أكد الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة بأن مملكة البحرين تولي اهتمامًا كبيرًا بمرض السكري وهو أحد تحديات الصحة العامة، والذي يؤثر تأثيرًا بالغًا في صحة الأفراد والمجتمعات، وما يترتب عليه من عواقب عدة في القطاعين الصحي والتنموي. وأشار رئيس المجلس الأعلى للصحة إلى أنه وفي السنوات الماضية تضاعفت معدلات انتشار السكري على مستوى العالم، حيث تشير إحصاءات الاتحاد الدولي للسكري إلى أن أكثر من 537 مليون شخص يعيشون حاليُا مع مرض السكري، ومعظم هذه الحالات هي من النوع الثاني والذي يمكن الوقاية منه بشكل كبير من خلال النشاط البدني والنظام الغذائي الصحي المتوازن. وفي إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، يعتبر السكري قضية مهمة من قضايا الصحة العامة وعلى قائمة الأمراض المزمنة غير السارية، إذ يصيب 55 مليون نسمة من السكان البالغين الذي تتراوح أعمارهم بين 20 و79 سنة. جاء ذلك، خلال كلمة ألقاها في الاحتفال الذي نظمته وزارة الصحة وجمعية السكري البحرينية وشركة بابكو والمحافظة الجنوبية بمناسبة اليوم العالمي للسكري، أمس السبت الموافق 13 بمتنزه الأميرة سبيكة بنت إبراهيم في منطقة عوالي، تحت شعار «الوصول إلى رعاية مرضى السكري إن لم يكن الآن فمتى؟»، وذلك برعاية من رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة وبحضور وزيرة الصحة فائقة الصالح. وأشار الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة بأنه في مملكة البحرين تصل نسبة الإصابة بالسكري إلى 15% من السكان البالغين، وذلك حسب إحصاءات المسح الصحي الوطني لعام 2018، كما تشير التوقعات لارتفاع نسبة المصابين بالسكري إلى نحو ربع سكان المنطقة في دول مجلس التعاون الخليجي بحلول 2030. مضيفًا بأن السكري يُعد أحد الأسباب الرئيسة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والعين والكلى والقدمين، وهو ما يسبب الوفاة المبكرة والإعاقة، ويزيد تكاليف الرعاية الصحية، ويعوق قدرة البلدان على تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة وتحقيق الغاية الثالثة من هذه الأهداف بشأن خفض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2015. وإدراكًا منا لهذا التحدي، أكد رئيس المجلس الأعلى للصحة بأن مملكة البحرين قد وضعت الخطط الوطنية لمجابهة السكري مع الالتزام المتجدد وإدماج السكري في السياسات والاستراتيجيات والخطط الصحية الأوسع نطاقًا المتعلقة بالأمراض غير السارية وحزم منافع التغطية الصحية الشاملة وتنفيذ الإجراءات الوطنية الرامية إلى وضع استجابات شاملة ومتكاملة للحد من الإصابة بالسكري والسمنة وعوامل الخطر الأخرى المرتبطة بالأمراض غير السارية مثل التدخين واتباع نظام غذائي غير صحي وزيادة الوزن والخمول البدني. من هذا المنطلق قال بأن الأهداف الاستراتيجية للخطة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة وداء السكري، تسعى جاهدة للحد من انتشار مرض السكري والتقليل من الآثار الصحية والاقتصادية الناجمة عنه، بتنفيذ المبادرات الوقائية والعلاجية وتوفير الخدمات الصحية المتقدمة، والتي تندرج تحت هذه الخطة، حيث توفر وزارة الصحة والمستشفيات والمراكز والعيادات المعنية بمكافحة وعلاج السكري البرامج الوقائية التي تعنى بنشر الوعي الصحي بطرق الوقاية من مرض السكري، وتنفذ حملات التوعية المجتمعية التي تشجع على تبني نمط حياة صحي وممارسة النشاط البدني والعادات الغذائية الصحية وتقوم أيضًا توفير برامج الاكتشاف المبكر لتشخيص المرض في مراحله المبكرة وقبل حدوث المضاعفات، وكذلك توفير الخدمات العلاجية المتطورة والشاملة لجميع مرضى السكر ي في جميع المراكز الصحية والعيادات التخصصية بالقطاع الصحي بالمملكة، والتي تطبق أحدث ما توصل إليه الطب الحديث في العناية بمرضى السكري بمختلف أنواعه ومراحله للحد من آثاره ومضاعفاته على يد فرق طبية مؤهلة ومتخصصة ووفق أدلة إرشادية علاجية علمية محدثة.
مشاركة :