصل العديد من حلقات البرنامج الإذاعي "يا شباب الإسلام"، التي تهتم بقضايا الشباب واتجاهاتهم، وحين تولى إمارة منطقة عسير وضع في خططه الاستراتيجية الاهتمام بقدرات الشباب وتنمية مهاراتهم وإبداعاتهم، فكان دعمه لنادي أبها "الوديعة سابقاً"، وتأسيسه لجائزة أبها في عام 1393-1394ه لتشجيع الإبداع الأدبي والفني، والإنتاج المعرفي، والجهد البحثي، وتقدير المتميزين من أبناء منطقة عسير بصفة خاصة وأبناء الوطن السعودية بصفة عامة، وكان كذلك من ثمار مبادراته تأسيس نادي أبها الأدبي في أواسط عام 1398ه وتم افتتاحه عام 1400ه لتتسق مع آمال وتطلعات أرباب الفكر وشداة الأدب والشباب المثقف بالمنطقة، ثم بدأت قرية المفتاحة بفكرة من "الفيصل" في بداية عام 1408ه وفي عام 1410ه أصبح الحلم حقيقة لتكون مركزاً لاحتضان مواهب أبدعت ومركز إشعاع برز فيه عشرات الفنانين والمبدعين على مستوى الوطن، ثم تبنى ودعم عام 1418ه دورة الصداقة الدولية لكرة القدم بمدينة أبها على أستاد مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية بالمحالة خلال فترة الصيف من كل عام لتكون محط أنظار الشباب صيفاً بمشاركة فرق دولية ومحلية". وذكر المسعودي بأن الفيصل حين عُين أميراً لمنطقة مكة المكرمة استمر هذا الأمل لديه، فوضع نصب عينيه قيادة ومشاركة الشباب ليكونوا فاعلين في التنمية معه من خلال الاستراتيجية التي جعلهم يساهمون معه في إعدادها، فرسم منهجاً علمياً وعملياً رائداً لمشاركة شباب منطقة مكة في التنمية، فأسس لمبادرات وبرامج تستوعب طاقاتهم وقدراتهم. وأكد منصور الخضيري ما ذهب إليه الزملاء من تحليل لشخصية خالد الفيصل المؤثرة والقيادية في الإدارة والمبدعة في الأدب والثقافة والفن، واصفاً اياه بأنه متعدد المواهب ولديه حضور قوي أينما حل، لما يمتلكه من فطنة وحس مرهف ويجمع ما بين القيادة الصارمة والمبادرات الفاعلة. من جانبه شارك الزميل د. علي القحيص المتحدثين حول شخصية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي حصل على الشخصية الثقافية هذا العام من قبل حاكم الشارقة سمو الشيخ د. سلطان القاسمي الذي أسس فكرة معرض الشارقة الدولي للكتاب، مبتدئاً حديثه بمدى تقدير حاكم الشارقة المثقف للشخصيات الأدبية واحترامه للفكر والثقافة، "وهذا ما يجعل "الفيصل والقاسمي" مشغولين بالعمل الثقافي والأدبي والفني من خلال أنشطتهما الفكرية والثقافية ودعمهما للأدباء والفنانين وهما شخصيتان موهوبتان في مجال الأدب والفن وكلاهما يكتبان الشعر والأدب والقصة ويتعاطان الفن ويدعمان الموهوبين، أما شخصية خالد الفيصل فهو فنان ذو إحساس مرهف ومتعدد المواهب ويعتبر مؤسسة ثقافية متنوعة من خلال عطائه الثقافي والأدبي والفني، بالإضافة إلى مهارته الإدارية وتميزه في العمل وإخلاصه لوطنه، لافتاً إلى أن الفيصل "يمتلك ريشة رشيقة وقوية من خلال أعماله التشكيلية التي رسم بها الرموز والأشكال العربية الأصيلة مثل الصقر والحصان وشخصية الرجل البدوي بإتقان ودراية ومعرفة"، بالإضافة إلى إلقائه المتميز في الشعر، حيث يمتلك صوتاً جميلاً وطريقة إلقاء جذابة يعرف من خلالها متى يمسك الجمهور ويجذبه للاستماع لقصائده العذبة".

مشاركة :