تضم أرض السعودية العديد من المواقع الأثرية التي يتم كشف الستار عنها يومًا بعد آخر، ولعل الآثار الغير ظاهرة أو معروفة بين الناس هي غالبًا ما تحظى بالكثير من الاهتمام والدراسة، وتعد المدينة القديمة للجحفة الواقعة على الضفة اليسرى لوادي الغائضة، شرق مدينة رابغ في منطقة مكة، وتحديدًا شمال ميقات الجحفة على مسافة حوالي 5 كيلومتر على مرتفع صخري من الأرض قد عاشت منذ مئات السنين إلا أنّ الرمال غمرتها ولم يتبق منها سوى جزء من مبنى وحيد. وبحسب هيئة التراث السعودي لم يتبق من المدينة سوى بقايا قلعة متهدمة يُطلق عليها قصر "علياء" يعود طرازها المعماري للعصر العباسي ولا يزال مغطى بالرمال، حيث تتناثر حول الموقع الكثير من قطع الفخار، والخزف، والزجاج. A post shared by Abdulaziz Aldakheel 🚩 (@abdulaziz_aldakheel) A post shared by Abdulaziz Aldakheel 🚩 (@abdulaziz_aldakheel) يشار إلى أنّ هذه السلسلة الجوية تغطي ثلاثة مواقع رئيسية، وهي منظر عام لمدينة الجحفة المندثرة، وقصر "علياء"، بالإضافة إلى ميقات الجحفة. ويتميز قصر علياء بأنه عبارة عن فناء واسع تحيط به جدران القصر من الجهات الأربعة، ويقع مدخل القصر في الجهة الشمالية التي تهدمت بشكل كامل على عكس الجهة الجنوبية التي لم تتأثر، بينما سقطت أجزاء من الجهتين الشرقية والغربية قد تُعزى إلى عوامل طبيعية، واعتمد بناء القصر على الصخر الأسود، أي البازلت، غير منتظم الشكل، والذي جُلب من الجبال المحيطة به. ويمكن الاستدلال على الفترة التاريخية التي يعود إليها هذا القصر من خلال بعض الكسر الفخارية لأجزاء من الأواني، والتي ظهر فيها أجزاء من الفخار المزجج باللون الأخضر، وهو الخزف ذو البريق المعدني والذي ظهر واشتهر خلال الفترة العباسية. يُعرف ميقات الجحفة على أنه ميقات مكاني لكل من أهل الشام وبلاد المغرب ومصر، وكل من جاء عن طريقهم، وفيه ينزل الحجاج، ويقع بالقرب من مدينة رابغ، وهناك يُحرِم الناس منها، ويبعد عن مكة مسافة 183 كيلومترًا، ويبعد عن موقع قصر علياء الأثري مسافة 5 كيلومترات.
مشاركة :