يحمل التصميم الداخلي لأقسام جناح الإمارات المتعددة، أبعاداً فنية ومعرفية، تعكس تاريخ الدولة وقصة بداية انطلاقتها، منذ أن كانت صحراء وصولاً إلى ما هي عليه الآن من تقدم وازدهار كبيرين، فيما يأتي كل قسم منه ليحمل رسالة يريد إيصالها لزواره، حيث يمكن من خلالها تكوين انطباع عام، خاصة لضيوف الدولة الذين يتطلعون لمعرفة المزيد عنها وثقافتها وإنجازاتها. كثبان رملية من جهتهما يعكس قسما «صحراء الأحلام» و«ملتقى الطرق» داخل الجناح الحياة، التي عاشها سكان الدولة، حيث يستقبل الزائر عند دخوله «الكثبان الرملية المتدحرجة» والتي تبدو في ظاهرها عادية، لكنها تحتوي على أفكار ذكية، فعندما يقف الزائر أمامها تظهر حياة شعب الإمارات على الرمال، وكلما ارتفع عدد الزوار زاد اكتمال الصورة، فيما يشير هذا التصميم المبتكر إلى أن الشعب الإماراتي طور الصحراء الشاسعة، لتصبح مدينة مزدهرة خطوة بخطوة من خلال الوحدة والتعاون، من جهته، يستخدم الجناح الصوت والضوء والصور ومقاطع الفيديو لوصف ماضي الدولة وحاضرها ومستقبلها. وتروي «صحراء الأحلام» قصة تحول الدولة من الحياة البدوية إلى دولة حديثة، والمراحل التي قطعتها في مرحلة قصيرة من الزمن، حيث يدخل الزوار إلى مكان غامر يشبه بأجوائه حلماً جميلاً، ويقدم لهم تجربة فريدة يختبرون من خلالها كيف كانت حياة البدو والحضر، فيما يتعرفون على الرؤية الحكيمة والسديدة للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ونظرته المستقبلية الثاقبة والرائدة في سعيه إلى اتحاد الإمارات السبع، وتحولها بسرعة مذهلة إلى دولة عصرية ترحب بجميع الناس من مختلف أنحاء العالم، وتمنحهم أرقى سبل العيش، وتوفر للطامحين منهم أروع الفرص لتحويل أحلامهم إلى إنجازات. ويجد الزوار أنفسهم فجأة عند دخولهم إلى «صحراء الأحلام»، وسط كثبان رملية تم إحضارها من صحاري الإمارات، فيما الآفاق المفتوحة المعروضة خلف الرمال تُظهر مساحة شاسعة من الجبال المتداخلة مع الصحراء وما بعدها البحر، قبل اطلاعهم على رؤية الشيخ زايد للوطن، ومشاهدتهم تفاصيل لحظة توحيد الإمارات، ومن ثم الدخول في مسار التحول السريع، الذي شهدته الدولة على أكثر من صعيد. طرق التجارة من جهتها، تمثل نقطة «ملتقى الطرق» الأهمية التاريخية لموقع الدولة كونها ملتقى للطرق الموصلة بين أطراف العالم وثقافاته، كما تبين كيف أن الطرق التجارية المتعددة تعود إلى آلاف السنين عبر الزمن، وأن ممارسة التجارة لم تكن مجرد نشاط اقتصادي يدعم سبل العيش للمواطنين فحسب، بل كانت تتجاوز ذلك إلى ما هو أعمق، أي التفاعل المؤثر والتبادل المهم للمعرفة واللغة والثقافة. وعلى مر التاريخ كان التبادل التجاري موجوداً بين الإمارات و5 مناطق أساسية تشمل شرق وشمال شرق أفريقيا، وأوروبا والصين، فضلاً عن الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، وكان ذلك عبر طرق تجارية محورية مثل «طريق الحرير» و«طريق التوابل»، وغيرهما من الطرق. وداخل نقطة «ملتقى الطرق»، يتم تمثيل طرق التجارة بخطوط يجري إسقاطها على الأرض، وتنطلق فوق الكثبان الرملية من أجزاء مختلفة من العالم، وتتصل هذه الخطوط بمجسم دائري يولد تأثيراً فعالاً للضوء على مواقع تمثل مناطق مختلفة، قبل ارتداده مجدداً على طول الطريق التجاري، ومواصلته لرحلته، فيما يحتوي المجسم الدائري على أساسيات فريدة، تتعلق بجوانب مختلفة من التجارة مثل «البهارات، الطعام، الكتب، الألعاب، أدوات الرياضيات والعلوم، أدوات الملاحة، العملات المعدنية، العناصر الزخرفية، والمجوهرات وغيرها». طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :