العلماء في مختبرات فلوريدا يراهنون على أن زرع الخلايا الجذعية يمكن أن يساعد على حماية الشعب المرجانية من التغير المناخي ومقاومة ارتفاع درجات الحرارة في المحيطات. وبين 2009 و2018 أدى هذا الاحترار إلى القضاء على 14 في المئة من الشعب المرجانية. ميامي - تتلألأ قطعة مرجان كالذهب داخل مختبر في فلوريدا، حيث يحاول علماء مساعدة هذا النوع على حماية نفسه ضد التغير المناخي بالاستعانة بعمليات تعديل وراثي، في رهان صعب التحقيق لكنه ضروري وفق الخبراء. ويحاول الباحثون معرفة ما إذا كان إنقاذ الشعب المرجانية ممكناً من خلال زرع خلايا جذعية من أنواع مختلفة منها تتمتع بقدرة أكبر على مقاومة ارتفاع درجات حرارة المحيطات وتحمّضها الذي يضعف الشعب المرجانية. وبالتالي، يدفع القلق من الاحترار المناخي هؤلاء العلماء إلى محاولة تعديل كائنات حية وراثياً لتمكينها من البقاء. وأوضحت رئيسة الفريق المسؤول عن هذه الدراسة في جامعة ميامي نيكي ترايلور نويلز لوكالة فرانس برس أن “الشعب المرجانية تنفق بسرعة مقلقة وهي غير قادرة على تحمل صدمة التغير المناخي”. وأضافت “في هذه المرحلة، ينبغي أن نجرّب كل شيء ونرى ما الذي ينجح”، فيما يُعقد في غلاسكو مؤتمر الأمم المتحدة “كوب 26” حول المناخ بالغ الأهمية لمستقبل البشرية . ويندرج هذا المشروع ضمن مجموعة مبادرات تدعمها منظمة “ريفايف أند ريستور” غير الحكومية في سان فرانسيسكو والتي ترى في التعديل الوراثي أداة مناسبة لحفظ أنواع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض. فالكائنات الحية تمكّنت من الاستمرار عبر الأزمنة بفضل تطورها أو انتقالها إلى أماكن تتوافر فيها موائل ودرجات حرارة أكثر ملاءمة لها. أما اليوم، فيتسبب التغير المناخي في اضطراب البيئة بسرعة كبيرة جداً بحيث لا تكفي آلية التكيف الطبيعي هذه. وتنبّه الشريكة المؤسسة لـ”ريفايف أند ريستور” راين فيلان إلى أن الوقت ينفد. وتضيف “سيتعين علينا التدخل، وإلا فسنخسر” هذه الأنواع. ويشكّل القلق في شأن الشعب المرجانية موضوعاً شديد الأهمية، إذ تمتص المحيطات أكثر من 90 في المئة من الحرارة الزائدة الناتجة عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ممّا يحمي الأرض لكنه يولّد موجات حرارة طويلة الأمد في المحيطات وينهك الكثير من أنواع الشعب المرجانية. المحيطات تمتص أكثر من 90 في المئة من الحرارة الزائدة الناتجة عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ممّا يحمي الأرض لكنه يولّد موجات حرارة طويلة الأمد وأدى الاحترار المناخي إلى جانب التلوث وصيد السمك بالتفجير إلى القضاء على 14 في المئة من الشعب المرجانية في العالم بين عامي 2009 و2018، وفقًا لتقرير صادر عن الشبكة العالمية لرصد الشعب المرجانية. ويخصص صندوق تابع لمنظمة “ريفايف أند ريستور” أكثر من نصف حجمه البالغ ثمانية ملايين دولار لمشاريع تهدف إلى المساعدة في حفظ الشعب المرجانية. وتشرح بريدجيت بومغارتنر من “ريفايف أند ريستور” أن “الأدوات الجاري العمل عليها للشعب المرجانية يمكن استخدامها للأنواع البحرية الأخرى”، كالمحار ونجوم البحر وعشب البحر، وهو عبارة عن طحالب بنية كبيرة موجودة على ساحل أميركا الشمالية. وأتاحت دراسات وراثية أخرى رعتها المنظمة في الولايات المتحدة استنساخ قطة سوداء القوائم وحصان برزوالسكي باستخدام خلايا مجمدة لسلف، وهي طريقة يمكن أن تنقذ هاتين الفصيلتين من الانقراض. وتعتبر “ريفايف أند ريستور” أن ولادة هذين الحيوانين دليل على فاعلية عملها الوراثي. ومع أن التعديل الوراثي قد يدعو للقلق نظراً إلى خطر حصول تشوه أو تغيير في النباتات أو الحيوانات لا يمكن التكهن بعواقب على الطبيعة ، يرى أستاذ القانون المتخصص في العلوم وعلم الوراثة في جامعة “ستانفورد” بولاية كاليفورنيا هنري غريلي أن الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، وخصوصاً الشعب المرجانية ، يبرر استخدام هذه التكنولوجيا. ويضيف “أنا أؤيد هذه المقاربة إذا نُفّذت بحذر وبقواعد مناسبة وبحكمة”. أما غريغوري كايبنيك من معهد “ذي هاستينغز سنتر” للأبحاث فيدعم هو الآخر الهندسة الوراثية للكائنات، مشيراً إلى أن خطر خروج نتائجها عن السيطرة أقل من مخاطر عدم إحداث تغيير دائم وفاعل. ويخلص إلى القول “لست متحمساً جداً لفكرة تعديل الشعب المرجانية بغية الحفاظ عليها، ولكن قد يكون ذلك ما يجب أن نفعله”.
مشاركة :