بينت دراسة أجراها عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور حامد الغامدي، أن المجتمع الأمريكي لديه معرفة كبيرة تصل إلى أكثر من 90 % منه، بالمجتمع السعودي مقارنة بمعرفته عن إيران وتركيا، وهي الدول الثلاثة الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط. وجاءت تلك الدراسة في سياق رسالة دكتوراه قدمها إبان دراسته في جامعة داكوتا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية، وحملت عنوان «سمعة المملكة العربية السعودية لدى الشعب الأمريكي في الولايات المتحدة مقارنة مع إيران وتركيا»، وأوصى من خلالها بالاستثمار السعودي في وسائل الإعلام الأمريكية، لتعزيز سمعة المملكة. وأوضح الغامدي في حديث إعلامي «أثناء دراستي في جامعة داكوتا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية وصلتني أسئلة عدة من بعض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس عن المملكة، ومن ضمن هذه الأسئلة التي استثارتني، وجعلتني أقدم على هذه الدراسة التي اعتبر تقديمها واجبًا وطنيًا، سؤال يقول: هل سأكون آمنًا عندما أزور المملكة؟». ووجدت الدراسة أن الإجابة على السؤال إيجابية بالنسبة للمملكة، فقط حظيت بأعلى مستوى من الإدراك الإيجابي في نظر الأمريكيين. استثمار إعلامي شدد الدكتور الغامدي على أن أهم التوصيات التي خرجت بها الدراسة هو ضرورة الاستثمار السعودي في وسائل الإعلام الأمريكية بشقيها التقليدي والجديد، معتبرًا أن هذا الأمر مهم لتعزيز سمعة المملكة هناك. وأوضح أن سمعة الدولة لها تأثير كبير على التنافسية، والدبلوماسية العامة، والإدراك الدولي، والعلاقات الدولية، وقال «الهدف من بحثي هو التحقق من سمعة المملكة لدى الشعب الأمريكي في الولايات المتحدة، مقارنة مع التصور الأمريكي عن إيران وتركيا». وفي سبيل إعداد الدراسة جمع الغامدي عينة من 378 مشاركًا في الاستبيان، ضمت 33 عنصرًا باستخدام مقياس ليكرت المكون من 7 نقاط. وتم استخدام الإحصائيات الوصفية والاستنتاجية باستخدام SPSS الإصدار 26 لتحليل البيانات. وأظهرت نتائج الدراسة أن المملكة هي الأكثر شهرة بين الأمريكيين، مقارنة بتركيا وإيران، حيث تبين أن 90.3 % من الأمريكيين لديهم معرفة بالسعودية، تليها تركيا بنسبة شعبية بلغت 84.9 %، فيما كانت إيران الأقل شعبية بـ83.8 %. يتضح من نتائج الدراسة أن الأمريكيين لديهم نظرة عامة إلى الدول الأخرى تحددها القيادة السياسية أكثر من الثقافة، كما تصل معظم المعلومات السلبية المتعلقة بالدول الثلاث إلى الأمريكيين من خلال مصادر إعلامية متعددة، وأكثرها يأتي عبر وسائل الإعلام الإلكترونية تليها وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى أن المملكة تتمتع بأعلى مستوى من الإدراك الإيجابي في نظر الأمريكيين. الأهداف هدفت الدراسة إلى تحليل العلاقة القوية بين المملكة وأمريكا، وتأثير المواطن الأمريكي في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية، ولذا كان من المهم معرفة انطباع الشعب الأمريكي عن السعودية مقارنة بإيران وتركيا، وما هي العوامل التي تشكل انطباعه، وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام الأمريكية في تشكيل هذا التصور. وتوفر هذه الدراسة معلومات حول تصورات الشعوب الأمريكية للبلدان الأخرى وكيف تختلف فيما بين البلدان. أسئلة البحث في محاولة لتحقيق الأهداف والغايات المذكورة أعلاه، استندت الدراسة إلى الأسئلة البحثية التالية: س 1: ما مدى معرفة الأمريكيين بالدول الأخرى؟ س 2: ما هي أهم العوامل التي تحدد نظرة الأمريكيين العامة إلى البلدان الأخرى؟ س 3: ما هي المصادر الرئيسة للمعلومات التي يستخدمها الشعب الأمريكي للحكم على سمعة الدول الأخرى؟ س 4: ما هي تصورات الأمريكيين عن المملكة وإيران وتركيا؟ هل هناك اختلافات في تصور هذه البلدان. ويختلف الرأي العام الأمريكي بشأن دول الشرق الأوسط. المملكة العربية السعودية حليف مهم لحكومة الولايات المتحدة، كما يهدف البحث إلى معرفة سمعة المملكة بين الأمريكيين مقارنة بسمعة إيران وتركيا. عينة الدراسة بلغ حجم العينة التي شملتها الدراسة 378 مشاركًا بما يكفي لتوفير تصورات دقيقة وقابلة للتعميم تعكس مجتمع الدراسة. وشكل مجتمع العينة 235 مشاركًا من الذكور و143 مشاركًا من الإناث، وتراوح متوسط عمر المشاركين بين 18 عامًا إلى 65 عامًا، وكان جميع أعضاء العينة من مواطني الولايات المتحدة. ولتحقيق هدف الدراسة تم جمع البيانات من خلال استطلاع عبر الإنترنت باستخدام إستراتيجية كرة الثلج لاختيار البالغين الأمريكيين Robins، (وآخرون، 2010) ثم تم تحليل البيانات التي تم جمعها إحصائيًا باستخدام SPSS في تحديد مدى معرفة الأمريكيين بالدول الأخرى، استخدم الباحث نموذج مقياس ليكرت «لا أوافق ولا أختلف» للتأكد من مدى معرفة الدول الثلاث. الأكثر شهرة كشفت البيانات التي تم جمعها أن المملكة هي الأكثر شهرة من بين الدول الثلاث بالنسبة للأمريكيين، حيث أظهر أكثر من 90 % من المستطلعين إشارة إلى معرفتهم بالبلد، تأتي تركيا في المرتبة الثاني، وإيران ثالثة. وكشفت الدراسة أن معظم الأمريكيين يدركون تمامًا هذه البلدان الشرق أوسطية الثلاثة، وأن العوامل الثلاثة الرئيسة التي تحدد سمعة الدولة في نظر الأمريكيين هي القيادة السياسية، والثقافة، والقوة العسكرية. وباستخدام حالات السعودية وإيران وتركيا، أظهرت النتائج أن أبرز العوامل التي تحدد سمعة الأمريكيين هي القيادة السياسية، تليها الثقافة، والقوة العسكرية هي العامل الأقل انتشارًا للسمعة. إدراك إيجابي من ناحية أخرى، أظهرت الدراسة أيضًا أن الأمريكيين يتعلمون عن البلدان الأخرى ويشكلون تصورات تستند إلى ثلاثة أشكال أساسية للوسائط: الاجتماعية والإلكترونية والمطبوعة. ومعظم المعلومات السلبية عن الدول الثلاث تصل إلى الأمريكيين عبر وسائل الإعلام الإلكترونية، تليها وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المطبوعة هي أقل مصادر الأخبار السلبية انتشارًا عن المملكة وإيران وتركيا. وبسبب هذه المصادر الثلاثة الرئيسة للمعلومات، فإن الأمريكيين لديهم بالفعل تصورات مسبقة عن هذه البلدان الثلاثة. بالمقارنة مع الاثنين الآخرين، فإن المملكة لديها أعلى مستوى من الإدراك الإيجابي في نظر الأمريكيين. من ناحية أخرى، إيران هي الدولة الأقل إعجابًا، من قبل الأمريكيين الذين ردوا على أداة الاستطلاع هذه، من بين الدول الثلاثة. %90.3 مدى معرفة الأمريكيين بالسعودية %84.9 مدى معرفة الأمريكيين بتركيا %83.08 مدى معرفة الأمريكيين بإيران
مشاركة :