أوضحت إحصائية حديثة لوزارة الصحة أن سرطان الرئة المسبب الأول للوفاة بين أنواع السرطان لدى الرجال والنساء بنسبة 25 % من جميع الوفيات، وأن 1.76 مليون حالة وفاة تحدث في العالم بسبب سرطان الرئة، وأنه الأكثر انتشارا بنسبة 11.6 % عن بقية أنواع السرطان الأخرى، والمسبب الأول للوفاة بنسبة 18.4 % من مجموع حالات الوفاة.وأكد مختصون لـ «اليوم» في قضية الأسبوع أهمية الجانب النفسي مع التركيز الكامل على الخطة العلاجية للمرض الجسدي.11 مادة مسرطنة بشكل مباشر للإنسانقال مدير برنامج مكافحة التدخين في المنطقة الشرقية د. أمين الغريب، أن التدخين يحتوي على 4800 مادة، منها 41 مادة مسرطنة للكائنات الحية بشكل عام، و11 مادة من الـ 41 هي مسرطنة بشكل مباشر للإنسان، لافتا إلى أن أكثر أسباب الإصابة بسرطان الرئة شيوعا هي التدخين.وبيّن خلال محاضرة بعنوان «أسباب سرطان الرئة»، أن التدخين ينقسم إلى قسمين: الأول يشمل المدخن: أي شيء يحترق من التبغ ويظهر لنا صورة التدخين بها مثل «الدخان، المعسل، المدواخ»، والثاني: غير المدخن وهو مثل «التمباك، الشمى، السويكة».وذكر أن هناك 3 أنواع للمدخنين، الأول، المدخن المباشر، الذي يدخن التبغ، والثاني، مَن يجلس مع المدخنين ويستنشق المحروقات أو مكونات التبغ، و90 % من الأضرار تصل إليهم، والثالث، وهو التدخين التراكمي وتتسبب به 4800 مادة تتعلق في الملابس أو في الأثاث أو في الأقمشة وتؤثر على الأطفال الأقل من عمر 12 سنة، وتصيبهم بأمراض مثل الربو أو احتقان دائم في الحلق، ولفت إلى أن البعض يستعمل النيكوتين للإقلاع عن التدخين، إلا أن تلك المادة تسبب الإدمان. ولفت إلى أن العلاج بالسيجارة الإلكترونية اتجاه خاطئ، لعدم إثبات ذلك علميا، بل ثبت أنها أكثر ضررا.وبيّن أن العلاج يعتمد على ظروف وصحة وأسلوب حياة المدخن نفسه أو الراغب في الإقلاع عن التدخين، وأن الإقلاع ليس فقط بالأدوية.دور فعال للجانب النفسي الإيجابي في العلاجأكدت المستشار النفسي والمشرف الأكلينيكي د. عبير بنت علي محمد رشيد أن مرض سرطان الرئة يعد أحد الأمراض السرطانية المهددة للحياة، التي يتجاوز أثرها السلبي على الجسد، بل يؤثر على الجانب النفسي للمصابين بشكل واضح وملموس، وقد لا نبالغ في أن تأثيره النفسي قد يتجاوز الألم العضوي الناجم منه، حيث تشير الدراسات إلى أن ثلث الأشخاص، الذين أصيبوا بالأمراض السرطانية عموما يعانون من الدخول في أزمات نفسية حادة مثل الاكتئاب والقلق والخوف من المرض والموت وغيرها، كما أن هذه الدراسات أن للجانب النفسي الإيجابي دورا مهما وفعالا في العلاج، والعكس أيضا صحيح في أن الجانب النفسي السلبي قد يكون سببا في تدهور الحالة الصحية للمريض وتأخر العلاج وربما فشله.وقالت: يغفل الكثير من المشتركين في العملية العلاجية للأمراض المهددة للحياة مثل السرطانات وغيرها، سواء كان الطاقم الطبي أو المرضى وذووهم أهمية الجانب النفسي مع التركيز الكامل على الخطة العلاجية للمرض الجسدي، ويعود ذلك لعدة أسباب أبرزها، أن الأمراض السرطانية والاكتئاب والقلق يشتركون في بعض أعراض مثل الشعور بالتعب وقلة النوم وانخفاض الشهية مما يجعل التعرف على حالات الصحة النفسية أمرًا صعبًا على غير المختصين.من جهة أخرى، فإن عدم الوعي بأهمية الجانب النفسي ودوره الفعال في نجاح العملية العلاجية من قبل المرضى أو المجتمع المحيط يجعلهم يغفلون عن العناية به وتفعيله. كما أنه في حالات الأمراض، التي تعتبر مهددة للحياة، يعتقد البعض أن مخرجات العلاج الفعالة تكمن في اختيار الفريق الطبي المختص والمراكز الصحية المتميزة، ويجعلون من الاهتمام بالجانب النفسي ثانوية أو نوعا من الرفاهية، التي إن توافرت نفعت، وإن غابت لن تضر، كما يعتقد البعض الآخر أن التدخل النفسي يجب أن يكون في مرحلة ما بعد العلاج الجسدي، وذلك في حال ظهور أعراض نفسية تتطلب هذا النوع من التدخل.وأضافت د. رشيد إنه في حالات الأمراض المهددة للحياة مثل سرطان الرئة، فإن الوعي بالجانب النفسي يعد أولوية ويبدأ هذا الدور من قبل الفريق الطبي المشرف على العملية العلاجية منذ المرحلة الأولى، وهي تبليغ المريض بحالته الصحية وحتى مرحلة التعافي لما بعد العلاج، ويكمن ذلك بأخذ الأساليب المطمئنة أثناء التشخيص مرورا بتثقيف المريض وذويه عن حالته الصحية، والتركيز على أهمية سلامته النفسية، التي تتطلب إحالته إلى المختصين في هذا الجانب كمرحلة أساسية وتدخل وقائي من الصدمات والمخاوف المتوقعة. من المؤسف أن غياب الاهتمام بالجانب النفسي قد يتسبب لكثير من المرضى بحالة من الذعر والخوف الشديد أثناء تلقي التشخيص وعرض الآلية المطلوبة لاستكمال العلاج، وذلك بسبب الطريقة غير الاحترافية في نقل الخبر للمريض مما يجعل حالته النفسية تسوء وتتدهور قبل تلقي العلاج، الذي يتطلب معنويات نفسية عالية جدا ليخرج من الأزمة بسلام.من جانب آخر، فإن ذوي المريض الذين يتطلب منهم تقديم الدعم والمساندة نفسيا ومعنويا له، هم أيضا يعانون بصمت على الرغم من أنهم في أمس الحاجة للدعم النفسي، الذي يؤهلهم بالعناية بأنفسهم أولا ومن ثم بالحالة، التي تنتظر منهم الدعم النفسي، وفي الحقيقة أن هذه الفئة هم أكثر من يعاني وذلك لأن الدعم النفسي نادرا ما يقدم لهم كخدمة أساسية وليست خدمة ثانوية يحصل عليها مَن يحالفه الحظ. مما لا شك فيه أن ذوي المريض سيتمكنون من احتوائه نفسيا وتفهم احتياجاته بشكل أفضل عندما يشعرون هم بالأمان والراحة النفسية أثناء هذه المرحلة الصعبة من حياتهم.وبينت أن الدراسات تشير إلى أن للجانب النفسي دورا بارزا في الشفاء وتجاوز الأزمة، وعلى العكس فإن الأزمات النفسية تعطل العلاج العضوي لمرضى السرطانات وفي بعض الحالات فإن الاكتئاب الذي يصيب المريض قد يدفعه إلى الاستسلام والامتناع عن متابعة العلاج بسبب الخوف والقلق مما يعزز لديه الرغبة بالتجنب والأخذ ببعض سلوكيات الأمان الخاطئة، التي قد تؤثر سلبيا على سير العلاج، مشيرة إلى أن الشعور بالأمان والاستقرار النفسي يجعل رحلة العلاج آمنة ومرحلة ما بعد العلاج مطمئنة ويحفظ المريض من انتكاسة نفسية قد تؤذيه على المدى البعيد أكثر من المرض العضوي بحد ذاته.العلاج وفق النوع والانتشار وصحة المصابذكر استشاري جراحة الأوعية الدموية بمستشفى الملك فهد بالهفوف د. علي محمد السلمان أن سرطان الرئة عبارة عن نمو غير متحكم به لخلايا غير طبيعية في إحدى أو كلتا الرئتين، وهذه الخلايا غير الطبيعية لا تقوم بمهام خلايا الرئة الطبيعية ولا تتطور إلى أنسجة رئة سليمة، فتتشكل الأورام وتعيق عمل الرئة ومن أعراضه الكحة او السعال المستمر، التي لا تتحسن مع الأدوية، سعال دموي، ضيق في التنفس، ألم في الصدر، الصفير، بحة في الصوت، فقدان الوزن بدون سبب، آلام في العظام، صداع.وأشار د. السلمان إلى أن عوامل الخطر هي التدخين: خطر الإصابة بسرطان الرئة يزداد مع زيادة عدد السجائر اليومية وعدد السنوات بالنسبة للمدخن. فالإقلاع عن التدخين في أي عمر يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بسرطان الرئة، التعرض للتدخين السلبي، التعرض لغاز الرادون، التعرض للمواد المسرطنه: مثل الاسبستوس والزرنيخ والكروم والنيكل، تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الرئة: كأحد الوالدين، الإخوة، كما أن الجمع بين العملين «التدخين والتعرض للأسبستوس والمركبات الأخرى في أماكن العمل، تزيد من خطر إصابتك بسرطان الرئة بنسبة 50 %.وأضاف د. السلمان إن سرطان الرئة هو ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في عام 2020 «من حيث حالات السرطان الجديدة» وبلغ (2.21 مليون حالة)، وهو السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان بين الرجال وثاني سبب رئيسي للوفاة بالسرطان بين النساء في جميع أنحاء العالم وحتى عام 2020 كانت عدد حالات سرطان الرئة المسجلة في السعودية 1442 حالة وفي نفس العالم تم تسجيل 1157 حالة جديدة، وكانت عدد الوفيات بسببه في نفس العام 1001 وفاة مشيراً إلى أنه يمكن أن يسبب سرطان الرئة حدوث مضاعفات، مثل: ضيق النفس، خروج الدم مع السعال، الألم، سائل في الصدر «الانصباب الجنبي»، السرطان الذي ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم «النقائل العظمية».وأوضح د. السلمان أن المعالجة تستنِد إلى نوع السرطان ومدى انتشاره ومستوى صحّة الشخص بشكلٍ عام؛ فإذا شخصت الحالة مبكراً وكانت الخلايا السرطانية محدودةً في منطقةٍ صغيرةً، ينصح بالجراحة لاستئصال المنطقة المُصابة عادةً، العلاج الإشعاعي: إذا لم تكن الجراحة مناسِبةً بسبب تردي صحة الشخص بشكلٍ عام، قد ينصح بالعلاج الإشعاعي للقضاء على الخلايا السرطانية كبديلٍ عنها، العلاج الكيميائي: إذا انتشر السرطان بشكلٍ لا تنفع معه الجراحة أو العلاج الإشعاعي، يستخدم العلاج الكيميائي. أيضًا يستخدم العلاج الكيميائي غالبًا بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية يمكن أن تكون باقية. يمكن أن يتم استخدامه بمفرده أو مدموج مع العلاج الإشعاعي. قد يُستخدم العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص حجم السرطانات وجعلها أسهل في الإزالة، والعلاج الدوائي الموجه أو الحيوي يعطي نتائج عالية في حال وجود مستقبلات معينة وهي «PDL1, EGFR, ALK, ROS» ويعتبر فعالا حتى في حالات انتشار السرطان، ومضاعفاته أقل بكثير من مضاعفات العلاج الكيميائي العلاج المناعي، ويستخدم العلاج المناعي جهازك المناعي لمكافحة السرطان.وأضاف إنه لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من سرطان الرئة، لكن قد يقل خطر الإصابة في حالات: الإقلاع عن التدخين، تجنب التدخين السلبي، إجراء فحوص للكشف عن وجود غاز الرادون في محيط المنزل، تجنب التعرض للمواد المسرطنة في العمل، نظام غذائي غني بالخضار والفواكه، الحفاظ على النشاط البدني.حملة كشف بالأشعة المقطعيةنظم قسم الأشعة بمجمع الدمام الطبي بالتعاون مع قسم التثقيف الصحي فعالية عن سرطان الرئة، وذلك تزامناً مع شهر التوعية بسرطان تضمن عددا من الأركان التوعوية والتثقيفية عن أهمية الكشف المبكر وطرق الوقاية منه، كما أطلق قسم الأشعة بالتعاون مع عيادة جراحة الصدر وعيادة الأمراض الصدرية خلال شهر نوفمبر 2021 حملة الكشف المبكر عن سرطان الرئة بالأشعة المقطعية بالشبكة وفقاً لاشتراطات هي أن يكون العمر ما بين 55 و77 سنة، وأن يكون الشخص مدخنا لمدة 30 عاما بمعدل علبة واحدة في اليوم أو ما يعادلها أو أن يكون شخصا مدخنا حاليا أو ترك التدخين خلال 15 سنة أو أن يتجاوز عمره 50 عاما، ويكون مدخنا لمدة 20 عاما بمعدل علبة واحدة في اليوم أو ما يعادلها شريطة وجود أمراض مزمنة أو تاريخ مرضي سابق في العائلة أو وجود إصابة سابقة بالسرطان أو وجود عوامل خطر.أسباب سلوكية وبيئيةتعد أمراض الرئة من أكثر الأمراض خطورة وأشدها فتكًا بالجسد نظرًا لموقعها المحوري في جسد الإنسان ولما للرئة من أهمية وجب على الإنسان الاهتمام بها وحمايتها من المخاطر وعلى رأسها التدخين المسبب الأول لسرطان الرئة.تشير النسب إلى أن سرطان الرئة يصيب ما يقارب الـ 85% من الأشخاص حول العالم ويعتبر من أكثر أنواع السرطان انتشارًا، وتتعدد مسببات الإصابة بهذا المرض، فمنها أسباب سلوكية كالتدخين، وأسباب بيئية كالعمل في أشغال الدهان والأصباغ والعيش في المدن الصناعية، التي تكثر فيها المصانع وهواؤها ملوث بالانبعاثات الكربونية، أو أسباب تعود للتاريخ المرضي للشخص كإصابة الأنثى بسرطان الثدي، الذي قد يؤدي إلى انتقال السرطان للرئة نظرًا لوقوعها المباشر خلف الثدي، أو قد تكون أسبابا وراثية جينية.فرض عقوبات على المدخنين بالأماكن المغلقةتوجد مسببات لوقوع المرض، في المقابل توجد سبل للوقاية منه، سنتطرق لهذه الحلول من خلال سؤال مجموعة من الأشخاص عن كيفية الحد من انتشار هذا المرض، وماهي الحلول المناسبة التي يرونها:بالنظر للمسبب الأول والأكثر شيوعًا للإصابة بسرطان الرئة وهو التدخين، فيرى الكثير ضرورة سن العقوبات وفرض الغرامات من قبل المؤسسات المختصة على المخالفين للقانون، الذي ينص على عدم التدخين في الأماكن المغلقة مثل المطاعم والمقاهي وأماكن العمل، فأشار الكثير عن معاناتهم من ظاهرة التدخين في أماكن العمل، وعدم الامتثال لقوانين الإدارات ولا الاكتراث لحال من يعانون بأمراض صدرية مزمنة. فمن المفترض وضع قوانين صارمة وغرامات مالية مرتفعة وخضوعهم للمساءلة القانونية لعدم الامتثال للقوانين، فمثل هذه التصرفات تنم على عدم تحمل الفرد للمسؤولية وعدم استشعاره لعظم الخطأ، الذي يقوم به، كما أن الأطباء يحذرون من المدخن السلبي، الذي يستنشق الدخان المنبعث من فم أو أنف المدخن، حيث يعد عرضة للإصابة بسرطان الرئة بالرغم من عدم تدخينه.التوعية بدور مراكز وعيادات الإقلاعتعتبر التوعية المجتمعية من أهم الخطوات، التي تسهم في القضاء على الظواهر السيئة والترويج لعادات جيدة، ولنا في جائحة كورونا خير برهان لعظم الجهود والدور البارز، الذي قامت به وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لخدمة المسؤولية المجتمعية وتوعية أكبر شريحة ممكنة وعلى أوسع نطاق استطاعت المملكة العربية السعودية التغلب على هذه الجائحة، فمن خلال ذلك يمكن تطويع هذه الوسائل وتسخيرها لنشر فكرة الاهتمام بالصحة والإقلاع عن التدخين والتوعية بدور المراكز والعيادات، التي تساعد على الإقلاع عن التدخين وتأهيلهم للعودة لممارسة الحياة بشكل طبيعي، فنلحظ أن الكثير يجهل وجود مثل هذه المراكز أو يشك في مصداقية العلاج نظرًا لعدم تحدث الكثير عنها، وعدم تسليط الضوء إعلاميًا على المتعافين من خلال القيام باللقاءات الإعلامية أو المشاركة في فيديوهات تحفيزية.
مشاركة :