رأى مصدر في «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية»، أن روسيا «تخطط لاحتلال بعيد المدى في سوريا ومحاولة تقسيمها»، وذلك في تعقيب على إعلان موسكو نقلها أنظمة دفاع جوي متطورة إلى سوريا، في حين أعلن الدكتور خالد خوجة، رئيس «الائتلاف» من بريطانيا، أن الحل السياسي للأزمة السورية «لن يكون ممكنًا طالما أن المدنيين السوريين يقتلون على يد نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وروسيا عبر الضربات الجوية بشكل رئيسي». في أول رد فعل على تأكيد موسكو نقل أنظمة دفاع جوي إلى سوريا، إلى جانب طائراتها، قال مصدر مسؤول في «الائتلاف» السوري المعارض: «إلى جانب عدوانها على الشعب السوري، الذي أوقع مئات الضحايا منذ 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، تقوم روسيا بنقل مزيد من الجنود والعتاد الحربي إلى قواعد ومطارات عسكرية جرى احتلالها وسط سوريا وغربها». وقال في بيان صدر عن المكتب الإعلامي في «الائتلاف» إن «الأسلحة التي تقوم روسيا بنقلها إلى سوريا، ومنها أنظمة دفاع جوي، ومنظومات تختص بالحرب البرية وعمل القوات الخاصة، تتناقض مع الزعم بأن تدخلها مرهون بالحرب على الإرهاب، ويشير إلى احتلال بعيد المدى، ومحاولة لتقسيم سوريا وإنشاء مناطق نفوذ لها، ويتنافى تمامًا مع تعهدها في جنيف وفيينا بالحفاظ على وحدة الدولة السورية واحترام سيادتها». ودعا «الائتلاف» حكومة روسيا إلى «سحب قواتها فورًا من كامل الأراضي السورية»، محذرًا من أن استمرارها في التدخل العسكري «يوجب على الشعب السوري والجيش الحرّ معاملتها كقوة احتلال والتصدي لها بكل الوسائل المتاحة». في غضون ذلك، التقى خوجة، رئيس «الائتلاف»، برفقة عدد من أعضاء الهيئة السياسية والمستشار القانوني لـ«الجيش السوري الحر»، وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ومستشار الأمن القومي مارك ليال غرانت ووزيرة الدولة للتنمية الدولية جاستين غرينينغ، وذلك في أول أيام زيارتهم إلى بريطانيا الممتدة ليومين. وشدد خوجة على أن حماية المدنيين «يجب أن تكون محور أي عملية سياسية تهدف لإيجاد حل سياسي في سوريا»، موضحًا أن هذا الحل «لن يكون ممكنًا طالما أن المدنيين السوريين يقتلون على يد نظام الأسد وروسيا عبر الضربات الجوية بشكل رئيسي». وبحسب بيان صادر عن «الائتلاف» اتفق خوجة وهاموند على «أن الغزو الروسي لسوريا خطير وذو نتائج عكسية، فبدل تعزيز القتال ضد تنظيم داعش، فإن الحرب التي تشنها روسيا على المدنيين والجيش السوري الحر تمكن تنظيم داعش من التفشي من جديد». وأشار خوجة إلى أن المحادثات الحاصلة والمستمرة في فيينا بين المسؤولين الغربيين والعرب والروس والإيرانيين «تفتقر إلى مكوّن أساسي، وهو مشاركة السوريين». ولفت إلى أن ما يجري في فيينا «سيحظى بالشرعية فقط في حال أفضى إلى الحماية من القصف الجوي التي يطالب بها الشعب السوري»، مضيفًا أنه «وبحال أن المحادثات في فيينا ستسفر عن تقدم نحو سوريا مستقبلية من دون الأسد، فمن الضروري أن يقدم حلفاء الشعب السوري البريطانيون والأوروبيون والعرب، ضمانات واضحة لحماية المدنيين وجدولاً زمنيًا للانتقال المتوافق عليه في بيان جنيف». هذا، وناقش المجتمعون أيضًا الوضع الإنساني وأزمة اللاجئين السوريين، وشكر خوجة مضيفيه على إسهام لندن بتقديم الدعم اللاجئين السوريين، وتوافق خوجة وغرينينغ على الحاجة لفعل المزيد لضمان وصول المساعدات عبر الحدود وخطوط النزاع بموجب ما تأذن به قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وشدد خوجة على الحاجة إلى معاملة اللاجئين السوريين باحترام وبما يحفظ كرامتهم، وطلب من الحكومة البريطانية الاضطلاع بدور قيادي في رسم سياسة شاملة تفضي إلى استقبال عدد أكبر من اللاجئين في الاتحاد الأوروبي وتأمين إقامة مؤقتة لهم، وإلى مشاركة كافة الدول الأعضاء، وإنشاء طرق آمنة إلى الاتحاد الأوروبي لتقويض المهربين القتلة وغير الشرعيين، وإلى مساعدات أكبر لدول جوار سوريا الذين يستقبلون الغالبية العظمى من اللاجئين. وبدوره، قال أسامة أبو زيد، المستشار القانوني لـ«الجيش السوري الحر» لوزير الخارجية البريطاني هاموند إن «الجيش الحر يرفض الذهاب إلى أي طاولة مفاوضات تحت ضغط تجفيف الدعم أو تخفيفه»، كما أنه يطالب «بضمانات حقيقية قبل الذهاب إلى أي طاولة مفاوضات، وأهمها، التسليح غير المحدود وغير المشروط».
مشاركة :