أعلنت الشرطة الهندية مقتل 26 متمردا ماويا على الأقل، السبت، في اشتباك مسلح مع قوات خاصة في إحدى غابات الهند النائية، في أحدث مواجهة دامية ضمن هذا النزاع الأطول في الهند. وقالت الشرطة، إن ثلاثة من القوات الخاصة أصيبوا بجروح بالغة في الاشتباك الذي استمر ساعات في غابات منطقة غادشيرولي الكثيفة على بعد ألف كيلومتر شرق مومباي عاصمة ولاية ماهاراشترا. وغادشيرولي واحدة من عشرات معاقل الماويين التي تنتشر في المناطق الغنية بالمعادن وسط وشرق الهند، حيث يقاتل عشرات آلاف المتمردين الحكومة الهندية من أجل حقوق أفضل للشعوب الأصلية والمهمشة في هذه المناطق. وذكرت الشرطة، أن تبادلا لإطلاق النار بدأ بعد اعتراض قوات خاصة تابعة لها مجموعة من المتمردين في غابة ماردينتولا. وصرح ضابط في شرطة ولاية ماهاراشترا لوكالة فرانس برس طلب عدم كشف عن هويته بأن “26 على الأقل من الناكسال قتلوا”، مستخدما تعبيرا محليا يطلق على المتمردين اليساريين. وأضاف الضابط، أن القوات الخاصة ما زالت تجري عملية تمشيط في المنطقة النائية بحثا عن فارين وسط إطلاق نار متقطع. وأفاد قائد شرطة غادشيرولي، أنكيت غويال، لوكالة فرانس برس، بأنهم يحاولون سحب جثث القتلى الماويين، مضيفا أن “العدد الدقيق للضحايا وهوياتهم سيعرف بعد انتشال الجثث”. وقال إن ثلاثة من أفراد قوات الشرطة الخاصة نقلوا جوا إلى مدينة ناغبور لتلقي العلاج بعد تعرضهم لإصابات خطيرة. والاشتباك الدامي في غادشيرولي هو أحدث مواجهات التمرد الماوي في الهند الذي بدأ في الستينات وأودى بالآلاف. ونشرت الحكومة عشرات الآلاف من القوات لمحاربة المتمردين في المنطقة المعروفة باسم “الممر الأحمر” التي يسيطرون عليها وتمتد عبر ولايات عدة في وسط وجنوب وشرق البلاد. كما ضخت دلهي ملايين الدولارات لتطوير البنية التحتية في المناطق النائية التي تهيمن عليها المجتمعات القبلية، زاعمة بأنها حصرت التمرد المسلح في 53 منطقة عام 2020 مقابل 96 منطقة عام 2010. وكشفت الشرطة في ولاية جهارخاند الجمعة أنها ألقت القبض على الزعيم البارز في الجماعة المتمردة المحظورة براشانت بوز بعد أن وضعت مكافأة قدرها 10 ملايين روبية (134 ألف دولار) لمن يساعد في القاء القبض عليه. وبوز متهم بتدبير أكثر من 100 هجوم عنيف مدى العقود الأربعة الماضية.
مشاركة :