اليمن ـ تسليم الحديدة للحوثيين والحكومة تنفي صلتها بالأمر

  • 11/13/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في تطور لافت على الأرض أعلن الحوثيون استيلائهم على مناطق واسعة جنوب مدينة الحديدة، وذلك بعد انسحاب قوات مدعومة من الإمارات من مواقعها. وفيما نفى مصدر حكومي صلة الحكومة بالأمر، قالت الأمم المتحدة إنها تراقب الوضع عن كثب. قال الحوثيون إنهم يتقدمون نحو مدينة مأرب، عاصمة المحافظة الغنية بالنفط التي تحمل الاسم نفسه نفت الحكومة اليمنية، فجر السبت (13 نوفمبر/ تشرين ثاني) صلتها بانسحاب قوات موالية لها من جبهات عدة بمحافظة الحديدة الساحلية غربي البلاد. جاء ذلك حسب بيان للفريق الحكومي بلجنة التنسيق الخاصة بإعادة الانتشار بموجب   اتفاق ستوكهولم   في الحديدة، نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ". وقال الفريق الحكومي في بيانه "ما يجري حاليا في الساحل الغربي من إعادة انتشار للقوات يتم دون معرفتنا ودون أي تنسيق مسبق معنا". وأضاف موضحا أن "إجراءات إعادة الانتشار يفترض أن تتم بالتنسيق والتفاهم مع بعثة الأمم المتحدة في الحديدة عبر الفريق الحكومي والتي لم تكن هي الأخرى في الصورة". واعتبر البيان "أي تقدم للحوثيين في مناطق سيطرة الشرعية بالحديدة تحت أي ظرف مخالفة صريحة لروح ونصوص اتفاق ستوكهولم يستدعى موقفا واضحا وصريحا من المجتمع الدولي تجاهه". وسيطر المتمردون الحوثيون مساء الجمعة على منطقة واسعة جنوب مدينة الحديدة الساحلية التي شملها وقف لإطلاق النار أبرم عام 2018، وفق ما أفادت مصادر في القوات الحكومية اليمنية. وتقدم الحوثيون فيما أخلت القوات الحكومية مواقعها جنوب الحديدة، حسب المصادر التي لم تذكر أسباب الانسحاب. وخلال محادثات السلام الأخيرة حول اليمن عام 2018 في السويد، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في مدينة الحديدة الواقعة غرب البلاد والتي تمثل المعبر الرئيسي للمساعدات الإنسانية. من جهتها أكدت قوات يمنية تطلق على نفسها "القوات المشتركة" يقودها طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مدعومة من الإمارات ضمن تحالف تقوده السعودية الجمعة انسحابها من حول ميناء الحديدة الرئيسي الذي يسيطر عليه خصومهم من حركة الحوثي. جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه حاكم المدينة الواقعة على البحر الأحمر إعادة فتح طريق رئيسي يربط بينها وبين العاصمة صنعاء. وفي منشور على تويتر، قالت ألوية العمالقة التابع لـ"القوات المشتركة" إنها أعادت انتشارها من حول مدينة الحديدة في غرب اليمن والتي تعد نقطة الدخول الرئيسية للواردات التجارية وتدفقات المساعدات الإنسانية. وقال متحدث في منشور منفصل على تويتر إن إعادة الانتشار تمت بسبب عدم التحرك لتنفيذ اتفاق برعاية الأمم المتحدة تم التوصل إليه في أواخر عام 2018 بشأن انسحاب مرحلي لقوات الجانبين من الحديدة. وقال المتحدث سمير اليوسفي إن هذا انسحاب من مناطق نص عليها اتفاق ستوكهولم في خطوة "تزيل القيود عن مهام القوات المشتركة، وتحررها من سيطرة اتفاق السويد الذي عطل كل إمكانياتها وهدد قيمتها العسكرية". ولم يتضح ما إذا كان الانسحاب يأتي في إطار عملية إعادة انتشار أوسع للتحالف أشار إليها في وقت سابق المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي. وفي 13 ديسمبر/كانون الأول 2018،  توصلت الحكومة اليمنية والحوثيين، إثر مشاورات جرت في السويد، إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة الساحلية، وانسحاب قوات الطرفين إلى خارج المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وكتب محافظ الحديدة الحوثي محمد عياش على تويتر "اهلا وسهلا بزورنا الأعزاء، الحديدة ترحب بكم من بوابتها الرئيسية كيلو16"، في إشارة إلى طريق رئيسي كانت قوات التحالف تغلقه منذ 2018. وفي إطار جهودها المكثفة لإنهاء الحرب، تضغط واشنطن على الرياض لرفع القيود التي تفرضها سفن التحالف على الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، وهو شرط الحوثيين لبدء محادثات وقف إطلاق النار. ويمثل الحصار عاملا رئيسيا في الأزمة الإنسانية باليمن التي وضعت ملايين الأشخاص تحت تهديد المجاعة. وقالت الأمم المتحدة إنها تراقب الوضع قرب الحديدة من كثب. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق للصحافيين "ندعو جميع الأطراف المتحاربين إلى ضمان سلامة المدنيين في المناطق التي تتغير فيها خطوط المواجهة وما حولها". على صعيد متصل، قال الحوثيون إنهم يتقدمون نحو مدينة مأرب، عاصمة المحافظة الغنية بالنفط التي تحمل الاسم نفسه. وخلال سبع سنوات من الحرب، غرق اليمن في واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في العالم وفق الأمم المتحدة، وصار أكثر من ثلثي سكانه يعتمدون على المساعدات الدولية. كما قتل عشرات آلاف اليمنيين، معظمهم من المدنيين، وشرّد الملايين بحسب منظمات دولية. ع.أج/ ع ج م (رويترز، أ ف ب، سبأ)

مشاركة :